يعد واحدا من شرايين الاقتصاد البيضاوي، ويحقق رقم معاملات كبيرا جدا، إلا أنه يتسبب في مشاكل مرورية كبيرة، ويزيد من حدة الاكتظاظ الذي يعرفه وسط المدينة، الحديث هنا عن حي "درب عمر" بالدارالبيضاء. سكان العاصمة الاقتصادية وزوارها يدركون جيدا الأهمية القصوى لهذه المنطقة، إلا أنها تحولت في العقدين الأخيرين إلى جحيم وسط المدينة، بسبب شاحنات الوزن الثقيل التي يتم ركنها في شارع محمد السادس. وقال مصدر من مقاطعة سيدي بليوط ل"المساء" إنه إذا كان من الصعب ترحيل تجار درب عمر إلى منطقة أخرى، فإن السلطات المحلية والمنتخبة مدعوة، بالمقابل، إلى إصدار قرار تنظيمي بخصوص شاحنات الوزن الثقيل، عبر تنظيم عملية الولوج إلى هذه المنطقة، لأنها تتسبب في الكثير من الاحتقان المروري في هذه المنطقة"، وأضاف أن المشكل العويص الذي يعرفه درب عمر في الدارالبيضاء يرجع بشكل أساسي إلى كثرة الازدحام، وهو الأمر الذي كان دافعا، في وقت سابق، إلى المطالبة بترحيل التجار إلى منطقة أخرى. وبخصوص هذه القضية أوضح المصدر نفسه أنه "ليس من المعقول تهجير التجار إلى منطقة أخرى، إذ لهم كامل الحق في ممارسة التجارة بهذا المكان، لكن هذا لا يعني تطبيق عدم القانون في ما يتعلق بعملية تنظيم التجارة وتحديد سقف زمني لدخول الشاحنات"، واقترح مصدرنا أن يتم إدخال السلع خلال الفترات التي تقل فيها حركة التجارة بهذه المنطقة. وكان الحديث في السنوات الماضية منصبا بشكل كبير على ضرورة ترحيل تجار سوق درب عمر إلى حنطات بسيدي عثمان، وتم إحداث هذا السوق إلا أن محلاته ما تزال مغلقة، فالعديد من منتخبي سيدي عثمان يرفضون قضية الترحيل، إضافة إلى أن مجموعة من التجار ما زالوا متشبثين بموقفهم الرافض لهذه الخطوة، وهو ما جعل خطة الترحيل تصطدم بالكثير من الإكراهات، لكن ذلك لا يعني أن قرار الترحيل ألغي بشكل نهائي، على اعتبار أن الحديث ما يزال مفتوحا بخصوص ضرورة ترحيل منطقة درب عمر. وأصبحت منطقة درب عمر من بين المناطق الكثيرة بالعاصمة الاقتصادية التي تعني اختناقا مروريا طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الأحد، مما يثير استياء الكثير من السائقين، خاصة الذين يضطرون يوميا إلى استعمال هذه الطريق، فجزء كبير من شارع محمد السادس على مستوى هذه المنطقة يتم استغلاله إما من قبل الشاحنات أو السيارات أو "التربورتورات"، لدرجة أن المرور منه بات يعد جحيما يوميا لبعض المواطنين، الذين يفكرون ألف مرة قبل أن يقرروا المرور من هذه المنطقة، وهو ما جعل مصدرنا يؤكد على أنه "في ظل الإشكالية المرتبطة بالازدحام لابد من الإسراع بإصدار قرارات تنظيمية للتخفيف من حدة الاحتقان المروري في هذه المنطقة، لأنه من الصعب حاليا دعوة التجار إلى هجرة محلاتهم نحو أي منطقة أخرى". وليس لقيساريات درب عمر صيت فقط على مستوى الدارالبيضاء وحدها، بل هي تعتبر القلب النابض للتجارة على المستوى الوطني، وهي تعد حلقة وصل بين مناطق المغرب.