بلغ عدد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة بعمالة مراكش، خلال الفترة الممتدة من سنة 2005 إلى سنة 2017، 891 مشروعا شملت فئات مختلفة، بغلاف مالي إجمالي قدره مليارا و559 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بما قدره 882 مليون درهم. وقال محمد صبري، الوالي بالنيابة بجهة مراكشآسفي، يوم الأربعاء، بمقر ولاية جهة مراكش، خلال تقديم حصيلة إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بمناسبة الخميس الإعلامي للمبادرة المنظم هذه السنة تحت شعار "المبادرة الوطنية رافعة لإدماج الشباب"، (قال) إن هذه الاستثمارات ما كانت لتتحقق لولا مساهمة جميع الشركاء من جماعات محلية ومؤسسات عمومية وجمعيات ومستفيدين. وأوضح محمد صبري أن نسبة مساهمة الشركاء بلغت 44 في المائة، ومساهمة المبادرة الوطنية 56 في المائة، مشيرا إلى أن الاستثمارات المجزة في قطاع الماء والكهرباء تأتي في المقدمة بنسبة 21 في المائة، يليها التعليم والتكوين المهني بنسبة 19 في المائة، ثم قطاع الطرق بنسبة 17 في المائة، وقطاع الشباب والرياضة بنسبة 12 في المائة، والأنشطة المدرة للدخل بنسبة 11 في المائة، وقطاع الصحة بنسبة 10 في المائة. وأعلن الوالي بالنيابة على أن من بين الأهداف التي سطرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خدمة الشباب وجعل هذا الورش التنموي رافعة لإدماجه، حيث يتجسد هذا المعطى في مناحي كثيرة، منها على الخصوص تمثيلية الشباب في أجهزة الحكامة، والاستفادة المباشرة من دعم المبادرة لتمويل المشاريع المقترحة من طرف حاملي المشاريع، خاصة الأنشطة المدرة للدخل. وذكر الوالي أن الاستفادة تتم كذلك بصفة غير مباشرة من خلال المشاريع التي تنجز في المجالات الرياضية والثقافية والفنية كالقاعات الرياضية المغطاة والمنتزهات الرياضية وملاعب القرب لممارسة الرياضة والخزانات والمعاهد الموسيقية، وغيرها من المشاريع التي تضع الشباب في صلب التنمية الاجتماعية. وأكد محمد صبري أن المشاريع التنموية المبرمجة تتوخى، من جهة، تحسين مؤشرات عيش السكان من خلال دعم الولوج للخدمات الاجتماعية والتجهيزات الأساسية، ومن جهة أخرى، تروم تنمية قدرات النساء والشباب والأشخاص في وضعية الهشاشة عن طريق إنجاز مشاريع تستجيب وتنسجم مع الحاجيات المعبر عنها، بالإضافة إلى تأهيل مراكز الرعاية الاجتماعية الموجودة أو إحداث طاقات استيعابية جديدة.
دار الطالبة بتسلطانت تحقق حلم التلميذات في الدراسة بمنطقة تسلطانت كان لإنشاء دار للطالبة سنة 2008، وقع كبير في نفوس التلميذات، خصوصا أن هدفها اجتماعي محض، يتمثل في إيواء تلميذات الثانوي الإعدادي والتأهيلي المعوزات والوافدات من دواوير بعيدة عن مؤسسات الاستقبال ومواكبتهن تربويا وصحيا. تحكي التلميذة خولة التي تدرس بالمستوى السابعة إعدادي كيف أن حلمها في متابعة دراستها كاد أن يتبخر، إلى أن اهتدت لدار الطالبة، التي وجدت فيها الحضن الدافئ، الذي أعاد إليها الأمل في استكمال مسارها الدراسي. وتقول خولة "التحقت بالمؤسسة هذه السنة، أقطن بدوار بعيد عن مدينة مراكش، لكن الدار وفرت لنا جميع الحاجيات وسمحت لنا بإكمال دراستنا. نشكر جميع المساهمين الذين يسهرون على تسييرها، وبفضلها نحن اليوم في المدرسة". بدورها زميلتها خديجة، التي تدرس هي الأخرى بالمستوى التعليمي ذاته تشاطرها الرأي "أشكر دار الطالبة التي حققت لي حلم إتمام دراستي، ولولاها لما كنت اليوم في القسم. كنا نعاني الأمرين للتنقل إلى الإعدادية التي تبعد مسافة كبيرة عن بيتنا. المربيات هنا يسهرن على تنظيم حياتنا بشكل جيدة من أجل تحصيل دراسي جيد، وفي نهاية الأسبوع نذهب لزيارة أسرنا". وتصل الطاقة الإيوائية للدار مائة مستفيدة، تتراوح أعمارهن ما بين 11 و19 سنة، يجري اختيارهن بناء على معايير دقيقة، تعطي فيها الأولوية للطفلة اليتيمة والمتخلى عنها، والفتيات اللواتي يعيشن مشاكل أسرية والفقر والاحتياج". ويؤكد أحد المسؤولين بالدار أن هناك طلبا متزايد للاستفادة، وأن النزيلات يعشن في ظروف جيدة، حيث توفر لهن الدار كل الخدمات بالمجان من تغذية وإقامة، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي يمكن في أن يكن متفوقات دراسيا.
