حموشي يتباحث بالدوحة مع مدير جهاز "أمن الدولة" القطري    سيراليون تعبر عن دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    المحكمة تضاعف من عقوبة الناشط الفايسبوكي "رضا الطاوجني" في قضيته مع وزير العدل    طنجة.. توقيف ثلاثة أشخاص لتورطهم في حيازة وترويج مخدر الكوكايين    هل خرق مجلس النواب نظامه الداخلي بانتخاب برلماني من الأغلبية لرئاسة لجنة مراقبة المالية العامة؟    وزير الزراعة والأمن الغذائي بنيجيريا: "نرغب في تعميق علاقات التعاون مع المغرب في المجال الفلاحي"    المديرية العامة للضرائب .. 30 أبريل آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    بسبب انقطاع شلّ مرافق مقاطعة مرس السلطان.. الداخلية تمنح بودريقة أسبوعا لاستئناف مهامه    وفيات الأمراض غير السارية تفتك بالمغاربة    وزارة الفلاحة الإسبانية: صادراتنا إلى المغرب سجلت رقما تاريخيا خلال 2023    عندما تخاف فرنسا.. تُكثر من التصريحات وتعود إلى حضن المغرب!    التعاون القضائي في صلب مباحثات وزير العدل مع نظيريه الغيني والكونغولي    أمل تيزنيت يستنكر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت في مباراته أمام جمعية المنصورية    المؤتمر الوزاري الرابع لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية : إفريقيا لا تعبئ سوى 11.4 مليار دولار سنويا من أصل 580 مليارا تحتاجها للتمويل    الفلاحة المستدامة.. القرض الفلاحي للمغرب والوكالة الفرنسية للتنمية يوقعان اتفاقيتي قرض    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض    حنان حمودا تصدر طبعة ثانية لكتاب "الماء وصناعة المقدس: دراسة أنتروبولوجية لبنيات المجتمع الواحي بالمغرب"    دار الشعر بتطوان تحتفي ب "ليلة الملحون"    الراصد الوطني للنشر والقراءة في ضيافة ثانوية الشريف الرضي الإعدادية بعرباوة    الحسيمة.. موظفو الجماعات الترابية يشلون الإدارات لثلاثة ايام    وزارة التربية الوطنية تشرع في عقد المجالس التأديبية للأساتذة الموقوفين وسط رفض نقابي لأي عقوبة في حقهم    بنموسى: الأزمة التي عاشتها المنظومة التعليمية شكّلت لنا فرصة للإصلاح    شخص يهدد بالانتحار بتسلق عمود كهربائي    بعد أزمة نهضة بركان.. الاتحاد الدولي للمصارعة يعتمد خريطة المملكة في أقمصة المنتخب    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    بكين تنفي "كل المزاعم بتجسس صيني"    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    