توج مسار سعيد الجديدي، الإعلامي والكاتب المغربي، بتعيينه رئيسا وطنيا للاتحاد العالمي للكتاب الناطقين باللغة الإسبانية، بعد اجتماع الاتحاد تلاه التصويت بالإجماع. سعيد الجديدي الإعلامي والكاتب المغربي يعد تتويج سعيد الجديدي تتويجا للمغرب داخل اتحاد له 45 فرعا في مختلف دول العالم. ويعتبر سفيرا للمغرب بجميع هذه الدول، اعترافا بكتاباته المتميزة والغزيرة في مجالات الإعلام والتحليل السياسي إلى جانب كتاباته الروائية والقصصية. يفتخر الجديدي بتوشيحه سفيرا عالميا للنوايا الحسنة من طرف منتدى العالمي لسفراء السلام، في فبراير الماضي، وقال ل"المغربية" إن أهم فترة في حياته العملية هي التي كان فيها مراسلا لدول المغرب العربي في جريدة "إيل باييس" الإسبانية، لأن المهام التي قام بها أكسبته، منذ ذلك الوقت، خبرة عالية في التواصل، خاصة في خضم الحراك الذي كانت تمر به الدول في تلك الحقبة. كان الجديدي، انطلاقا من دفاعه عن قضايا الوطن، يوجه مراسلاته إلى الجريدة الإسبانية، بالدولة الجارة التي كان لها ميول إلى البوليساريو والثروة السمكية، ونجح، حسب قوله، في تحقيق التوازن في هذا الواقع. إلى جانب تعيينه رئيسا منذ أيام للاتحاد العالمي للكتاب الناطقين باللغة الإسبانية سبق أن عين الجديدي سفيرا دوليا للسلام، الذي يراه الكاتب والصحافي المغربي مهما في مساره التاريخي. يزخر تاريخ سعيد الجديدي بمسار حافل بالعطاءات داخل ساحة القلم والفكر، انطلق منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في القسم الإسباني بالإذاعة والتلفزة المغربية، فاشتغل بعدها للصحيفة الإسبانية "إيل باييس". ساهم سنة 1990 في تأسيس الجريدة اليومية المغربية "لامانيانا" الصادرة باللغة الإسبانية والتابعة لمجموعة ماروك سوار، وأصبح سنة 1991 مراسلا لوكالة الأنباء الألمانية لدى مكتبها بالعاصمة مدريد، وبعدها مراسلا للقناة المكسيكية "غلافيسيون". مكنته تجربته في مجال الإعلام من خوض عالم المحاضرات بالعديد من المؤسسات العليا والمراكز الثقافية في البلدان الأجنبية، إلى جانب مشاركته في لقاءات دولية. وظف سعيد الجديدي ثقافاته وفكره في روايات تعكس كلها ربط خياله الواسع بالواقع الاجتماعي. وتحكي إحدى رواياته التي تحمل الأولى عنوان "الصرخة الأولى" ، قصة حب بين فقيه وراهبة مسيحية بمدينة تطوان، فيما يدور "تقرير المصير" حول الصحراء المغربية، وتعكس "تحت الختم" تناقضات المجتمع الإسباني، و"يامنة" أو "الذاكرة الحميمية"، تنتقد بعض التقاليد المستوردة من الأندلس دون تكييفها مع الواقع المغربي، فيما يقدم الجديدي في كتاب "مدريد 1425"، قراءة تحليلية حول الاعتداءات الأليمة ل 11 مارس 2004 بالعاصمة الإسبانية مدريد. يزخر رصيد الجديدى بكتابات في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية وصورة المغرب في إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية إلى جانب وقوفه على عدد من القضايا الحقوقية بالمحافل الدولية. سعيد الجديدي حاصل على وسام الاستحقاق المدني من الملك الإسباني خوان كارلوس سنة 1998 وعلى وسام ملكي من طرف جلالة الملك محمد السادس سنة 2000 ، له دور مهم في تنشيط الدبلوماسية الثقافية بين البلدان التي تنتشر فيها اللغة الإسبانية. يعد الجديدي واحدا من رموز الإعلام المغربي والدولي، وهو الوحيد على مستوى العالم العربي والإسلامي والإفريقي الذي يتم تعيينه بهذه الصفة. وبعدما وظف قلمه وفكره في الدفاع عن مكانة المغرب داخل المحافل الدولية، اعتمد على الوسيلة نفسها في الدفاع عن الدين الإسلامي، إذ قام بترجمة عدد من الكتب الدينية إلى اللغة الإسبانية بتكليف من "دار الكتب العلمية" ببيروت، منها "هذا الحبيب محمد" لأبي بكر الجزائري، و"قصص القرآن" لمحمد أحمد جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعلي البجاوي والسيد شحاتة، و"أبواب الفرج" لمحمد المالكي الحسني. وقال الجديدي بخصوص ترجمة هذه الكتب، في تصريح لأحد المواقع الإلكترونية، إن دار الكتب العلمية ببيروت أدركت أهمية مثل هذه المبادرة بعد ملاحظتها أن "معتنقي الإسلام الجدد أو الذين أسلموا في السنوات الماضية لا يجدون أمامهم سوى بعض الكتب المتشددة الغريبة عن الدين الإسلامي وسماحته وتعاليمه، إلى جانب غياب كتاب وباحثين باللغة الإسبانية يستطيعون الكتابة في الشأن الديني بهذه اللغة ويعرفون جيدا العقلية الإسبانية والأمريكية الجنوبية، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأفكار المتطرفة وسط المسلمين، سواء في إسبانيا أو في بلدان أمريكا اللاتينية". ويضيف الجديدي أن هذه "الخلاصات أقنعت الدار المشار إليها بضرورة نقل عدد من الكتب الدينية إلى اللغة الإسبانية، فعينت لجنة خاصة اختارت عشرين كتابا لنقلها إلى الإسبانية، وفق معايير محددة من جملتها الاعتدال والوسطية والوضوح".