تكوين مهني يفتح آفاق المستقبل على البوابة الرئيسية لمركز التكوين بالتدرج المهني أمرشيش بمراكش علق إعلان لافتتاح التسجيل في وجه الراغبين، ويوفر المركز عدة تخصصات تضم "ميكانيك السيارات، كهرباء السيارات، إصلاح هياكل السيارات، كهرباء المباني، نجارة الألومنيوم، نجارة الخشب، التلحيم، الطبخ، الحلاقة والتجميل". داخل المركز الذي جاء ثمرة تعاون بين التعاون الوطني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كان حوالي 420 مستفيدا من برنامج هذه السنة، صباح يوم الأربعاء، منهمكين في تلقي الدروس التطبيقية من قبل مؤطريهم، قبل الخضوع لاحقا لتدريب تطبيقي في ورشات مهنية للتخصصات التي اختاروها خارج المركز. وعبر إبراهيم بلغزال، الذي التحق بشعبة ميكانيك السيارات هذه السنة، عن سعادته بقبوله لتلقي تكوينه بالمركز، وقال "اخترت شعبة الميكانيك، نقضي يوما هنا من أجل التكوين النظري، وباقي أيام الأسبوع في الورشة من أجل التكوين التطبيقي، أحب هذا التخصص، وأتمنى أن أحصل على دبلوم وأفتح محلا خاصا بي". بدوره، كان رشاد أحد المستفيدين من التكوين في الحلاقة منهمكا في قص شعر إحدى زميلاته داخل ورشة الحلاقة في حصة تطبيقية، "أقطن بمراكش، لم أتوفق في الدراسة، الأمر الذي جعلني اختار الالتحاق بهذه الشعبة، لأنني مولع بها. من هنا أريد أن أهيئ لمستقبلي، بعد الحصول على الدبلوم، سأعمل على فتح محل خاص بي". وأوضحت الأستاذة جميلة مؤطرة لتخصص الحلاقة، أن مدة التكوين هي سنة، تتوج بالحصول على دبلوم التكوين المهني، مؤكدة أن هناك إقبالا من طرف محلات الحلاقة المتخصصة لتدريب المستفيدين، وأن هناك مستفيدين حققوا أحلامهم بالعمل في دول خليجية، وآخرين فتحوا محلات حلاقة خاصة بهم.
دار الكرم ترعى الأطفال في وضعية صعبة جعلت دار الكرم من رعاية الأطفال في وضعية صعبة هدفها الأول والأساسي، فالأطفال الذين تخلى عنهم ذووهم، وجار عليهم المجتمع والزمن، وجدوا في دار الكرم الحضن الدافئ. وأوضحت دنيا لوديي، المديرة العامة لجمعية الكرم لرعاية الطفولة في وضعية صعبة، أن أهداف الجمعية تتركز بالأساس في حماية الطفولة، وأن الطاقة الاستيعابية للدار 60 طفلا (ذكورا وإناثا). وأفادت دنيا لودي أن الدار التي تكلفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمساهمة بجزء كبير في بنائها، تحتضن حاليا 59 مستفيدا، كما تعمل على توفير روض، وقسم خاص بالتعليم الأولي للأطفال ما بين 4 و6 سنوات. وتحدثت، أيضا، عن تخصيص برنامج للدعم موجه للشباب ما بين 15 و25 سنة، ويتعلق بالأمر بفئة لم تتمكن من الالتحاق بالدراسة وتبحث عن الاستفادة من تكوين متخصص. وأضافت "الجمعية تعمل على تهيئ هذه الفئة ومساعدتها على اختيار تكوين مناسب لقدراتها، كما تستفيد من دروس في اللغة الفرنسية من أجل الدعم والتقوية".