قضت محكمة الاستئناف بمراكش صباح أمس الاثنين ببراءة عمر الجزولي، العمدة السابق لمراكش من جنحة تسليم مَبالغ مالية وتبرّعات نقدية ووعود وهدايا من أجل جلب أصوات الناخبين، والتأثير على إرادتهم، خلال الاستحقاقات الانتخابية المذكورة. وأكد القاضي في معرض نطقه بالحكم، بحضور دفاع الجزولي، القيادي في حزب الاتحاد الدستوري على براءة المتابع، بعد أن أدانته المحكمة الابتدائية بستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ، على خلفية ملف التنصت على مكالمات هاتفية خلال الحملة الانتخابية لسنة 2009. كما سبق للمحكمة الابتدائية أن قضت بتغريم الجزولي بمبلغ 10آلاف درهم، بينما أدانت جمال السعدي، رئيس المرشدين السياحيين في مراكش، وأحدَ المرشدين السياحيين بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدْرها 5 آلاف درهم، وهو الحكم الذي أزيل خلال المرحلة الاستئنافية. ويأتي هذا في الوقت الذي أحال عبد الرحيم المنتصر، قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف في مراكش، هذا الملف على المحكمة الابتدائية، بعد أن تبيّن له خلال البحث الذي أجراه على المكالمات الهاتفية، التي التقطتها مصالح الشرطة القضائية، أن «الأفعال لا تشكل جناية، وأنّ الأمر لا يعدو كونه مجرّدَ جُنح»، قبل أن يقضي بعدم الاختصاص. وقد تم التقاط مكالمات هاتفية أجراها عمر الجزولي مع المستشار خالد فتاوي، أكد فيها العمدة السابق أنه لا يتصور أن يكون التجمعي عبد العزيز البنين، عمدة لمراكش، خصوصا أنّ هذا الأخير يدفع بيونس بنسليمان، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، رئيسا لإحدى المقاطعات. وتفيد المعلومات أن الجزولي اتصل بالمحامي فتاوي من أجل الترافع في ملفين أمام القضاء لفائدة أجنبيين يقيمان في مراكش. أما المكالمة التي دارت بين الجزولي وعبد الله الفردوس، القيادي السابق في حزب «الحصان» فانصبّت حول رحيل برلمانيين ومستشارين إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وفي هذا الصدد، أكد الجزولي في مكالمته تلك أن أحمد التويزي، رئيس مجلس جهة مراكش، والبرلماني كمال العراقي، والمستشار أحمد محفوظ «رحلوا عن الحزب»، وهو ما جعل الفردوس يخاطبه قائلا: «أحكم قبضتك على مراكش». وأوضح الفردوس أن التويزي أكد لإدريس الراضي بقاءه في الحزب شريطة أن «تصفى قضية العراقي». ودارت مكالمة ثالثة بين الجزولي وأحد الفاعلين السياحيين في المدينة، استهلت بعبارة «لقد أتى إليّ البرازيليون»، وهو ما اعتبر كلمة سرّ بين المتحدّثين. لكن الجزولي أوضح أنه تلقى اتصالا من «جهات عليا» تطلب منه استقبال وفد من «ساو باولو»، مما حذا به إلى تكليف المرشد السياحي جمال السعدي بمرافقتهم لزيارة بعض المآثر التاريخية. لكن مربط الفرس في القضية، التي سيُسأل عنها العمدة السابق هي مخاطبته الفاعلَ السياحي بقوله: «ليس هناك أي مشكل، فأي واحد يشتغل معنا في الحملة الانتخابية غادي يتخلص 100 درهم». وهي العبارة التي أثارت تحقيقات المصالح القضائية، إذ قال الجزولي إنها أجرة كل العاملين مع الحزب خلال الحملة الانتخابية.