احتفالا باليوم العالمي للسعادة، نظمت جمعية متطوعي فرنسا- المغرب، وبرنامج التطوع التابع للأمم المتحدة، يوم الخميس 20 مارس، بمقر فضاء التطوع بالرباط، لقاء ضم أزيد من 45 شابا وشابة، لمناقشة مؤشرات وأسباب السعادة لدى الشباب، بغية تحليل العوامل التي تساهم في راحة ورفاهية وسعادة المجتمعات. اللقاء، الذي جرى في إطار "مقهى التطوع"، طرح أيضا عدة تساؤلات حول "ما هي مقاييس السعادة لدى المواطنين المغاربة، وكيف يمكن خلق حوار شمولي في هذا الاتجاه؟". وقال محمد جدري، المسؤول عن فضاء التطوع بالرباط، إن هذا المقهى الذي يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسعادة، يهدف إلى إعطاء الشباب المتطوعين الدوليين بالمغرب فكرة عن مؤشرات السعادة بالمغرب، من خلال ما قدمه البحث الوطني حول الرفاهية، المنجز من قبل المندوبية السامية للتخطيط، قصد تسهيل اندماجهم، وإنجاح مهامهم التطوعية التي يقومون بها في مختلف مناطق المملكة. وبالمناسبة، قدم خالد سودي، عن المندوبية السامية للتخطيط، معطيات عن النتائج الرئيسية للتحقيق الوطني حول الرفاهية بالمغرب، الذي يدخل في إطار الأشغال المنجزة حول التقدم الاجتماعي وقياسه بمدى رفاهية وجودة الحياة. من جهتها، ذكرت إيشاني لاب، نائبة ممثلة برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب، بالمبادرة التي أطلقتها، أول مرة، حكومة البوتان (جنوب آسيا)، وحين اجتمع أزيد من 500 موظف سام وممثل عن منظمات المجتمع المدني بمقر الأممالمتحدة، سنة 2012، لمناقشة الإمكانيات الجديدة لقياس السعادة وتجاوز النطاق الاقتصادي لهذه الإمكانيات. الشباب المشاركون في "المقهى التطوعي" ناقشوا أيضا، أهمية إيجاد مقاربات جديدة لقياس رفاهية السكان، وتطرقوا إلى العلاقة بين السعادة والانخراط التطوعي. وقال أنور قوريا، متطوع مغربي، في تصريح ل "المغربية"، "شاركت في هذا اللقاء، لمعرفة مزيد من المعلومات حول علاقة التطوع بالسعادة. وبالفعل، تأكدت اليوم، ومن خلال المعطيات الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة، أن أسعد الناس في العالم هم المتطوعون. بالنسبة لي شخصيا، فإن أسعد لحظات حياتي هي تلك أرى فيها ابتسامة على وجوه الآخرين، وأنا أشارك في تلك الأوراش الشبابية التضامنية التي نقوم بها لفائدة سكان المناطق النائية". وأوضحت إليز، متطوعة فرنسية بالمغرب، أن مشاركتها في هذا المقهى، أتاحت لها فرصة تبادل وجهات النظر حول مفهوم السعادة، ومن التعرف على معايير السعادة عند المغاربة، التي يأتي على رأسها التوفر على سكن شخصي، وعلى راتب محترم، وعلى شغل قار. يذكر أن دولة "البوتان"، هي محفزة هذه المبادرة، منذ السبعينيات، التي تنص على أن رفاهية المواطن تكمن في تحسين مؤشر "السعادة الوطني الخام"، عكس الحكومات التي تعتمد على قيمة "الناتج الوطني الخام" لقياس ثروة وغنى مواطنيها. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 مارس "اليوم العالمي للسعادة"، إذ نصت على أن السعادة والرفاهية ليسا طموحات كونية، لكن يجب أخذها بالاعتبار عند تحديد الأهداف والبرامج السياسية للدول، لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.