تنظر ملحقة محكمة الاستئناف في سلا، اليوم الأربعاء، في ملف المتهم الذي ذبح ابنتيه بمنطقة سيدي يحيى زعير (ضواحي الرباط) في ال29 من شهر دجنبر من سنة 2010، بعدما أقر الأخير في الجلسة الماضية أمام الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية أنه «المهدي المنتظر المعول عليه لتغيير الكون»، حيث بدا في حالة جنونية، وطالب بمحاكمته في المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية في الرباط. وكان الظنين قد توجه في جلسة سابقة صوب الهيئة القضائية وطالب بالحكم بعدم الاختصاص في ملفه واعتبر أن ملفه يستحق البت فيه من قبل العدل العسكري، وهو ما أثار ذهولا وسط القاعة التي التزم حضورها الصمت، قبل أن يتدخل دفاعه بوشعيب الصوفي ليؤكد أن الخبرة الطبية الأولى التي أجريت لموكله «غير واضحة»، والتمس من الهيئة القضائية إعادة إحالته على طبيب نفساني، وينتظر أن تحصل الهيئة القضائية على الخبرة الطبية الثانية. وتؤكد الخبرة الأولى، التي أنجزها مستشفى الرازي بسلا، أن المتهم يعاني من «الفصام الذهاني» المزمن وتطورت هذه الأعراض منذ 2009 مما استدعى إيواءه مرتين بمستشفى الرازي، وأكدت الخبرة أن المعني بالأمر من المحتمل أنه كان «في حالة معاوضة ذهانية» قبل الأفعال المنسوبة إليه وهذا المرض ينتج عنه تدهور كبير في القدرة على الإدراك. وكانت هذه الجريمة هزت سيدي يحيى زعير قرب مدينة تمارة في ال29 من شهر دجنبر الماضي، حيث تم العثور على شقيقتين مقتولتين من طرف والدهما، وتبلغ الطفلة الأولى 9 سنوات بينما تبلغ الثانية 5 سنوات. وحسب قرار قاضي التحقيق فالمتهم اعترف تمهيديا بكونه قام بقتل ابنتيه بعدما عمل على نحرهما بواسطة السلاح الأبيض. وأكد قرار الإحالة على غرفة الجنايات الابتدائية أن الأدلة تبقى كافية على ارتكابه للأفعال المنسوبة إليه و«تشكل من حيث الوصف القانوني الجنائي جناية القتل العمد في حق الفروع مع سبق الإصرار الترصد». وفي سياق متصل، أكد القرار ذاته، أن نية إزهاق روح الضحيتين تتجلى في الأدوات المستعملة في تنفيذ الجريمة وهي السكين. وبعد وصول عناصر الدرك الملكي إلى «البراكة» التي نفذ فيها الظنين جريمته، وجدته مصالح الدرك فوق كوخه في حالة جنونية ويحمل معه قضيبا حديديا يبلغ طوله أكثر من متر بمقدمته شفرة لسكين كبير الحجم تحمل أثار الدم، وفي يده اليمنى المصحف الكريم، وبعدما تمكنت العناصر ذاتها من إحكام قبضتها عليه، دخلت إلى «البراكة» ووجدت الفتاتين في بركة من الدماء. وكانت عناصر من التشخيص القضائي التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي حلت بمسرح الجريمة قصد معاينة جثتي الطفلتين، واطلعت «المساء» على صور من مسرح الجريمة وهي بذلة عسكرية يعتقد أن الجاني نفذ بها جريمته إضافة إلى صور لبنادق وأسلحة كان المتهم يضعها في منزله.