بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    البطولة: اتحاد طنجة المنقوص عدديا ينتصر على نهضة بركان    مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاعات السينما بالبيضاء ذاكرة تتعرض للإتلاف
رغم صدور بتقييد قرار أغلبها في عداد الآثار
نشر في المساء يوم 31 - 07 - 2014

صراع طويل دار بين عدة أطراف من ضمنها الجهات الوصية والجمعيات والخواص، بعد أن تعرضت بنايات تاريخية بالمدينة للتدمير والهدم، أسفر عن تقييد مجموعة من القاعات السينمائية وبعض البنايات التاريخية لمدينة الدار البيضاء في عداد الآثار بموجب القرار الصادر بالعدد 6252 من الجريدة الرسمية يوم فاتح ماي 2014
فلطالما تساءل وتأسف المواطن البيضاوي الذي عايش فترة إشعاع هذه الدور، وهو يعاين الإهمال الذي طالها والخراب الذي لحقها، رغم أهميتها التاريخية، المعمارية والفنية والثقافية كشاهد على الحقبة الذهبية التي تألقت خلالها مدينة الدار البيضاء كمعلمة للفن المعماري الذي يعكس البعد الحضاري والثقافي للمدينة.
ويأمل العديد من المهتمين بأن يكون تقييد هذه القاعات في عداد الآثار، خطوة أولية في اتجاه حماية وحفظ ما تبقى من الذاكرة الفنية والحضارية لهذه المدينة، بعد أن أتلف جزء كبير منها بسبب الإهمال الذي طالها، وطال العديد من البنايات الأخرى التي تعتبر من التحف الفنية والمعمارية لعهد الحماية.
عاصمة المعمار العصري بامتياز
كانت مدينة الدار البيضاء تسعى منذ عام 1900 إلى أن تتكرس للأنشطة التجارية والأعمال، فتجمعت بها أهم الإدارات والبنايات، شكلت فيما بعد قطبا للأنشطة الرسمية والمدنية والعسكرية.. وفي عشرينيات القرن الماضي عمد المقيم العام بالمغرب الجنرال ليوطي إلى بناء مدينة متكاملة بالدار البيضاء، توفر كل وسائل العيش الرغيد للمعمرين الفرنسيين. فاستدعى مجموعة من المهندسين الفرنسيين والأوربيين للإشراف على إعداد مخطط شامل لتهيئة المدينة الحديثة.. بحيث تم تطبيق أهم مبادئ التعمير المتعلقة بخلق الفضاءات الخضراء وتدرج الطرقات والقانون المؤطر للتعمير وتحديد مناطق خاصة بنشاطات معينة كبناء الساحات الإدارية والأحياء المخصصة للإقامات والمنطقة الصناعية ...في هذا السياق تم بناء «شارع محمد الخامس» كحي نموذجي يشتمل على جميع المرافق الضرورية، الإدارية والاقتصادية والترفيهية. فأنشئت «ساحة محمد الخامس» محاطة ببنايات فخمة من الطراز «النيوموريسكي» تزاوج بين نمط العمارة الحديث وبعض عناصر فن العمارة التقليدي (الزليج، والقرميد الأخضر، والممرات) مما أثمر النمط المغربي المحدث (نيو – مغربي)، فضلا عن الكثير من المباني الإدارية التي يميزها القرميد الأخضر، وأبرزها «بريد المغرب» الذي أنشئ سنة 1920 و»قصر العدالة» الذي يعد جوهرة هندسية من الفترة الاستعمارية، من تصميم المهندس جوزيف ماراست في الفترة ما بين 1920 و1923.
هذا التعدد في الهويات جعل من الدار البيضاء مدينة عمرانية متكاملة، اعتبرت في القرن الماضي، عاصمة المعمار العصري بامتياز. ويؤكد رشيد الأندلسي المهندس المعماري ورئيس جمعية «ذاكرة البيضاء» أن مصطلح العمران، هو وليد مدينة الدار البيضاء في القرن الماضي، فقبل ذلك كانت هنالك فنون بناء المدن ولم يكن هنالك هذا العلم الجديد الذي يطلق عليه اليوم اسم العمران الذي يتطلب اجتماع خبرات متعددة، لرجل التاريخ والأنتربولوجي والسوسيولوجي والمهندس المعماري.
