في أمريكا عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة الذين غادروا وطنهم يوما لكنه لم يغادر قلوبهم أبدا. يتذكرون المغرب دائما ويتابعون أخباره عن كثب، يحاولون التأقلم مع الغربة وتحمل مشقتها وألمها لكن حلم العودة إلى أحضان الأهل والوطن لا يغادرهم. «المساء» تستضيف أربعة من مغاربة أمريكا هذا الأسبوع للإجابة عن ستة أسئلة حول الغربة واحتمال العودة إلwى البلاد. فرح كناني : - ما هو أكثر شيء تشتاقين له في المغرب؟ العائلة أساسا والأوقات الجميلة التي كنت أقضيها معهم والذكريات الغالية التي تراكمت خلال تلك الأوقات. - ما هو أكثر شيء كرهته عندما كنت في المغرب؟ انتظار الحافلة لمدة تتجاوز الساعة وعدم وجود أرصفة وممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لتسهيل ولوجهم المؤسسات العمومية أو حتى المحلات الخاصة وعدم وجود أرصفة لتسهيل مرور الأمهات مع أطفالهن في عرباتهم المتحركة ما يدفع الكثير من الأمهات الجديدات أو المرضعات للتفكير مليا قبل الخروج للتنزه أو التبضع مع أطفالهن خارج البيت. - ما هو أكثر شيء أعجبك في أمريكا؟ في المنطقة حيث أسكن، تعجبني كثيرا المناطق الخضراء والمتنزهات العامة الجميلة والنظيفة التي يولونها عناية خاصة، بالإضافة إلى إعجابي الشديد باحترام قانون السير. - ما هو أكثر شيء تكرهينه في أمريكا؟ نظام التأمين الصحي. -ما هو أهم شيء إن تحقق بالنسبة إليك تعودين مباشرة إلى المغرب؟ لم أغادر المغرب لكوني تضررت من ظروف معينة، فأنا مغربية حتى النخاع و أؤمن بضرورة العمل الجمعوي بل و حتى السياسي لتغيير الواقع المعاش بدل الاكتفاء بالتذمر أو الهجرة. وقد أعود إن شاء الله إلى المغرب متى سمحت ظروفي المادية بذلك، خاصة أن تسجيل طفليّ في المدرسة الأمريكية يتطلب ميزانية ضخمة لا أتوفر عليها حاليا. وللإشارة فقط، فقد سبق وحاولتُ إيجاد عمل لزوجي بالمغرب، الذي ورغم كونه إيراني الجنسية، رحب بالفكرة لكن و للأسف الشديد لم نجد فرصة العمل المناسبة. - ما هي اللحظة التي تشعرين فيها بغربة كبيرة في أمريكا وتتمنين لو كنت خلالها في المغرب؟ أشعر بالغربة الشديدة كلما تحدثتُ هاتفيا مع عائلتي، في تلك الأوقات أشعر بمدى اشتياقي الشديد والدائم لهم وأتمنى لو كنت بمعيتهم. كاتبة مغربية ومؤلفة كتاب عن شهر رمضان بالإنجليزية، مقيمة في بوتوماك بولاية ماريلاند
حسن الأبيض : - ما هو أكثر شيء تشتاق له في المغرب؟ أشتاق كثيرا للأجواء التي تكون سائدة خلال الاحتفال بالمناسبات الدينية في المغرب. أشتاق كثيرا للجو الأسري الذي يغلب على تلك المناسبات وأشتاق طبعا للطبخ المغربي الشهي والأطباق الخاصة التي تحضر في هذه المناسبات. -ما هو أكثر شيء كرهته عندما كنت في المغرب؟ كنت أكره غياب النظام وانتشار البطالة في صفوف الشباب وظاهرة المادية التي طغت على المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة والتي تقوم على أساس «عندك الفلوس نحترمك وإيلا ما عندكش نحتقرك»! - ما هو أكثر شيء أعجبك في أمريكا؟ أكثر شيء يعجبني في هذه البلاد هو حرية التعبير. يمكنك قول ما شئت في أي مو ضوع تريد ودون محاذير أو خوف من عواقب ما. أحب أيضا الفرص المتاحة للشباب من أجل تفجير طاقاتهم ومواهبهم وسيادة النظام في جميع مناحي الحياة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء ودون اعتبارات للاسم العائلي أو الثراء أو النفوذ.. -ما هو أكثر شيء تكرهه في أمريكا؟ أكره شعور الغربة القاسي والبعد عن أسرتي، فثمن تذكرة الطائرة من أمريكا إلى المغرب جد غال مقارنة بتذاكر السفر من أوروبا إلى المغرب مثلا ولهذا لا يسافر المهاجرون المغاربة في أمريكا إلى بلادهم بشكل مكثف كما هو الحال في أوروبا. كما أكره غياب الحياة الاجتماعية في أمريكا، لأن العمل يلتهم معظم وقتك وعليك أن تعمل أكثر كي تتمكن من دفع تكاليف الحياة والفواتير الكثيرة التي تتوصل بها كل شهر. - ما هو أهم شيء إن تحقق بالنسبة إليك تعود مباشرة إلى المغرب؟ قبل أن أعود إلى المغرب علي أن أنهي دراستي الجامعية في أمريكا وأوفر مبلغا كبيرا من المال يمكنني من تحقيق مشروعي الخاص في المغرب. لا أريد العودة إلى بلادي وأعمل عند أي أحد، أتمنى أن أحقق مشروعي الخاص وأنفذ من خلاله رؤيتي وحلمي للمشاريع الاقتصادية التي نحتاجها في البلاد. - ما هي اللحظة التي تشعر خلالها بغربة كبيرة في أمريكا وتتمنى لو كنت خلالها في المغرب؟ خلال المناسبات الدينية. في هذه الأوقات أتذكر أفراد أسرتي المجتمعين في المغرب على طاولة واحدة يحتفلون بشكل جماعي ولا ينقصهم سوى وجودي.. تلك لحظات قاسية، لأنني أكون مطالبا بالاحتفال بها وحدي بعيدا عن أسرتي التي أحبها وأشتاق لها كثيرا. -هل تخطط للعودة يوما إلى المغرب أم أنك ستستقر في أمريكا بكيفية دائمة؟ أخطط للعودة إلى المغرب مستقبلا لكن يبقى كل شيء «مع المكتاب» فأنا لا أعرف ما يخبئه لي القدر في المستقبل. مهاجر مغربي مقيم في مدينة ألكسندريا شمال ولاية فرجينيا
يوسف الدازي : - ما هو أكثر شيء تشتاق له في المغرب؟ أشتاق إلى المغرب بشكل عام الجغرافيا والناس. أشتاق إلى طيبة الأهل إلى أحاديث المقاهي وضجيج الشوارع .. أشتاق إلى المغرب المتعدد الجميل: برودة جبال الأطلس وحرارة الجنوب وتضاريس جبال الريف وزرقة المدن المشاطئة للمحيط الأطلسي - ما هو أكثر شيء كرهته عندما كنت في المغرب؟ لا أحبذ استخدام عبارة كراهية وأفضل عبارة انزعاج. ما أزعجني هو اتكاليتنا كشعب وتحميلنا للمسؤولية عن خيباتنا للآخر.. أزعجني كسلنا وعدم تحملنا المسؤولية عن مصيرنا ومستقبلنا. - ما هو أكثر شيء أعجبك في أمريكا؟ أمريكا هي الحلم. قد لا يكون حلما ورديا لكنه حلم تحقق ولم يكن مجانيا بل تطلب جهدا وكدا وعملا متواصلين.. ما يجعلني مغرما بهذا الوطن هو عدالته واحترامه لكل صاحب طموح وحلم.. ما أحبه في هذه البلاد هو سيادة القانون. - ما هو أكثر شيء تكرهه في أمريكا؟ من يكره أمريكا سيكون حتما مصابا بالجنون! ما يزعجني في هذا البلد هو عدم قبوله للكسالى. - - ما هو أهم شيء إن تحقق بالنسبة إليك تعود مباشرة إلى المغرب؟ أستبعد في الوقت الراهن العودة إلى المغرب. أعتقد أن مستقبلي وما تبقى من حياتي سيكون هنا في أمريكا. قد أعود إلى المغرب يوما إما متقاعدا أو جثة هامدة. - ما هي اللحظة التي تشعر خلالها بغربة كبيرة في أمريكا وتتمنى لو كنت خلالها في المغرب؟ الحنين إلى الأهل. الحنين إلى دروب الطفولة وصداقات المراهقة ومجون أيام الجامعة.. تلك لحظات صعبة فقط لكنني أتجاوزها. مذيع مغربي يعمل في «راديو سوا» ومقيم في مدينة سبرينغفيلد بولاية فرجينيا
فيصل صماكة : - ما هو أكثر شيء تشتاق إليه في المغرب؟ أشتاق إلى أمي وأبي وأسرتي كثيرا. - ما هو أكثر شيء كرهته عندما كنت في المغرب؟ كنت أكره الزبونية والمحسوبية. كان لدي دائما حلم في أن أنهي دراساتي العليا في المغرب وأحصل على الماستر من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، لكن عملية تسجيل الطلبة هناك لم تخضع لمعايير الشفافية و»دوزوا غير صحابهم وخلاو ولاد الشعب بلاش». - ما هو أكثر شيء أعجبك في أمريكا؟ أعجبتني في أمريكا الحرية والمساواة، الحق في قول أي شيء تريد. أعجبني أيضا الانضباط الشديد وتحمل المسؤولية الفردية. - ما هو أكثر شيء تكرهه في أمريكا؟ أكره في أمريكا شعور الغربة والوحشة. - ما هو أهم شيء إن تحقق بالنسبة إليك تعود مباشرة إلى المغرب؟ أنوي إن شاء الله إتمام تعليمي الجامعي العالي وأعود إلى المغرب إذا ما تحسنت الأوضاع ولم تعد الرشوة هي اللغة المتداولة في الإدارة المغربية. لدي صديق كان ينوي تأسيس مشروع استثماري في المغرب لكنه عندما ذهب إلى مكتب «القايد» للحصول على رخصة لمشروعه قال له دون حياء: «خاصك تاكل وتوكل معاك». يعني طلب منه رشوة بالمرموز. أتمنى العودة إلى المغرب يوما ما، لكن شرطي الوحيد هو تحقيق الديمقراطية الحقيقية في البلاد. - ما هي اللحظة التي تشعر خلالها بغربة كبيرة في أمريكا وتتمنى لو كنت خلالها في المغرب؟ أشعر بغربة كبيرة في المناسبات التي تعني لنا الكثير كمغاربة، مثل شهر رمضان الكريم والأعياد الدينية والوطنية. في هذه الأوقات أتمنى كثيرا لو كنت رفقة أسرتي حتى نحتفل بها جميعا ونحيي عبرها تقاليدنا المغربية الجميلة. طالب من مدينة تازة ومقيم في مدينة أرلينغتون شمال ولاية فرجينيا
يحظى بدعم قوي من جماعة «حفل الشاي» المناهظة لأوباما ميت رامني يختار بول رايان نائبا له اختار المرشح الجمهوري لخوض سباق الرئاسة، ميت رامني، السياسي الشاب بول رايان ممثل ولاية ويسكانسن في مجلس النواب ليكون نائبا له في الحملة الانتخابية التي تجري أطوارها في أمريكا منذ أشهر. وقال مراقبون إن اختيار بول رايان كان تكتيكا ذكيا من رامني الذي يفتقد للجاذبية والقبول ويحتاج إلى وجه شاب يخاطب الجيل الجديد من الأمريكيين الذين يفضلون التواصل عبر المواقع الاجتماعية والذين شكلوا رقما رابحا في حملة باراك أوباما السابقة التي أدخلته البيت الأبيض