الموت يفجع زوج دنيا بطمة السابق    الذهب ينخفض لأدنى مستوى في أكثر من أسبوعين مع انحسار مخاوف الشرق الأوسط    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    سلسلة زلازل تضرب تايوان أشدّها بقوة 6,3 درجات    اللي غادي لفرانسا لخميس وماشي لشي غراض مهم يؤجل رحلتو الجوية حتى الجمعة وها علاش    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)    القميص ‬البرتقالي ‬يمرغ ‬كبرياء ‬نظام ‬القوة ‬الضاربة ‬في ‬التراب‬    الاتحاد المصري يستدعي المغربي الشيبي    سباق النصر النسوي يطفىء شمعته ال 14 يوم الأحد المقبل وسط أجواء رياضية واحتفالية    الصين: مصرع 4 أشخاص اثر انهيار مسكن شرق البلد    ماذا نعرف عن كتيبة "نيتسح يهودا" العسكرية الإسرائيلية المُهددة بعقوبات أمريكية؟    بطولة إيطاليا-كرة القدم.. "إنتر ميلان" يتوج بلقبه ال20    ادعاء نيويورك كيتهم ترامب بإفساد الانتخابات ديال 2016    هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    أسامة العزوزي يسجل في مرمى روما    الأمثال العامية بتطوان... (579)    تقوى الآباء تأمين على الأبناء    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    السعودية تعلن شروط أداء مناسك الحج لهذا العام    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    الأمثال العامية بتطوان... (577)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المساء ترصد أخطاء المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
الدورة ‬الرابعة ‬تميزت ‬بسوء ‬التنظيم ‬والارتجالية ‬وكرست ‬الهيمنة ‬الفرنسية ‬على ‬المهرجان
نشر في المساء يوم 13 - 12 - 2014

هل ‬فعلا ‬نحتفل ‬بالدورة ‬الرابعة ‬عشرة ‬للمهرجان ‬الدولي ‬للفيلم ‬بمراكش؟! ‬أمام ‬التراجع ‬الذي ‬سجلته ‬هذه ‬الطبعة ‬وما ‬ميزها ‬من ‬س ‬تنظيم ‬وارتجالية ‬وفوضى ‬وهواية، ‬فإن ‬المهرجان ‬عوض ‬المضي ‬خطوة ‬إلى ‬الأمام ‬عرف ‬نكوصا ‬لا ‬يمكن ‬وصفه ‬سوى ‬ب"‬الكارثي". ‬فما ‬حدث ‬يدعوالمسؤولين ‬على ‬إدارة ‬هذا ‬المهرجان ‬إلى ‬إعادة ‬ترتيب ‬أوراقهم ‬من ‬جديد ‬خلال ‬الدورة ‬القادمة ‬لوضع ‬المهرجان ‬من ‬جديد ‬على ‬سكته ‬وإعادة ‬ترميم ‬ما ‬تم ‬بناؤه ‬خلال ‬أربع ‬عشرة ‬سنة ‬ويجمع ‬تحت ‬مظلته ‬محترفين ‬ومهنيين ‬وأكفاء ‬وليس ‬أشخاصا ‬فاشلين ‬خارج ‬التصنيف ‬الفني ‬حتى ‬يشق ‬طريقه ‬من ‬جديد.‬
