في مفاجأة غريبة، وجه عز الدين ولد بجّة، المواطن الذي اشتهرت قضية سكناه داخل مرحاض أحمد حجي، رفقة أسرته، عدة رسائل إلى نور الدين لزرق وعامل مدينة سلا يطالبهما فيها بإرجاعه إلى «عمله» السابق كحارس للمرحاض العمومي، وهي «المهنة» التي قضى فيها أزيد من 23 عاما، حسب قوله. وأكد ولد بجة، في حديث مع «المساء»، أنه لحقته إعاقات مختلفة جراء مضاعفات داء السكري الذي أصيب به قبل سنوات. كما أنه لجأ إلى جميع السبل للبحث عن مورد للرزق يعين به أسرتَه المكونة من زوجة وثلاثة أطفال، لكنْ دون جدوى، ليبقى «الحل الأخير»، في نظره، هو العودة إلى المرحاض العمومي الذي قضى داخله سنوات رفقة أسرته!.. وأوضح ولد بجة، في رسالته إلى العامل، أن كافة الوعود التي وعده بها نور الدين لزرق، الرئيس السابق لمقاطعة المريسة في سلا، وإدريس السنتيسي، الرئيس السابق للجماعة الحضرية في المدينة ذاتها، بإيجاد سكن لائق له رفقة أسرته، ذهبت أدراج الرياح «حيث بقيت أعاني رفقة أسرتي من الفقر المدقع والانتقال من مكان كراء إلى آخر أسوأ منه لا تتوفر فيه الشروط الصحية التي تليق بالبشر». ويقطن ولد بجة، حاليا، في بيت اكتراه رفقة زوجته يدفع إيجاره بعض المحسنين، في وقت تشتغل زوجته خادمة في المنازل، حيث اضطرت الأسرة إلى ترك إحدى بناتها داخل خيرية ليسهل عليها التكفل بمصاريف الولدين الآخرين». وشرحت عائلة ولد بجة أنها، بعد تفجر قضيتها على صفحات «المساء» وقناة «الجزيرة»، اتصل بهم أحد المحسنين من دولة قطر، عارضا عليهم شراء منزل لهم «لكنْ فوجئنا برئيس الدائرة الحضرية وقائد الملحقة الأولى وبعض عناصر القوات المساعدة يضغطون علي لكي أرفض الهبة القطرية ووعدوني بأنهم سيجدون لي سكنا لائقا وسيقومون بإصلاح المرحاض حتى أشتغل فيه بما يتناسب والشروط الصحية ثم أخذوني إلى فندق «الرحبة»، كسكن مؤقت». غير أن أيا من تلك الوعود لم يتحقق. ويعاني ولد بجة من عدة أمراض جراء داء السكري الذي أصيب به لحظة اختطاف ابنته الذي دام سنتين كاملتين، قبل أن يعثروا عليها عند سيدة في مدينة الرباط عاملتْها بوحشية كبيرة. وقد أجريت له العديد من العمليات الجراحية في مختلف أنحاء جسده وأخرى لبتر أصابع من يديه ورجليه...