وقد ازداد إشعاع العاصمة الاقتصادية اتساعا سنة 1942 من خلال الفيلم الأمريكي الذي حمل اسمها والذي أخرجه مايكل كورتيز، بطولة حسناء هوليود في الأربعينيات، السويدية إنغريد بيرغمان والنجم الكلاسيكي الشهير همفري بوغارت. هذا الفيلم الذي جال العالم كله، رغم أن أطواره لم تجر حقيقة بمدينة الدار البيضاء، إلا أنه أعطاها صيتا عالميا بعد أن أصبحت الجمل الرئيسية في حواراته أيقونات تم تدوينها في العديد من كتب السينما ومواقع النقاد الشهيرة. وتم استعمال واجهة مقر الولاية «قصر المدينة» وهو من آخر المباني التي شيدت في الساحة، كديكور ذي حضور قوي خلال تصوير فيلم المخرج الأميركي مارتن سكورسيز «كاندون». هذه الشروط جعلت المدينة تحتضن عددا كبيرا من القاعات السينمائية التي كانت تعتبر من بين أحسن القاعات السينمائية بالعالم: «سينما فوكس التي تستوعب 4000 شخص، وتتكون من أربعة طوابق واعتبرت في حينها معلمة هندسية هامة، وسينما ريالطو، رومبيل، الريف، أطلس، شهرزاد، الزهرة، السعادة، موريطانيا، الكواكب، الملكي..
من أيقونة الفن المعماري إلى بادية مترامية الأطراف
منذ هذه الفترة وإلى حدود ثمانينيات القرن الماضي، كان الذهاب إلى السينما طقسا اعتياديا لجميع الشرائح الاجتماعية، وكان يمارسه المغاربة في أجواء احتفالية. كما كانت القاعات السينمائية تعتبر أداة للانفتاح على الثقافات وفضاء ترفيهيا بامتياز.
وكان الاستثمار في مجال القاعات السينمائية عملية مربحة جدا تذر أموالا طائلة على أصحابها.
لكن، منذ تسعينيات القرن الماضي تراجع الإقبال على مشاهدة الأفلام في القاعات السينمائية بشكل كبير، مما أدى إلى إغلاق العديد منها (كان المغرب منذ ما يناهز 15 أو 20 سنة يتوفر على حولي 284 قاعة سينمائية كان لها وقع ثقافي كبير، لم يبق منها اليوم سوى 35 أو 38 قاعة)، وظل البعض الآخر مهملا حتى أصبح ملاذا للمتشردين والمدمنين..
أسباب هذا التقهقر الذي أصاب ثقافة ارتياد القاعات السينمائية للمدينة ولعموم المدن المغربية مترابطة ومتشابكة لا يمكن مقاربتها بمعزل عن بعضها. فقد بدأ مع تنامي ظاهرة القرصنة وتقدم تكنولوجيا الإعلام والاتصال، مرورا بتراجع مردودية هذه القاعات التي أهملها أصحابها هروبا من ارتفاع تكاليف إصلاحها وصيانتها، فضلا عن تراجع الحس الفني والثقافي والحضاري لدى المجتمع البيضاوي الذي أصبح يعيش في بادية مترامية الأطراف لا علاقة لها بكازا بلانكا القرن الماضي التي كانت تعتبر أيقونة الفن المعماري وسفيرة المغرب المتمدن.
ويرى رشيد أندلسي أن القاعات السينمائية لم تستفد من الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة لتنمية القطاع السينمائي المغربي، والتي أصبح معها المغرب من بين أكبر المنتجين في قطاع الأفلام السينمائية، بعد خلق صندوق دعم الإنتاج السينمائي الوطني، ومحاولة خلق ميكانيزمات تساعد على دعم وترويج الصناعة السينمائية. فالدولة لم تستطع أن توفر لها الدعم الكافي لإصلاحها وإعادة تجهيزها بالوسائل الحديثة التي تمكنها من مواكبة التقدم الحاصل في المجال من جهة، ومن جهة ثانية بسبب إهمال ملاكيها وعدم استعدادهم لدفع مبالغ كبيرة من أجل ترميمها وإعادة تهييئها.