يمكن ‬وصف ‬الدورة ‬الرابعة ‬عشرة ‬لمهرجان ‬مراكش ‬بأنها ‬الأسوأ ‬في ‬تاريخه ‬منذ ‬وضع ‬لبنته ‬الأولى ‬عام ‬2000، ‬حيث ‬سجل ‬البساط ‬الأحمر ‬طيلة ‬أيام ‬المهرجان ‬من ‬5 ‬إلى ‬13 ‬دجنبر ‬الجاري ‬تهميش ‬الكفاءات ‬ومهنيي ‬السينما ‬ودعوة ‬أشباه ‬الفنانين (‬مع ‬استثناءات) ‬من ‬الدرجة ‬الثالثة ‬ومغنين ‬شعبيين، ‬كما ‬رصدت "‬المساء" ‬حضورا ‬طاغيا ‬لأشخاص ‬لا ‬علاقة ‬لهم ‬بالفن ‬السابع ‬بكل ‬رمزيته ‬وحمولته ‬التاريخية ‬لا ‬من ‬بعيد ‬ولا ‬من ‬قريب ‬من ‬عارضات ‬أزياء ‬وملكات ‬جمال ‬ومقدمي ‬برامج ‬و...‬علما ‬أنه ‬من ‬أبجديات ‬أي ‬مهرجان ‬يصنف ‬نفسه ‬في ‬خانة "‬الدولية" ‬أن ‬يبسط ‬البساط ‬الأحمر ‬أولا ‬أمام ‬كل ‬اسم ‬يدرج ‬في ‬كتاب ‬المهرجان، ‬ثم ‬أمام ‬كل ‬مهني ‬وفنان ‬حقيقي ‬في ‬عالم ‬الفن ‬السابع، ‬إضافة ‬إلى ‬رجال ‬الأعمال ‬والأسماء ‬الممولة ‬للمهرجان ‬وبعض ‬الوجوه ‬السياسية، ‬ثم ‬مهنيي ‬البلد ‬من ‬الدرجة ‬الأولى ‬من ‬ممثلين ‬ومخرجين ‬وفنانين ‬ونقاد ‬ومدراء ‬تصوير ‬وكتاب ‬وغيرهم، ‬وفي ‬آخر ‬الترتيب ‬تأتي ‬دعوة ‬بعض ‬الوجوه ‬الأخرى ‬العاملة ‬في ‬التلفزيون ‬أو ‬في ‬عالم ‬الموضة ‬والجمال، ‬إلا ‬أن ‬العكس ‬يحصل ‬على ‬سجاد ‬مراكش ‬وبزاوية ‬مقياسها ‬360 ‬درجة.‬
لذلك ‬يطرح ‬السؤال ‬عن ‬الجهة ‬التي ‬تكلفت ‬أولا ‬ثم ‬الجهة ‬التي ‬أشرت ‬على ‬لائحة ‬المدعوين؟ ‬
وهل ‬تتدخل ‬العلاقات ‬الضبابية ‬والشللية ‬و"‬خالتي ‬في ‬العرس" ‬و"‬باك ‬صاحبي" ‬كما ‬يقول ‬المثل ‬المغربي ‬في ‬توجيه ‬تلك ‬الاختيارات ‬التي ‬أثرت ‬سلبا ‬على ‬بريق ‬المهرجان؟ ‬
ما ‬سبق ‬ذكره ‬جعل ‬إدارة ‬المهرجان ‬تقع ‬في ‬مأزق ‬حقيقي، ‬بدءا ‬من ‬حفل ‬الافتتاح ‬الذي ‬كان ‬باهتا ‬دون ‬بريق، ‬ولم ‬ينقذ ‬وجهه ‬سوى ‬حضور ‬نجم ‬مخضرم ‬كعادل ‬إمام، ‬الذي ‬كان ‬مكرما ‬ليلتها. ‬نفس ‬الشيء ‬بالنسبة ‬لليلة ‬الثانية ‬من ‬المهرجان ‬التي ‬عرفت ‬تكريم ‬اسم ‬كبير ‬في ‬السينما ‬العالمية، ‬ويتعلق ‬الأمر ‬بالفنان ‬البريطاني "‬السير" ‬جيريمي ‬أيرونز. ‬فيما ‬كان ‬ثالث ‬أيام ‬المهرجان، ‬يوم ‬تكريم ‬الممثل ‬والمنتج ‬والشاعر ‬الأمريكي ‬فيغو ‬مورتنسن، "‬كارثية" ‬بكل ‬المقاييس ‬بعد ‬أن ‬غابت ‬حتى ‬الوجوه ‬المغمورة ‬التي ‬حضرت ‬في ‬اليومين ‬الأولين ‬من ‬المهرجان، ‬سواء ‬من ‬المغاربة ‬أو ‬العرب، ‬بعضهم ‬لارتباطات ‬فنية ‬وبعضهم ‬الآخر ‬غادر ‬بعد ‬قضاء ‬نهاية ‬أسبوع ‬مجانية ‬على ‬حساب ‬إدارة ‬المهرجان ‬مع ‬بقاء ‬الدعوة ‬مفتوحة ‬للعودة ‬لقضاء ‬نهاية ‬أسبوع ‬أخرى ‬مجانية ‬مع ‬اختتام ‬المهرجان ‬يومه ‬السبت.‬
