كوستا كافراس: المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أصبح موعدا بارزا في الأجندة السينمائية الدولية

المخرج الفرنسي اليوناني يتقاسم عوالمه الإبداعية مع طلبة عشاق السينما

أكد المخرج والسينمائي الفرنسي كوستا كافراس، يوم الجمعة بمراكش، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أصبح موعدا بارزا في الأجندة السينمائية الدولية وتاريخا لامحيد عنه ضمن سلسلة المهرجانات العالمية للفن السابع.
وأوضح المخرج الفرنسي كافراس خلال تأطيره لورشة سينمائية (ماستر كلاس) لفائدة طلبة من المدرسة العليا للفنون البصرية ومن جامعة القاضي عياض، في إطار الدورة السابعة والعشرين من أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب، أن السينما المغربية تشهد تطورا مضطردا، معبرا عن إعجابه بعدد من المخرجين المغاربة وبالأهمية التي توليها المملكة للسينما لاسيما من خلال تظاهرات مهمة مثل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وأعرب المخرج الفرنسي اليوناني كافراس عن سعادته بتأطير هذه الورشة مع الطلبة المغاربة حول الفن السينمائي وتقنياته، مقدما ملامح من سنوات دراسته وبداياته في المجال وعن الموجة الجديدة التي غزت السينما حينها ابتداء من خمسينات القرن الماضي.
وسافر السينمائي الفرنسي الذي يجر وراءه سجلا طويلا من الأعمال الفنية التاريخية والسياسية الجريئة والحساسة، على مدى ساعتين ، بالحاضرين في تجربته السينمائية الغنية، متحدثا عن عمله الأخير المستوحى من رواية "يانيس فاروفاكيس"، التي تدور أحداثها حول الأزمة اليونانية، بالإضافة إلى أعماله وأسلوبه في العمل السينمائي ونظرته وأساليبه واختياراته للقضايا.
من جانبه، قال فانسون ميليلي مدير المدرسة العليا للفنون البصرية،إن كافراس تتبع اللحظات والمراحل الفارقة في الساحة السياسية من خلال أعماله، ولاسيما في فيله "كبار في الغرفة" الذي يأخذنا من خلاله بشكل مشوق في رحلة عبر كواليس السلطة، حيث يقوم كافراس خلال هذا الفيلم بتشريح دقيق للاومة التي حلت باليونان خلال السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن كوستا كافراس، الذي اخرج 20 فيلما تناولت قضايا مختلفة وحازت عدة جوائز، من مواليد 1933 باليونان، التي غادرها إلى باريس للدراسة عندما بلغ 22 سنة حيث كان يعتبر نفسه مهاجرا اقتصاديا، ليلتحق بجامعة "لاسوربون" قبل أن يتم قبوله بمعهد الدراسات العليا في السينما، وبعد حصوله على شهادة النجاح اشتغل كمساعد مخرج الى جانب ثلة من كبار المخرجين.
وشكل هذا اللقاء فرصة احتشد فيها طلبة المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، من أجل الاستفادة من خبرة وتجربة المخرج والسينمائي الفرنسي اليوناني الشهير كافراس، الذي قدم لطلاب السينما عصارات قصته مع السينما وانعطافات مساراته المهنية وأحلامه واحباطاته ثم رؤيته إلى السينما في عالم شديد التعقيد.
وجاء هذا اللقاء، حافلا باستعارات جميلة تكشف البعد الإبداعي في شخصية المخرج الفرنسي اليوناني، واستعادة لمحطات فارقة في مساره الحافل، وتفاعل حي مع جمهور عاشق لروائعه، على إيقاع تضبطه مشاهد مختارة من أبرز أفلامه.
يشار إلى أن "أسابيع الفيلم الأوروبي" مبادرة لبعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب تهدف إلى التعريف بالأعمال السينمائية الأوروبية الناجحة التي تعكس نظرة أشهر المخرجين الأوروبيين إلى واقع أوروبي يتسم بالتنوع. وقد دأبت البعثة على تنظيم هذا الحدث منذ 1991 بالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومعاهدها الثقافية بالمغرب وبشراكة مع المركز السينمائي المغربي والمعهد العالي للفنون البصرية بمراكش وسينما كوليزي بمراكش والخزانة السينمائية بطنجة وسينما الريف بالدار البيضاء وسينما النهضة بالرباط.