أعادت العقوبات التي أصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد المغرب والقاضية بمنع المنتخب الوطني من المشاركة في دورتين لكأس إفريقيا للأمم 2017 و2019، الحديث عن تمثيلية المغرب في أجهزة القرار الرياضي الكروي سواء في «الكاف» أو في «الفيفا»، كما أعادت الحديث عن الديبلوماسية الرياضية الغائبة عن المشهد الكروي المغربي، مع أن بإمكان رجل القرار الرياضي أن يستفيد من علاقات المغرب الخارجية سياسيا، وأن يستفيد أيضا من تحرك الديبلوماسية المغربية في إفريقيا من خلال العلاقات القوية التي تربط المغرب بالكثير من بلدان القارة الإفريقية. على مستوى الاتحاد الإفريقي «كاف» وباستثناء سعيد بلخياط الذي حصل ذات يوم على عضوية في المكتب التنفيذي «الكاف»، قبل أن يغادره، فإنه لم يسبق لأي مغربي أن نال عضوية في الجهاز الذي يقرر في شأن الكرة الإفريقية، والأمر نفسه ينطبق على عضوية المكتب التنفيذي ل»الفيفا»، إذ أنه لم يسبق للمغرب أن نال عضوية داخله، بينما يقتصر الحضور المغربي على بعض اللجان الهامشية. لقد دفعت الكرة المغربية ومازالت ثمن الغياب عن دائرة القرار الكروي الإفريقي غاليا، إذ حرم المنتخب الوطني ومعه العديد من الفرق المغربية من ألقاب قارية، لأن المنافسين كان لهم حضور قوي في «الكاف» ولا يترددون في إرشاء الحكام وفي دفع الأمور في الاتجاه الذي يريدون في قتل صريح للتنافس الرياضي الشريف في «كاف» عيسى حياتو. لكن ما هي أسباب الغياب المغربي عن دائرة القرار؟ ثمة العديد من الأسباب أولها أن رؤساء جامعات كرة القدم الذين تعاقبوا في العقدين الأخيرين كانت لهم دائما انشغالاتهم المهنية الكثيرة، والتي تمنعهم من أن يدخلوا لغرفة القرار الرياضي القاري والعالمي، يكفي أن نعطي المثال بالجنرال حسني بنسليمان وعلي الفاسي الفهري، كما أنه لم تكن هناك أية خطة لضمان التواجد المغربي، ذلك أنه كلما بدأ عضو مغربي يقترب من دائرة القرار إن على المستوى العربي أو القاري أو العالمي، إلا واندلعت «حروب» صغيرة، لسد الطريق على صعوده، هذا ناهيك عن أن الجامعات المتعاقبة لم تحاول أبدا استثمار بعض الرصيد الذي كونه مسيرون رياضيون مغاربة داخل «الكاف» و»الفيفا» فكل جامعة تتولى المسؤولية إلا وتبدأ من الصفر، بل وبجرة قلم تنهي كل شيء، قبل أن يبدأ مسؤولوها في محاولة ربط جسور التعارف مع مسؤولي «الكاف» و»الفيفا» وتبادل بطائق الزيارة، الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا جدا، هذا دون الحديث عن أنه لم تكن هناك استراتيجية وبرنامج عمل للتواجد في «الكاف» و»الفيفا»، بخلاف ما يحدث مثلا في تونس أو الجزائر أو مصر الذين بات لهم حضورهم الدائم في أجهزة القرار. إن التواجد في «الكاف» و»الفيفا» يقتضي البحث عن «بروفايل» خاص لمسؤولين لايتغيرون بتغير مسؤولي الجامعات، كما يحتاج أيضا ل»المال» في زمن أصبحت فيه الديبلوماسية الرياضية أهم من ديبلوماسية الساسة.