أما حسن الشرادي مدير المفتشية الجهوية للمباني التاريخية بالدار البيضاء فيرجع السبب إلى كون «أصحاب المشاريع لا يهتمون بالقيمة التاريخية لهذه البنايات ولا يقدمون مبادرات بخصوص إصلاحها وإعادة تأهيلها» فهم، حسب وجهة نظره دائما «يفضلون أن يتقدموا بمشاريعهم للمجموعة الحضرية، يدفعون رسوم التسجيل على أساس بناء عمارة متعددة الطوابق أو فندق أو مشاريع تجارية «.
ما السبيل إلى حماية المباني المقيدة في عداد الآثار؟
تنص مقتضيات تقييد البنايات في عداد الآثار على أنه لا يمكن تغيير طبيعة الملك المقيد أو ترميمه أو إدخال أي تغيير عليه، إلا بإشعار وزارة الثقافة قبل التاريخ المقرر للشروع في الأعمال بستة أشهر على الأقل. ويعود تنفيذ هذه القرارات إلى مفتش المباني التاريخية والمواقع بالدار البيضاء المفوض له سلطة الترخيص لهذه الأعمال من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالثقافة وفقا للمادة 43 من المرسوم رقم 2.81.25 الصادر في 2 أكتوبر 1981 بتطبيق القانون رقم 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات طبقا للظهير الشريف رقم 1.80.341 ( 25 دجنبر 1980).
لكن مع ذلك تم تهديم العديد من البنايات الأثرية التي خرج قرار تقييدها، من بينها سينما «لوكس» و»المامونية» ما أثار استياء العديد من المهتمين الذين يحملون المسؤولية في ذلك للأخطاء المرتكبة من طرف وزارة الثقافة والسلطات المختصة بالمدينة المتمثلة في غياب التواصل والتنسيق فيما بينها وعدم تتبع ملفات المباني التي قيدت في عداد الآثار، ليتضح أن تسجيل هذه البنايات وحده غير كاف لحمايتها إذا لم يتم تتبع ملفاتها ورسم خطة واضحة وطويلة المدى لترميمها والاستمرار في صيانتها وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع وظيفتها الأساسية.
يقول حسن الشرادي مدير المفتشية الجهوية للمباني التاريخية بهذا الصدد «كاتبنا عامل عمالة درب السلطان بخصوص المامونية لإيقاف الأشغال بالمامونية ولوكس بعد أن وصلت هذه الأعمال إلى علمنا» ! .»نحن نقوم بنسخ كتيب صغير يتضمن نسخة من القرارات التي صدرت بشأن هذه المباني ونقوم بإرساله وتعميمه على كل العمالات والمقاطعات التي تتبع لها تلك البنايات، لكن المحافظة العقارية لا تطبق القانون الذي يأمر بنشر نجمة خماسية مكتوب عليها أن هذه البناية مقيدة كتراث وطني، رغم مراسلاتنا لها»
ويرى بعض المهتمين أن المستثمرين يشترون هذه المباني المقيدة بهدف إنشاء مشاريع كبيرة لا تمت بصلة لجوهرها الأصلي، والمشكل أن الإدارة المعنية تقوم بقبول طلبهم بدعوى جهلها بقرار التقييد لتتم عمليات الهدم على قدم وساق، ولا يتم تدخل وزارة الثقافة إلا بعد حدوث ضجة بخصوص الموضوع من طرف الجمعيات والمجتمع المدني والصحافة رغم كونها تمثل الجهة الوصية على تلك المباني بالمرتبة الأولى.
