عرض المخرج المغربي المقيم بهولندا، مؤخرا، بنيونس بحكاني، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، فيلمه الوثائقي الجديد «عائد إلى رام الله»، الذي صوره في فلسطين، بحضور عدد من الإعلاميين والنقاد. وقال الناقد مصطفى الطالب، الذي قدم الفيلم، إن المخرج عكس هجرة مزدوجة تؤرخ لهجرة زايد إلى هولندا ولتهجيره من أرضه فلسطين، وما ميز الفيلم أنه يحمل نظرة نضالية للقضية الفلسطينية، كما أنه يواصل تعريف القضية لجيل جديد متمثل في ابنتي زايد تيم المقيم بهولندا، وتفاعل جيل آخر برؤية أخرى مع القضية. واعتبر المخرج بحكاني أن الفيلم مغامرة كبرى لتحقيق حلم قديم، لتعاطفه الدائم مع القضية الفلسطينية واحتكاكه باستمرار بمثقفين وإعلاميين وسياسيين فلسطينيينبهولندا. وكان من الصدف غير الواردة تماما في برنامج الرحلة، أن يحصل اغتيال الجعبري في غزة، فكان الفيلم توثيقا للحظة نضالية وتاريخية خاصة. ويرجع المخرج فضل نجاح التصوير إلى السلطة الفلسطينية التي سهلت مأموريته، حتى دون الحصول على ترخيص، وإلى بطل الفيلم العائد تيم زايد، وهو مناضل وفنان. يقول زايد: «التجربة التي عشتها مع المخرج الصديق بنيونس مؤثرة وجميلة، رجوعي هو رجوع آنٍ لأرضي الحبيبة، فيه مشاهدات مؤلمة وحنين خاص لقريتي وأهلي وخلاني، لازال الفلسطينيون يعانون القهر والظلم، وقد استطاع المخرج أن يبين في هذا الشريط فظاعة التهميش الذي يعيشه الفلسطينيون، خاصة ذاك الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل لعزل الفلسطينيين، والذي يعد وصمة عار على جبهة الإنسانية، وكأننا مسجونين داخل بلدنا في زمن تتحطم فيه كل الجدارات والحواجز، لازال جدار العار يقصي الفلسطينيين ويتسبب في إهانتهم كل يوم. نحن نأمل من خلال الفيلم، يضيف زايد، أن نقدم صرخة أخرى للعالم لكي ينتبه ويشعر بما نعانيه كشعب هجرنا قصرا لبلاد أخرى، وحلم العودة قائم دائما، ليست عودة مؤقتة فحسب، بل عودة لاسترجاع أرضنا والاستمتاع بها كما يجب، وهو حلم كل فلسطيني، سواء بفلسطين أو خارجها». من جهته، نوه المخرج بالتعاون الكبير الذي لاقاه في فلسطين من طرف الفلسطينيين مقابل لحظات عصيبة في مطار تل أبيب تتعلق بالاستنطاق الذي دام أزيد من ساعتين. واعتبر المخرج، من جهته، أن زيارة فلسطين حدث كبير بالنسبة له، اكتشف خلالها القضية على أرض الواقع وتفاصيل حياة فيها قهر حقيقي مقابل صمود شعب كريم ومثقف وواع بحياته، فالفلسطينيون شعب يعلم معنى الحياة ويحيى لأجل هدف العودة، ويحيى بقوة وبفرح رغم كل الحصار الذي يعيشه. «لذلك فتحت الزيارة شهيتي لتقديم أفلام أخرى، لتقريب صورة الإنسان الفلسطيني وخلق جسر التواصل معه عبر الكاميرا»، يقول المخرج.