وأمام ‬القاعة ‬التي ‬ظلت ‬شبه ‬فارغة ‬قبل ‬انطلاق ‬الحفل ‬ب ‬20 ‬دقيقة، ‬تم ‬الاستنجاد ‬بالجمهور ‬الذي ‬يؤثث ‬فضاء ‬البساط ‬الأحمر، ‬بعد ‬أن ‬أعطيت ‬الأوامر ‬لرجال ‬الأمن ‬خارجا ‬بإفساح ‬المجال ‬أمامهم ‬للدخول ‬وملء ‬قاعة ‬قصر ‬المؤتمرات ‬الفسيحة ‬حتى ‬لا ‬يشاهد ‬الممثل ‬المكرم ‬وضيوف ‬المهرجان، ‬وخاصة ‬السفير ‬الأمريكي "‬دوايت ‬بوش" ‬وفريقه "‬شوهة" ‬القاعة ‬الخاوية ‬على ‬عروشها. ‬
نفس ‬الشيء ‬تكرر ‬خامس ‬أيام ‬المهرجان، ‬خلال ‬ليلة ‬تكريم ‬باردة ‬لبلد ‬يطلق ‬عليه "‬بلاد ‬الشمس ‬المشرقة"‬، ‬التي ‬يبدو ‬أن ‬شمسها ‬لا ‬تشرق ‬عند ‬وسائل ‬الإعلام ‬وخاصة ‬العربية ‬منها، ‬حيث ‬مر ‬الوفد ‬الياباني ‬المكون ‬من ‬عدد ‬رواد ‬وأساتذة ‬السينما ‬اليابانية ‬يترأسهم ‬المخرج ‬الشهير "‬هيروكازوا ‬كور ‬إيدا‮»‬ "‬على ‬سجاد ‬شبه ‬خال، ‬كما ‬كان ‬الحضور ‬الجماهيري ‬قليلا ‬جدا، ‬قبل ‬أن ‬تتم ‬الاستعانة ‬بالجمهور ‬مرة ‬أخرى ‬لملء ‬القاعة ‬الفارغة.‬
احتقار ‬اللغة ‬العربية ‬
كيف ‬يتم ‬القفز ‬على ‬سؤال ‬باللغة ‬العربية ‬موجه ‬لأعضاء ‬لجنة ‬التحكيم ‬بمهرجان ‬يقام ‬على ‬أرض ‬مغربية ‬ينص ‬دستورها ‬على ‬أنها ‬اللغة ‬الرسمية ‬للبلد؟
كان ‬ذلك ‬الحدث ‬الأبرز ‬خلال ‬الندوة ‬الصحفية ‬التي ‬أقيمت ‬ثاني ‬أيام ‬المهرجان ‬في ‬لقاء ‬مفتوح ‬بين ‬أعضاء ‬لجنة ‬تحكيم ‬المسابقة ‬الرسمية، ‬برئاسة ‬الممثلة ‬الفرنسية "‬إيزابيل ‬هوبير".‬
السبب ‬في ‬تجاهل ‬السؤال ‬والقفز ‬عليه ‬هو ‬أن ‬السيدة ‬المرافقة ‬للجنة ‬التحكيم ‬لا ‬تفقه ‬كلمة ‬واحدة ‬في ‬اللغة ‬العربية، ‬رغم ‬أنها ‬مغربية ‬الجنسية، ‬ومن ‬جهة ‬أخرى ‬لم ‬يتم ‬تخصيص ‬مترجم ‬متمكن ‬من ‬طرف ‬إدارة ‬المهرجان ‬للترجمة ‬من ‬اللغة ‬العربية ‬إلى ‬إحدى ‬اللغات ‬الحية ‬الأخرى ‬كالفرنسية ‬والإنجليزية، ‬فيما ‬تم ‬تخصيص ‬مترجم ‬من ‬اللغة ‬الفرنسية ‬إلى ‬الانجليزية ‬والعكس ‬صحيح.‬
ورغم ‬وجود ‬المخرج ‬المغربي "‬مومن ‬السميحي"‬، ‬ضمن ‬أعضاء ‬لجنة ‬التحكيم، ‬إلا ‬أن ‬هذا ‬الأخير ‬لم ‬يفكر ‬في ‬التدخل ‬والإجابة ‬عن ‬السؤال، ‬والأدهى ‬أن ‬هذا ‬الأخير ‬حين ‬وجه ‬إليه ‬سؤال ‬باللغة ‬الفرنسية ‬فضل ‬الإجابة ‬باللغة ‬الفرنسية ‬أيضا، ‬مما ‬يطرح ‬السؤال ‬عن ‬جدوى ‬وجود ‬مغربي ‬ضمن ‬لجنة ‬التحكيم؟ ‬
ما ‬حدث ‬خلال ‬الندوة ‬الصحفية ‬يؤكد ‬أن ‬اللغة ‬الفرنسية ‬هي ‬اللغة ‬الأولى ‬لمهرجان ‬يقام ‬على ‬أرض ‬مغربية، ‬حتى ‬إن ‬الكثير ‬من ‬الفاعلين ‬السينمائيين ‬والنقاد ‬ذهبوا ‬إلى ‬وصفه ‬بمهرجان ‬فرنسي ‬يقام ‬على ‬أرض ‬مغربية.‬