غياب استراتيجة لترميم وإعادة تأهيل القاعات المصنفة
تتجسد أهمية هذه القاعات السينمائية في قيمتها الفنية والثقافية وخصوصيتها التاريخية. وبالحفاظ عليها يتم الحفاظ على جزء مهم من ثقافة المجتمع، وعلى أحد التجسيدات المادية لحضارة المدينة. وتتحمل وزارة الثقافة مسؤولية ذلك باعتبارها الجهة التي تقع على عاتقها مسؤولية إدارة التراث والحفاظ عليه، وذلك بالتنسيق مع هياكل إدارية تضم كافة التخصصات القانونية، المالية، الفنية، والهندسية، مع إشراك بعض المنظمات أو الهيئات غير الحكومية المهتمة بالمجال التراثي. .يقول رشيد الأندلسي في هذا الصدد أن الهدف من تصنيف هذه البنايات ليس هو تحنيطها ليقف تاريخها عند مرحلة معينة، لكن يجب أيضا العمل على إعطائها روحا جديدة لتستمر في احتضان أنشطة لها نفس الطابع الأصلي لتلك البنايات، أي أنشطة ذات طابع ترفيهي وتثقيفي. فإما أن ترمم ويعاد فتحها كقاعات سينمائية أو تتحول إلى دور شباب أو مسارح أو متاحف أو مراقص أو ما إلى ذلك..المهم أن يتم الحفاظ على الهوية الثقافية لهذه المباني. «العمارة تعكس نفسها في ثقافة الشعوب. هذه البنايات تتعرض للضياع لعدة أسباب تتعلق بشح التمويل وقلة الوعي والإهمال حتى أصبحت العمارة ضحية للعبث والتشويه الذي قد يمارس عليها عن جهل، ويؤدي في النهاية إلى إتلاف سجلات المجتمع الثقافية».
لكن مدير المفتشية الجهوية للمباني التاريخية يرى أن مبادرة الترميم والتأهيل يجب أن تأتي من أصحاب الملك، لأن هذه القاعات تابعة للخواص وليست في ملكية وزارة الثقافة، «ويمكنهم طلب المشورة التقنية من الوزارة التي دائما يكون ردها إيجابيا بالمهندسين والعاملين في مجال التراث»ويضيف بأن وزارة الثقافة لا تملك الوسائل المادية الكافية للقيام بترميم هذه البنايات. لكن بالمقابل يمكنها أن تتدخل من خلال شراكات مع الجماعات المحلية أو جمعيات المجتمع المدني أو المجموعة الحضرية.
من أجل قاعات سينمائية في مستوى لائق
وحسب رشيد أندلسي دائما، يتوجب على أرباب السينما المنتظمين في إطار جمعيات مطالبة الدولة القيام بإجراءات في هذا الاتجاه والمطالبة بحقهم الدستوري في الاستفادة من الدعم، والعمل، اقتداء بأقرانهم الأوربيين، على توفير وسائل الراحة والترفيه داخل قاعاتهم من أجل جلب الجمهور، فحضور فيلم في قاعة السينما في آخر المطاف لا يمكن اختزاله في مشاهدة فيلم جديد، بقدر ما هو ثقافة متكاملة تعتمد على عناصر متعددة، تتوخى الإمتاع والاستمتاع والسفر والتثقيف والمشاركة..
ورفع مؤشر ارتياد القاعات السينمائية يبقى مرهونا برفع عدد القاعات التي تتوفر فيها الوسائل الضرورية لتحسين شروط الفرجة والترفيه، من خلال تكثيف الأنشطة الموجهة للسينما ودعم مهنيي القطاع ومحاربة القرصنة، وتحويل الفضاءات غير المستغلة إلى قاعات سينمائية وتربية الشباب على النهوض بثقافة سينمائية حقيقية..
«الأطلس»، و«موريطانيا»، و«الكواكب»
هي ما تبقى من القاعات السينمائية الشعبية التي اشتهرت بها منطقة درب السلطان القلب النابض لمدينة الدار البيضاء، والتي ساهمت في تشكيل الوعي الفني والثقافي لأجيال عديدة من السينمائيين والمسرحيين والمثقفين المغاربة، كما شكلت مركزا لتجمع حركة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، من توزيع المناشير، وتخزين الأسلحة وتقديم مسرحيات وحفلات غنائية تحرض على المقاومة.
