اقتحمت مجموعة من أطباء الأسنان -خريجي جامعات أوربا الشرقية، صبيحة أمس الثلاثاء، مقر وزارة التعليم العالي، احتجاجا على رفض الوزارة «التأشير على معادلة شهاداتهم للشهادات الوطنية في طب الأسنان». وبالموازاة مع ذلك، توجه بضعة من أعضاء المجموعة إلى المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية، الذي سيرأس أمينه العامّ، عبد الإله بنكيران، الحكومة المقبلة، مطالبين إياه ب»التدخل العاجل لتسوية وضعية أعضاء المجموعة وتمكينهم من معادلة شهاداتهم الأجنبية مع الشهادات الوطنية». غير أن مسؤولا في المقر لاذ بالصمت واكتفى بالقول: «لا يمكننا فعل أي شيء حاليا، ولكنْ يمكن أن نستقبلكم في وقت لاحق». وقد خلّفت عملية الاقتحام مواجهات خفيفة بين نحو 7 أطباء وحراس أمن، عندما حاول الحراس إخراج الأطباء من الوزارة ومنع المتظاهرين منهم قالبة مقر الوزارة، الكائن بحي حسان في الرباط، من الولوج إلى داخله. وحسب عضوين من المجموعة، فإن «أحد المقتحمين سقط أرضا جراء تعرضه لإصابات لم يتَسنَّ تقدير مدى خطورتها إلى حدود الحادية عشرة من صبيحة أمس الثلاثاء». وأضاف العضوان نفساهُما (وكلاهما اكتفيا بذكر اسميهما الشخصيين، يونس وحكيم، والتمسا عدم ذكر اسميهما العائليين خوفا من التعرض لإجراءات انتقامية) أن «سيارة إسعاف استدعيت إلى هين المكان مباشرة بعد عمليات الاقتحام من أجل إسعاف المصابين، غير أنها اكتفت بنقل حارس الأمن الساقط أرضا نحو المستشفى، بينما رفض المستعفون إعطاء الإسعافات الأولية لطبيب الأسنان، الذي أصيب بدوره، أثناء عملية الاقتحام». وقال العديد من أعضاء المجموعة المحتجة، في اتصالات متفرقة مع «المساء»، إنهم «قاموا، طيلة الساعتين اللتين تلتا عملية الاقتحام، بطلب سيارة الإسعاف من أجل نقل زميلهم إلى المستشفى مرات عديدة، دون أن يلقى نداؤهم آذانا صاغية». وإلى حدود، ظهيرة أمس الثلاثاء، لم تصل بعدُ سيارة الإسعاف إلى عين المكان وظل طبيب الأسنان المصاب طريح الأرض.. وبالموازاة مع عملية الاقتحام، توجه بضعة من أعضاء مجموعة أطباء الأسنان -خريجي جامعات أوربا الشرقية، نحو المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية، الكائن بحي الليمون في الرباط، مطالبين قيادة الحزب بالتدخل من أجل إنصاف أطباء الأسنان، حاملي الجنسية المغربية، خريجي جامعات أوربا الشرقية وتمكينهم من الشروع في مزاولة مهامهم في المغرب. بيد أن مسؤولا في المقر المركزي للحزب رفض التدخل وترك المجال مفتوحا لإمكانية التدخل في وقت لاحق. وذكر أحد أعضاء المجموعة الذين توجهوا إلى مقر العدالة والتنمية إن المسؤول الحزبي الذي استقبلهم قال: «لا يمكننا فعل أي شيء حاليا، ويمكن أن يتم استقبالكم في وقت لاحق». وأكد أعضاء في المجموعة أن أطباء الأسنان وضعوا طلباتهم لدى وزارة التعليم العالي من أجل تسوية وضعهم المهني وتمكينهم من معادلة شهاداتهم، وبالتالي السماح لهم بالشروع في مزاولة المهنة في المغرب. وقال عضو في المجموعة إن «المعادلة متاحة ولكنْ لا يتم منحها». وأبدى استغرابا كبيرا ل»وجوب أن يقضي طبيب الأسنان الحاصل على شهادته من جامعة في أوربا الشرقية فترة تدريب يجتاز بعدها امتحانا خاصا، قبل أن يحصل على وثيقة تعادل شهادته الأجنبية مع نظيرتها المغربية». وتعتزم المجموعة، استنادا إلى عدد من أعضائها، خوض سلسلة احتجاجات تصعيدية في الفترة المقبلة إلى حين الاستجابة لمطلبها الرئيس، القاضي بمعادلة شهادات أعضائها المحصل عليها من جامعات أوربا الشرقية مع الشهادة المغربية».