الملاحظ ‬أيضا ‬أنه ‬في ‬أي ‬ليلة ‬افتتاح ‬على ‬مسرح ‬قاعة ‬المؤتمرات، ‬فإن ‬المقدم ‬الفرنسي "‬لوران " ‬يأخذ ‬الكلمة ‬أولا ‬ليوجه ‬التحية ‬باللغة ‬الفرنسية ‬قبل ‬زميلته ‬المغربية "‬فيروز ‬الكرواني"‬، ‬المكلفة ‬بالتقديم ‬باللغة ‬العربية. ‬وإذا ‬كانت ‬لوحة ‬الترجمة ‬الإلكترونية ‬الفورية ‬متوفرة ‬في ‬قاعة ‬المؤتمرات، ‬والتي ‬تظهر ‬عليها ‬الترجمة ‬باللغات ‬الثلاث ‬الفرنسية ‬والإنجليزية ‬والعربية، ‬فما ‬جدوى ‬وجود ‬مقدم ‬فرنسي ‬أصلا ‬يكلف ‬إدارة ‬المهرجان ‬ميزانية ‬إضافية ‬من ‬أكل ‬وشرب ‬ومأوى ‬وتنقل ‬وأجر.‬
الهيمنة ‬الفرنسية ‬المطلقة
الهيمنة ‬الفرنسية ‬ليست ‬فقط ‬لغويا، ‬بل ‬أيضا ‬على ‬جميع ‬مفاصل ‬المهرجان، ‬حيث ‬تقوى ‬نفوذها ‬بشكل ‬خطير ‬بعد ‬أن ‬كان ‬الاعتقاد ‬في ‬الأصل ‬أن ‬تتم ‬الاستعانة ‬في ‬بداية ‬تأسيس ‬المهرجان ‬مع ‬صاحبه ‬الراحل "‬دانيال ‬توسكان ‬دي ‬بلانتي" ‬بخبرات ‬أجنبية ‬على ‬أن ‬تتم ‬مغربة ‬المهرجان ‬مع ‬مرور ‬الوقت ‬وإفساح ‬المجال ‬أمام ‬الكفاءات ‬المغربية، ‬لكن ‬العكس ‬هو ‬ما ‬وقع ‬حيث ‬استقوت ‬الأسماء ‬الفرنسية ‬وغرست "‬أنيابها" ‬بشكل ‬حاد ‬في ‬أوصال ‬المهرجان.‬
الفرنسيون ‬حتى ‬يبرهنوا ‬على ‬نجاحهم ‬وأحقيتهم ‬في ‬إدارة ‬المهرجان ‬يستعينون ‬بالفاشلين، ‬ويسدون ‬الطريق ‬أمام ‬الكفاءات ‬المغربية ‬القادرة ‬أيضا ‬على ‬أن ‬تحمل ‬المشعل ‬وتذهب ‬بأهم ‬حدث ‬سينمائي ‬مغربي ‬إلى ‬الأمام. ‬
الملاحظ ‬خلال ‬هذه ‬الدورة ‬توسع ‬نفوذ "‬ميليتا ‬توسكان ‬دي ‬بلانتي"‬، ‬مديرة ‬المهرجان، ‬التي ‬ورثت "‬سر ‬زوجها ‬في ‬المهرجان، ‬وعينت ‬مديرته ‬بعد ‬وفاة ‬الزوج ‬عام ‬2004، ‬والتي ‬كانت ‬قبل ‬زواجها ‬به ‬مجرد ‬موظفة ‬استقبال ‬بمهرجان ‬كان ‬الفرنسي، ‬حيث ‬كان ‬اسمها ‬يسبق ‬اسم ‬باقي ‬المسؤولين ‬على ‬إدارة ‬المهرجان ‬من ‬طرف ‬المكرمين ‬وكل ‬من ‬حظي ‬بكلمة ‬على ‬السجاد ‬الأحمر.‬
‬مديرة ‬المهرجان ‬تحابي ‬أصدقاءها ‬من ‬حاملي ‬الجنسية ‬الفرنسية، ‬وإلا ‬فما ‬معنى ‬وجود ‬ثلاثة ‬فرنسيين ‬ضمن ‬لجنة ‬التحكيم ‬من ‬المفروض ‬فيها ‬التنوع ‬الفني ‬والثقافي. ‬فباستثناء ‬الفرنسية ‬إيزابيل ‬هوبير، ‬رئيسة ‬لجنة ‬التحكيم، ‬فإن ‬العضوين ‬الفرنسيين ‬الآخرين ‬ربما ‬لا ‬تعرفهما ‬سوى ‬مديرة ‬المهرجان ‬وزميلها ‬المدير ‬الفني. ‬هذا ‬الأخير ‬برونو ‬بارد ‬الذي ‬يزرع ‬الرعب ‬والخوف ‬في ‬قلوب ‬من ‬يعملون ‬تحت ‬مظلته، ‬حتى ‬إن ‬العديدين ‬منهم "‬كتهزهم ‬الخلعة ‬والقفقافة" ‬قبل ‬كل ‬لقاء ‬معه، ‬حيث ‬لا ‬يفوت ‬الفرصة "‬ليبهدل" ‬المغاربة ‬ويسخر ‬من ‬أدائهم.‬
