فاجأ حميد شباط، الأمين العامّ لحزب الاستقلال، المشاركين في احتفالات فاتح ماي أمس في الرباط، بعد أن هاجم من وصفه ب«الوزير السّكايْري» داخل حكومة بنكيران، وانتقد ما شهده البرلمان أول أمس من مَشاهد وصفها ب«المَهزلة» وقال شباط إنّ الوزير المعنيّ كان «في حالة يُرثى لها، وفاقدا لوعيه، ولا ادري أيَّ مادة استعمل»، قبل أن يضيف: «اللي بغى يْستعمل الشّرابْ يْمشي لدارو، ويْسدّ عْليه البابْ».. و«لا يمكن لوزير أن يأتي في حالة سُكر ويحضر للبرلمان وللاجتماعات، علما أنّ هذه حكومة مسلمة». وجاء كلام شباط مباشرة بعد انتقاده وزير الصحة، الوردي، بعد أن اتهمه بالكذب والنفاق، وقال إنّ وزير الصّحة يتحدّث عن الملايير التي صرفت في التغطية الصّحية، لكن النساء الحوامل لازلن يلدن ويَمُتن في الشّوارع. وكما كان متوقعا، استغلّ حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مناسبة احتفال الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بعيد الشغل من أجل توجيه انتقادات «نارية» لحكومة بنكيران، التي قال إنها تقود المغرب إلى الظلام. واستهلّ شباط كلمته بالتكبير وبعدد من الآيات القرآنية، قبل أن يؤكد أمام المشاركين، الذين لم يتجاوز عددهم 50 ألفا، حسب مصادر أمنية، في حين تحدّثَ عبد القادر الكيحل وشباط عن مليون مشارك، عن كون «اختيار مكان الاحتفال في شارع النصر له دلالة تؤكد أننا سننتصر على الطغاة المُتنكّرين لمَطالب الشعب». وانتقد شباط «سعي بنكيران الدائم إلى الظهور بمظهر الضحية، وحديثه عن التماسيح والعفاريت»، وقال إن «الحكومة الحالية نصفها تماسيح وعفاريت». كما تحدّثَ عن وضعية التعليم وتزايُد نسبة الأمية والهدر المدرسي وقال: «رغم أنّ وزير التربية الوطنية استقلاليّ فإنه في كل مرة يقوم بنشاط يجد بنكيران، الذي له كافة الصلاحيات، ملتصقا به.. ووصف شباط عبد الله باها ب«ربيب» بنكيران، وقال إنه يُعوضه في «الالتصاق» بأنشطة الوزراء، مؤكدا وجود وزراء «قاصرين» في الحكومة. ووصف شباط الحوار الاجتماعيَّ بأنه «شهيد رئيس الحكومة»، الذي أوقفه وجمّده، وطالب الحضور بقراءة الفاتحة عليه، لتكون رسالة إلى بنكيران حتى يعود إلى التزاماته قبل الانتخابات، وقال إن الشعب المغربي هو الذي سيحارب الفساد، وإنّ محاربة الفساد لا تتم بالانتقائية والإجهاض على حساب الطبقة المتوسطة والفقراء. واتهم شباط الحكومة برعاية الفساد رغم أنها تدّعي محاربته، وبأنها تقدّم خدمات للمُفسدين الكبار، قبل أن يصف مديرَ التكوين المهنيّ ب«أكبر مفسد على وجه الأرض».. وقال شباط: «أتمنى أن يعود بنكيران كما عرفناه قبل رئاسته الحكومة، وأن يعود «ولدْ الشّعبْ».. ورئيس الحكومة يجب أن يضلّ رئيسا للدولة وليس رئيسا للحزب.. ونحن متواجدون في الحكومة، ولم يكن خطأ المشاركة فيها، لأننا دخلنا لكي نراقب ونقدّم النصح ونحافظ على المُكتسَبات». وأضاف شباط: «سنصل معكم إلى نهاية الولاية، ولا يمكن أن تتخذوا قرارا بدوننا، ويجب أن تنفذوا ما وعدتم به، خاصة الحد الأدنى للأجر، ليصل إلى 3000 درهم، إضافة إلى تفعيل محضر يوليوز، المتعلق بتشغيل الأطر العليا المعطلة». كما حذر شباط بنكيران من النقص في وزن قنينة الغاز، وقال: «ما تحاولشْ تنقصْ من وزن البوطة، راهْ الشّعب عايْقْ». كما انتقد التناقض الحاصل بين قول وزراء العدالة والتنمية وبين الفعل، وقال: «كالو ما غاديشْ نبدّلو الدّيورْ.. وما غاديشْ نديرو الطوموبيلْ... واليومْ البوليس حاصْلين مْع الميرسيدساتْ ديالهم اللي كتمشي بْ200 في السّاعة». وقد تميّزت الاحتفالات التي نظمها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب برفع مجسمات تمثل «العفاريت والتماسيح»، إضافة إلى مجسّم لصندوق المقاصة. وعرفت ترديد عدة شعارات قاسية في حق رئيس الحكومة، منها «العفاريت في المصباحْ.. خدْم البلادْ ولا تلاحْ».. و«فينكْ فينكْ يا عبّاسْ.. بنكيران طلع فالرّاسْ»، و«حكومة بنكيران: التماسيحْ والفيرانْ»، و»حكومة الخْوانجية قهْروتنا شْعبوية»، إضافة إلى «حكومة البّواجدية بْعتو وشريتو فالقضيّة» و«لبستو الكرافطة وكثّرْتو من الزّرْواطة». وفي مدينة سلا، خلّدت المنظمة الديمقراطية الاجتماعية المستقلة ذكرى عيد العمال، في أول مشاركة لها بعد تأسيسها قبل ستة أشهر، بحضور عدد من أعضائها الذين جاؤوا من أقاليم أخرى. وطالب عبد الصمد اعنانة، الأمين العامّ للمنظمة، بجعل ذكرى فاتح ماي مناسبة لتقييم العمل الحكومي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، داعيا الحكومة إلى بذل جهود أكبر نظرا إلى الظرفية المالية للبلاد ولشركاء المغرب الأوروبيين. كما شدّد على أهمية تفعيل المضامين المتعلقة بالشّغل والحقوق الاقتصادية والاجتماعية في دستور 2011.