عاشت مدينة تيفلت على إيقاع المهرجان الثقافي والفني في نسخته الثانية الذي نظمته جمعية "أطلس زمور تيفلت للثقافة والتنمية والإبداع" من 17 إلى 20 يوليوز الجاري، بشراكة مع جماعة تيفلت وتعاون مع عمالة إقليمالخميسات تحت شعار "الثقافة في خدمة التنمية المحلية". وانطلقت مراسيم الافتتاح بمقر بلدية تيفلت على إيقاع عروض فلكلورية في فن احيدوس وزيارة معرض للفنون التشكيلية، كما عزفت فرقة جمعية "الشعلة للتربية والثقافة" بالحاجب نشيد المسيرة الخضراء ما أعطى لحفل الافتتاح حسا وطنيا عاليا يستحضر أمجاد المغاربة في الكفاح الوطني والوحدة الترابية. وقال عبدو الكبراوي، رئيس جمعية "أطلس زمور تيفلت للثقافة والتنمية والابداع" في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن المدينة تعيش نهضة حقيقية همت كل القطاعات، بما في ذلك البنيات التحتية والمرافق الخدماتية، لذلك كان لا بد أن يتوج بمهرجان محلي يثمن هذه المجهودات للتعريف بالمدينة وتراثها الثقافي المتنوع مضيفا أن النسخة الأولى حققت نجاحا كبيرا، بفضل تضافر الجهود بين كافة المكونات والفاعلين في مجالات الفن والثقافة والاقتصاد، الذين لم يبخلوا يوما عن تقديم الدعم اللازم لجمعية "أطلس زمور تيفلت للثقافة والتنمية والإبداع". إلى ذلك، ركز مدير المهرجان، المصطفى بومهدي، في كلمته، على المجهودات الكبيرة التي بذلت لإنجاح هذا المهرجان، والأسباب الكامنة وراء اختيار شعار الثقافة في خدمة التنمية، موضحا أن الثقافة هي أساس كل تغيير، ومحرك وحيد للاقتصاد داخل المجتمعات، لذلك تبنت إدارة المهرجان هذا الشعار، إيمانا منها لما للثقافة من دور في تخليق الحياة العامة وتمكين المواطن من أساليب التدبير الجيد لحياته العامة. من جهته، قدم رئيس المجلس الجماعي، عبد الصمد عرشان، تصور المجلس لهذا المهرجان، مركزا على الدوافع والأسباب والنتائج المتوخاة منه، موضحا أن تيفلت بفضل المجهودات التي بذلت تحولت الى قطب جاذب ونقطة التقاء للزوار، بفضل التطور الذي عرفته على كل المستويات، معربا عن سعادته للنتائج التي حصلت عليها النسخة الأولى، وهذا لم يأتي من فراغ بل بفضل مجهودات بذلت ولا زالت تبذل من أجل تطوير هذا المهرجان والرقي به إلى مصاف المهرجانات الوطنية الأكثر إشعاعا. وأضاف رئيس المجلس الجماعي أن الثقافة مكون أساسي في تحقيق التنمية المحلية من خلال استثمار الرأسمال اللامادي المتمثل في التراث الثقافي المحلي والوطني، موضحا أن مشاركة أسماء وازنة في عالم الفن والثقافة نظير عدد من نجوم الغناء والطرب، أمثال حاتم عمور ومجموعة تكدا وحجيب وآخرون إلى جانب عدد من نجوم الشاشة والسينما الذي من بينهم سناء الزعيمي ومحمد عاطر وسعدية لديب وآخرون، أعطى للمهرجان إشعاعا وطنيا ودوليا بالنظر لتنوع فقراته الفنية والثقافية، التي تشمل التراث المحلي كالفروسية التقليدية "احيدوس" بالإضافة إقدام إدارة المهرجان على تنظيم حفل توقيع مجموعة من الدواوين الشعرية والزجلية والكتب الأدبية لخيرة المثقفين والكتاب والمبدعين بالمدينةوالإقليم والمغرب. كما أدرجت ضمن فقرات برنامجها ندوات ومحاضرات تهم بالأساس قضايا الهوية واللغة الأمازيغية أطرها مختصون وباحثون، دون إغفال الجانب المتعلق بالرياضة والتربية البدنية إذ تضمنت فقرات المهرجان تنظيم دوري في كرة السلة وفي كرة القدم المصغرة علاوة على احتضان مدينة تيفلت للدوري الدولي للكرة الحديدية، بمشاركة فرق من أوروبا كفرنسا وبلجيكا وفرق أخرى من القارة الإفريقية، ما أعطى للمهرجان الذي يأتي في غمار احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد، بعدا وطنيا ودوليا متمنيا أن تحقق هذه النسخة تطلعات الجماهير التي حجت من مختلف المناطق إلى مدينة تيفلت لتتبعها.