مهرجان ‬سينمائي ‬أم ‬سياحي؟
هل ‬أضحى ‬مهرجان ‬مراكش ‬للاستجمام ‬بدل ‬مواكبة ‬السينما؟ ‬المدعوون ‬إلى ‬المهرجان ‬فضلوا ‬الظهور ‬خلال ‬اليومين ‬الأولين ‬من ‬المهرجان ‬والمرور ‬فوق ‬البساط ‬الأحمر ‬ليتواروا ‬عن ‬الأنظار ‬باقي ‬أيام ‬المهرجان.‬
حوالي ‬120 ‬صحافيا ‬أجنبيا ‬يغطون ‬الدورة ‬الرابعة ‬للمهرجان ‬الدولي ‬للفيلم، ‬من ‬ضمنهم ‬50 ‬صحفيا ‬فرنسيا. ‬هؤلاء ‬يتم ‬تدليلهم ‬بشكل ‬كبير ‬من ‬طرف ‬إدارة ‬المهرجان، ‬بتوفير ‬جميع ‬ظروف ‬الاشتغال ‬التي ‬يحرم ‬منها ‬الصحفي ‬المنتمي ‬للمنابر ‬الوطنية، ‬الذي ‬حرم ‬من ‬الربط ‬بشبكة ‬الإنترنت "‬الويفي" ‬أولى ‬أيام ‬المهرجان، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬وصلهم ‬به ‬بالمجان ‬بعد ‬احتجاجهم.‬
بعض ‬وسائل ‬الإعلام ‬وخاصة ‬الفرنسية ‬لم ‬يكتب ‬مراسلوها ‬حرفا ‬خلال ‬اليومين ‬الأولين ‬عن ‬المهرجان ‬وفضل ‬بعضها ‬الكتابة ‬عن ‬سهرة ‬تنظمها ‬العلامة ‬الفرنسية "‬كرسيتيان ‬ديور" ‬باعتبار ‬العلامة ‬من ‬الشركاء ‬في ‬المهرجان ‬المذكور.‬
أيضا ‬يرفل ‬أشخاص ‬لا ‬علاقة ‬لهم ‬بالسينما ‬والمهرجان ‬من ‬قريب ‬أو ‬بعيد ‬في ‬نعيم ‬مراكش، ‬بينما ‬يتم ‬تهميش ‬الفنانين ‬المغاربة، ‬حيث ‬تمت ‬دعوة ‬مذيعة ‬سعودية ‬عاملة ‬بمحطة ‬سعودية ‬مقرها ‬دبي ‬بصحبة ‬شقيقتها ‬المغنية ‬المغمورة ‬آسيل ‬عمران ‬وطبيب ‬أسنان ‬يجمل ‬أسنان ‬المشاهير ‬وحضور ‬مواقع ‬عربية ‬مغمورة ‬لم ‬يقدم ‬وجودها ‬أي ‬فائدة ‬لتغادر ‬المهرجان ‬بعد ‬خمسة ‬أيام ‬فقط. ‬حينها ‬اضطرت ‬إدارة ‬المهرجان ‬إلى ‬الاستنجاد، ‬هذه ‬المرة، ‬بالفنان ‬المغربي ‬وتم ‬توجيه ‬الدعوة ‬إلى ‬عدد ‬من ‬الفنانين ‬المغاربة ‬انطلاقا ‬من ‬يوم ‬الأربعاء ‬الماضي، ‬لبى ‬بعضهم ‬الدعوة ‬فيما ‬قاطع ‬آخرون ‬المهرجان ‬رافضين ‬أن ‬يكونوا ‬مجرد "‬تعمار " ‬الكراسي ‬بقاعة ‬المؤتمرات.‬
وهو ‬ما ‬يطرح ‬التساؤل ‬حول ‬المعايير ‬التي ‬تم ‬بها ‬انتقاء ‬الحضور ‬العربي ‬والأجنبي ‬للحضور ‬إلى ‬مهرجان ‬سينمائي ‬وليس ‬سياحيا؟
ومتى ‬سنعلن ‬القطع ‬مع ‬مرحلة ‬الهواية ‬ونؤسس ‬لمرحلة ‬الاحترافية ‬لمهرجان ‬مراكش، ‬الذي ‬يعتبر ‬بارقة ‬أمل ‬في ‬المشهد ‬الفني ‬المغربي؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.