كأول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة. وجاء إعلان رامني عن اختيار بول رايان مفاجئا للديمقراطيين الذين كانوا يشحذون أسلحتهم الدعائية للإنقضاض على المرشحين المحتملين من الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، خصوصا ممن كانوا يحسبون على صقور الحزب الذين يعارضون رفع الضرائب على الأثرياء وتعديل قانون الرعاية الصحية.. لكن الديمقراطيين صدموا باختيار بول رايان الذي يحظى بشعبية كبيرة في وسط الشباب الذين يتبعونه بعشرات الآلاف على موقع «تويتر» الاجتماعي وموقع «فيسبوك» حيث ينشر صور جسده مفتول العضلات وهو يمارس الرياضة كل يوم في قاعة الرياضة داخل مبنى الكونغرس. ولد بول رايان في 29 يناير من سنة 1970 بمدينة «جينسفيل» بولاية ويسكانسن. تخرج من جامعة ميامي بولاية أوهايو وعمل مساعدا لعدد من المشرعين الأمريكيين مثل بوب كاستن وسام برونباك وجاك كيمب. كما عمل كاتب خطابات رسمية قبل أن ينجح في الفوز بمقعد في مجلس النواب سنة 1998. ويرأس رايان حاليا لجنة الميزانية بالكونغرس الأمريكي، وقد نجح في الاستئثار باهتمام وسائل الإعلام الأمريكية منذ الإعلان رسميا عن اختياره لمنصب نائب الرئيس على بطاقة ميت رامني الجمهورية. ويحظى رايان بدعم قوي من جماعة «حفل الشاي» المحافظة، التي تعد ذراعا سياسيا قويا داخل الولاياتالمتحدة وتعارض بشدة السياسات الاقتصادية للرئيس الحالي، باراك أوباما. وقد رحبت هذه الجماعة المحافظة باختيار بول رايان وتعهدت بدعم حملة رامني التي لم تكن قد نجحت في إقناع هذه الجماعة بدعمها بسبب تحفظ بعض أعضائها على ديانة رامني الذي ينتمي لأقلية «المورمن»، وأيضا بسبب عدم رضاها عن أدائه السياسي خلال الأشهر الماضية. وسارعت حملة باراك أوباما إلى إعادة ترتيب أوراقها من أجل مهاجمة بول رايان وانتقاد عمله في الكونغرس وخصوصا مشاريع القوانين التي تقدم بها في الماضي والتي تهدف إلى خوصصة الأنظمة الصحية الخاصة بكبار السن. كما قال مسؤولون في حملة أوباما إن اختيار بول رايان كان بمثابة عملية تجميل فاشلة للمرشح الجمهوري، ميت رامني، الذي يصفونه بالثري الذي لا يشعر بآلام الطبقات الفقيرة في أمريكا والذي بنى ثروته الهائلة على حساب حقوق العمال البسطاء. لكن حتى الديمقراطيين أنفسهم لا ينكرون الحماس الذي بثه بول رايان في حملة رامني الذي بات يبدو مسترخيا أكثر في التجمعات الانتخابية ويسمح لبول رايان باعتلاء المنصة وإلقاء الشعارات الحماسية قبل أن يصعد هو -ميت رامني- إلى المنصة في الأخير ويطلب من الحاضرين التصويت له و«طرد» باراك أوباما من البيت الأبيض بعدما «تسبب في انهيار الاقتصاد وضياع الآلاف من فرص العمل وتراجع مكانة أمريكا على الساحة الدولية». فهل ينجح بول رايان في إقناع الجمهوريين والمستقلين من الأمريكيين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع خلال شهر نوفمبر القادم باختيار ميت رامني كرئيس جديد للبلاد، بالرغم من انتمائه لأقلية دينية تسمح بتعدد الزوجات وتحرم الخمر؟