شهد ملعب الفروسية، الواقع على بعد 10 كيلومترات عن مدينة وجدة في اتجاه مدينة السعيدية قرب مطار وجدة/أنجاد، صباح يوم السبت 9 يناير 2011، سباقات الفروسية للخيول الأصيلة، شارك فيها عدد من المهتمين بتربية الخيول ومالكيها، ينتمون إلى مختلف مناطق أقاليم وجدة وبركان وجرادة وتاوريرت والناظور وجرسيف وتازة، بأكثر من 110 من الخيول للتباري على تسعة جوائز. وتجري هذه السباقات في ظروف سيئة للغاية جعلت مجموعة من أعضاء جمعية الفروسية بالجهة الشرقية ومالكي الخيول يعبرون عن استيائهم العميق وتذمرهم الكبير من اللامبالاة التي تلقاها هذه التظاهرة التي يعقدون عليها آمالا كبيرة في تطوير تربية الخيول والحفاظ على موروثهم الحضاري، وإحساسهم بالتهميش والإقصاء مقارنة بما تحظى به التظاهرات في جهات المملكة. «نحس بنوع من الإقصاء والتهميش مقارنة بما نراه في الجهات الأخرى، مع العلم بأن الخيل جزء من حياتنا ونوليها اهتماما أكبر مما نوليه لأنفسنا، وننتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر من أجل إبراز مجهوداتنا وأجود الخيول التي نملكها، لكن يصيبنا الإحباط واليأس في هذه الظروف»، يصرح ل«المساء» عدد من الشباب المهووسين بتربية الخيول التي ورثوها عن أجدادهم وآبائهم. ذكّر هؤلاء بعدد من المشاكل التي تعاني منها هذه التظاهرة التي لم تتحسن ظروفها منذ انطلاقتها على جميع المستويات، إذ يوجد ميدان السباقات في أدنى مستوى ولا يختلف عن أرض جرداء أقرب إلى حقل منه إلى ميدان للفروسية، وبذلك تحف بالخيول أخطار كبيرة، منها وجود الميدان على حافة الطريق السيار، وبالتالي فقد يتسبب ذلك للخيول الجامحة في حوادث، كما أنه لا يتوفر على مرابض لها، إضافة إلى أنه لا يتوفر على أي شرط من شروط تنظيم السباقات في جو ملائم ومناسب للمشاركين والحاضرين بسبب انعدام المرافق الصحية الضرورية وكذا الترفيهية، مثل المقاهي أو أمكنة الاستراحة والاحتماء من أشعة الشمس وكذا من البرد، والمستودعات ومواقف السيارات، هذا دون الحديث عن عدم إيلائه الأهمية التي يستحقها من حيث تخصيص قصاصات إشهارية له... وسبق أن وجهت مجموعة من أعضاء جمعية الفروسية بالجهة الشرقية ومالكي الخيول رسائل تحمل 78 توقيعا، مؤرخة في 12 يناير 2011، إلى كلّ من الأميرة لالة أمينة، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية، ووزير الفلاحة والصيد البحري ووالي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة/أنجاد ورئيس اللجنة المنظمة لسباقات الخيل بالرباط ورئيس جمعية الفروسية بالجهة الشرقية، في موضوع «التماس بالتدخل من أجل تحسين وضعية ميدان السباق بوجدة وإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي والقانوني بالنسبة إلى الجمعية المشرفة - جمعية الفروسية بالجهة الشرقية-». وأشارت الرسائل إلى أن الأمور بميدان السباق آلت إلى ما لا تحمد عقباه، حيث أصبح في وضعية سيئة بسبب الإهمال واللامبالاة من قبل من يهمهم الأمر، ولم يعد لجمعية الفروسية بالجهة الشرقية حضور سوى بالاسم بعد عدم الدعوة إلى جمع عام منذ أن أسست الجمعية، بحيث لم يتم إشراك الأعضاء في ما يهم الجمعية وأهدافها، ولم يتم تجديد المكتب منذ أمد طويل، «والمهم في كلّ هذا هو أن الجمعية أسست من أجل الارتقاء بسباقات الخيل وكلّ ما يمت إليها بصلة، إلا أن الحال عكس ذلك تماما». والتمس المعنيون بالأمر تحسين الطريقة التي تنظم بها سباقات الخيل بالجهة الشرقية على أرضية ميدان سباق حقيقي يمكن لعامة الناس أن تؤمه من أجل الاستمتاع بسباقات الخيل التي تعد رمز الفخر وتراث الأجداد. ويطالب هؤلاء الأعضاء، مالكو الخيول، بتنظيم ثلاثة سباقات للخيل بدل واحد في الشهر بهدف إشراك جميع الخيول في السباقات، والرفع كذلك من المنح المقدمة إلى الفائزين، وإعطاء دفعة قوية لميدان سباق الخيل بهدف تنشيطه والارتقاء به والمساهمة في التعريف بالجهة الشرقية واستقطاب وتنشيط السياحة في المدينة التي تعد قطب الجهة الشرقية..