وجّهت العديد من الممرضات في القنيطرة رسائل احتجاج واستنكار لكل من وزيري الصحة والداخلية، يشجُبْن فيها، بشدة، المضايقات التي يتعرضن لها من طرف بعض المنتخبين في الإقليم نفسه. ودعت الأطر الصحية الحسين الوردي، وزير الصحة، بصفته وصيا على القطاع، إلى فتح تحقيق بخصوص التجاوزات التي تطالها من قبل مستشارين يتحدرون من الجماعة القروية «المكرن» وإلى «التدخل العاجل لتوفير الحماية لها من التدخلات السافرة للمنتخبين في اختصاصاتها لأغراض لا تمُتّ إلى قطاع الصحة بِصلة وتخدم مصالحهم الشخصية». ووجهت المشتكيات انتقادات حادة للمُنتخَبين المذكورين، في شكاية توصلت «المساء» بنسخة منها، واتهمنهم بعرقلة اتفاقية الشراكة المُبرَمة بين وزارة الصحة والجماعات المحلية بحرمان دار الولادة من الاستفادة من سيارة الإسعاف التابعة للجماعة في الحالات الخطيرة والمستعجلة وكذا خلال الحملات الطبية التي تقوم بها مندوبية الصحة، وهو ما يحرم مجموعة من المناطق من الاستفادة من الخدمات المقدمة في إطار القافلة الطبية. وكشفت الممرضات أن تعسفات المستشارين الجماعيين وصلت إلى حد تهديد حياة الأمهات والحوامل وأرواح أجنّتهن، لامتناعهم عن وضع سيارة الإسعاف المذكورة رهن إشارة المستوصف، دون أدنى مبرر معقول، وهو ما يجبرهن، تضيف الشكاية، على استدعاء سيارة الإسعاف من جماعة مجاورة لإنقاذ حياة المرضى في وضعية صحية حرجة. وقالت الشكاية إن هذه السلوكات أثّرت سلبا على مردودية خدمات المركز الصحي وجعلت ظروف العمل فيه جد صعبة، وأضافت أن أحد منتخبا، بعد أن فشل في الوصول إلى قبة البرلمان في الانتخابات الأخيرة، شرع في تصفية حساباته السياسية مع الممرضات في المركز، عبر اختلاق وشايات كاذبة، اعتقادا منه أنهن «حاربن» حزبه في هذه الاستحقاقات التشريعية وأنّهن اشتغلن لفائدة عزيز رباح، مرشح حزب العدالة والتنمية، وهو ما دفعه إلى تحميلهن مسؤولية فشله في هذه الانتخابات.