مع تطور الوضعية الوبائية بوتيرة مقلقة، في ظل دخول المملكة الموجة الثالثة المتسمة ببدء توسع انتشار متحور أوميكرون السريع التفشي، عادت «الخطط البديلة» في التعامل مع أي مستجد «صحي طارئ» لتأخذ مساحة أكبر في الدراسة والنقاش بعدد من القطاعات، لضمان جاهزية توظيفها كواحدة من الحلول المسهمة في محاصرة أي بؤرة محتملة قد تعقد جهود تدبير الجائحة. وفي مقدمة هذه القطاعات التربية الوطنية والتعليم الأولي، الذي استأنفت مؤسساته، بداية الأسبوع الجاري، الدراسة الحضورية، بعد انتهاء العطلة البينية، على وقع تشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والذي تشير المعطيات المتوفرة إلى أنه زحف على البعض منها، حيث أعلن عن تسجيل إصابات متفرقة وسط بعض التلاميذ والتلميذات. فأول أمس الأربعاء، شرع شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التحضير لما يمكن اعتباره ب «خطة بديلة» عن التعليم الحضوري، في حالة رصد أي تغيير وبائي مقلق. وهكذا عقد بنموسى جلسة عمل مع عز العرب حسيبي، مدير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، خصص لتدارس الحلول الرقمية، التي من شأنها ضمان الاستمرارية البيداغوجية عندما تقتضي الحالة الوبائية تبني أحد أنماط التعليم غير الحضوري. وبهذه المناسبة، ركز الوزير على ضرورة وضع حلول من شأنها ضمان التكافؤ والإنصاف وتقليص الفوارق بين التلميذات والتلاميذ، كما دعا إلى تبني مقاربة تراعي خصوصيات مختلف الأسلاك والمستويات التعليمية. وأكد شكيب بنموسى، حسب ما تضمنه منشور على صفحته ب «فيسبوك»، أن «الحلول التي سيجري تنزيلها تدريجيا ستشكل فرصة من أجل الانتقال السلس نحو نظام تعليمي يزاوج بين التعليم الكلاسيكي والتعليم الرقمي مع الأخذ بعين الاعتبار عامل الجودة وذلك بغية الارتقاء بمستويات التعليم والتعلم». واعتبر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن المزايا العديدة التي يوفرها التعليم الرقمي ستمكن من تجاوز بعض الإكراهات التي تعانيها المنظومة التعليمية. وكان وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كشف عن السيناريوهات التي ستعتمدها وزارته، في حالة تدهور الوضع الوبائي في الجهات. وقال أمام مجلس النواب إن وزارته أعدت خطة لتدبير الدراسة في ظل الموجة الجديدة لجائحة كورونا في ظل المتحور الجديد أوميكرون، وذلك في ظل الارتفاع المتزايد للحالات وتحسبا لأي تطور في الوضع، واعتمدت مقاربة استباقية لضمان الاستمرارية البيداغوجية للمؤسسات التعليمية. وأوضح بنموسى أنه جرى الرفع من مستوى اليقظة والاستعداد لتنويع الخيارات التربوية مع احتمالات تطور الوضع الوبائي في كل جهة، حيث ستسهر الوزارة على الالتزام بالتدابير الصحية من خلال التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي داخل المؤسسات، وإجراء فحوصات دورية لعينة من التلاميذ، وتهوية الفصول ومواصلة التلقيح في صفوف التلاميذ وهيئة التدريس.