سينما المامونية
«جوهرة المشور» أنشأت عام 1940 ب 63، زاوية زنقة بالي والإبراهيمي، الفداء درب السلطان جيروند. كانت تتسع لأزيد من 500 متفرج، وتستقطب عددا من الوطنيين القاطنين في حي الأحباس، الذين يستغلون القاعة لتجمعاتهم السرية، وكذلك لعرض خططهم في مواجهة المستعمر الفرنسي، وبعد الاستقلال تخصصت في عرض الأفلام الأمريكية والفرنسية، وبدرجة أقل بعض الأفلام العربية.
كانت تحتضن العديد من الحفلات الفنية والمسرحيات، التي كان يحييها الراحل بوشعيب البيضاوي مع فرقته الغنائية والكوميدية. وشهدت القاعة، فترة ازدهار كبرى ما بين عقدي السبعينيات والثمانينيات، وإلى حدود منتصف التسعينيات.
تعرضت القاعة لعدة محاولات من أجل إغلاقها نهائيا، لكن في كل مرة كانت تعود إلى الوجود، إلى أن أغلقت بصفة نهائية لتصبح محلا لبيع الحديد. ثم تفاجأ البيضاويون في المدة الأخيرة بهدمها وتحويلها إلى ورش لأشغال البناء رغم صدور قرار تقييدها في عداد الآثار !
سينما أطلس
أنشئت سنة 1950 بتقاطع زنقة بالنكفور والمدرسة الصناعية وماركو، الفداء الدرب الكبير، بطاقة استيعابية تناهز 800 كرسي في طابقين، كان أول فيلم عرض بها، هو «الوسادة الخالية» للراحل عبد الحليم حافظ. بهذه القاعة، تأسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، واستمر بعقد اجتماعاته بها، واعتبرت مكانا لتجمع المناضلين ورجال المقاومة، كالمهدي بنبركة، وعبد الرحيم بوعبيد، وعبد الله إبراهيم، وعبد الرحمان اليوسفي، ومحمد بنسعيد أيت يدر، وغيرهم... وأيضا كانت مقرا لنادي «العزائم» الذي كان ينتسب إليه العديد من الفنانين والمسرحيين والكتاب من بينهم «سعد الله عبد المجيد»، المؤلف والمخرج المسرحي، أمثال عبد العظيم الشناوي وحسن رشيق، ويوسف فاضل، وسعد الشرايبي، والراحل محمد الركاب، وحميد نجاح، ورشيد كنون، وشفيق السحيمي، ثريا جبران، وسعاد صابر، ونعيمة بوحمالة..
سينما لوكس
سينما فيردان
أنشئت عام 1950 بزاوية زنقة بوردو وزنقة سارة برنارد، أنفا بوركون.
سينما إمبير أنشئت سنة 1928 بشارع محمد الخامس.أولوغ.
سينما أوبرا
أنشئت سنة 1950 بزنقة فيليكس ماكس جودي، أنفا لوسيتيانا. واشتهرت بالإيقاعات الهندية...
سينما السعادة
أنشئت سنة 1950 بشارع الشهداء، عين السبع الحي المحمدي.
سينما بوليو
أنشئت سنة 1950 بتقاطع طريق الرباط وزنقة البريد، عين السبع.
سينما آرك ARC أنشئت سنة 1940 تقاطع زنقة دافيد زيراوي وزنقة بن إبراهيم المراكشي، أنفا بوركون.
سينما إمبريال
أنشئت في بداية القرن العشرين بالمدينة القديمة بزنقة القائد بروفوست.
سينما الكواكب
أنشئت سنة 1958 بشارع الفداء، الفداء المدينة الجديدة
سينما الحرية
أنشئت عام 1954 بتقاطع زنقة رحال وزنقة المسكيني وزنقة الحرية، أنفا الحرية.
سلوى خبز سخون


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.