تعزية من جلالة الملك في وفاة محمد الشوبي    انتحار مراهق يهز حي حومة الشوك بطنجة صباح اليوم السبت    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    حادث مروع في ألمانيا.. ثمانية جرحى بعد دهس جماعي وسط المدينة    المغرب يبدأ تصنيع وتجميع هياكل طائراته F-16 في الدار البيضاء    ابنة الناظور حنان الخضر تعود بعد سنوات من الغياب.. وتمسح ماضيها من إنستغرام    توقيف شخص وحجز 4 أطنان و328 كلغ من مخدر الشيرا بأكادير    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مجموعة أكديطال تعلن عن نجاح أول جراحة عن بُعد (تيليجراحة) في المغرب بين اثنين من مؤسساتها في الدار البيضاء والعيون    وصول 17 مهاجراً إلى إسبانيا على متن "فانتوم" انطلق من سواحل الحسيمة    العد التنازلي بدأ .. سعد لمجرد في مواجهة مصيره مجددا أمام القضاء الفرنسي    الوافي: بنكيران لا يواكب المرحلة    أخنوش يطلق من الداخلة "مسار الإنجازات": أنجزنا في 4 سنوات ما عجزت عنه حكومات متعاقبة    الملك: الراحل الشوبي ممثل مقتدر    الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟    تير شتيغن يعود لحراسة مرمى برشلونة بعد غياب 7 أشهر بسبب الإصابة    دار الطالب بأولاد حمدان تحتضن بطولة مؤسسات الرعاية الاجتماعية    الدرهم يرتفع بنسبة 0,18 في المائة مقابل الأورو    كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة تحتضن أول مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة    مؤسسات فلسطينية في اليوم العالمي لحرية الصحافة: نشهد أكثر مرحلة دموية بتاريخ الصحافة    بيزيد يسائل كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري حول وضعية مهني قوارب الصيد التقليدي بالجديدة    إسرائيل تعيد رسم خطوط الاشتباك في سوريا .. ومخاوف من تصعيد مقصود    تونس: محكمة الإرهاب تصدر حكما بالسجن 34 سنة بحق رئيس الحكومة الأسبق علي العريض    الملك محمد السادس يبارك عيد بولندا    الأزمي: لم تحترم إرادة الشعب في 2021 وحكومة أخنوش تدعم الكبار وتحتقر "الصغار"    الإقبال على ماراثون "لندن 2026" يعد بمنافسة مليونية    العصبة تفرج عن برنامج الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافبة وسط صراع محتدم على البقاء    كازاخستان تستأنف تصدير القمح إلى المغرب لأول مرة منذ عام 2008    يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة    الداخلة-وادي الذهب: البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    منحة مالية للاعبي الجيش الملكي مقابل الفوز على الوداد    أصيلة تسعى إلى الانضمام لشبكة المدن المبدعة لليونسكو    اللحوم المستوردة في المغرب : هل تنجح المنافسة الأجنبية في خفض الأسعار؟    الكوكب يسعى لوقف نزيف النقاط أمام "الكاك"    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينهي تحضيراته استعدادا لمواجهة نيجيريا وسط شكوك حول مشاركة الزبيري وأيت بودلال    استقدمها من علبة ليلية بأكادير.. توقيف شخص اعتدى على فتاة جنسيا باستعمال الضرب والجرح بسكين    "هِمَمْ": أداء الحكومة لرواتب الصحفيين العاملين في المؤسسات الخاصة أدى إلى تدجينها    غوارديولا: سآخذ قسطًا من الراحة بعد نهاية عقدي مع مانشستر سيتي    كبرى المرافئ الأميركية تعاني من حرب ترامب التجارية    قصف منزل يخلف 11 قتيلا في غزة    زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء لجامعة غالوديت تعزز "العلاقات الممتازة" بين الولايات المتحدة والمغرب (الميداوي)    توقيع اتفاقية إطار بشأن الشراكة والتعاون من أجل تطوير الحكومة الإلكترونية وتعميم استخدام ميزات الهوية الرقمية    حين تصبح الحياة لغزاً والموت خلاصاً… "ياقوت" تكشف أسراراً دفينة فيلم جديد للمخرج المصطفى بنوقاص    أشغال تجهيز وتهيئة محطة تحلية مياه البحر بالداخلة تبلغ نسبة 60 بالمائة    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    "إغلاق أخضر" في بورصة البيضاء    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلسم يحول الوزير إلى فأر
ينقش آية الكرسي على حبة أرز وسورة ياسين على حجر قطره نصف سنتيمتر
نشر في المساء يوم 18 - 09 - 2009

موهبة من نوع خاص، مقوماتها الأحجار الكريمة وأدوات صناعة الأسنان، متناقضات تصنع باجتماعها إبداعا موشحا بالغرابة، النقش على الحجر فن يمتزج فيه الجمال والمحال لاسيما وأن المساحات التي ينقش عليها قد لا تتجاوز حجم حبة أرز...
يعد النقاش ضياء الدين جميل صالح أبرع من ينقش على الحجر في العراق حيث اعتاد على نقش السور القرآنية على الأحجار الكريمة التي تستخدم بدورها لتكوين المسبحة أو كحجر يعتلي الخواتم التي يشتهر العراقيون باقتنائها لدوافع دينية واجتماعية، ما يميز ضياء الدين أنه يستخدم الأحجار الصغيرة التي لا تتجاوز أقطارها نصف سنتيمتر مما يجعل محله الصغير علامة مميزة في مدينة الكاظمية في بغداد، قصدنا محله لسبر أغوار مهنته الجميلة والغريبة.
العقيق اليماني
وجدناه منهمكا في عمله وبعد أن عرف غايتنا أبدى استعدادا عاليا لمساعدتنا
> منذ متى وأنت تمتهن نقش الحجر؟
- منذ الطفولة, كنت أتاجر في الأحجار الكريمة مما جعلني ملما بأنواعها وخصائصها وأثمانها وقد وهبني الله موهبة خط الحروف العربية بطريقة جميله، لذا مزجت اهتماماتي لأصبح نقاشا على الحجر فالحجر الثمين ترتفع قيمته المادية بكتابة آيات من القرآن الكريم عليه كما أن الحجر العادي قد يصبح ثمينا إذا ما كتبت عليه آية قرآنية أو أسماء الله الحسنى.
- ألم تجد صعوبة في النقش على الحجر؟
> لا أخفي الأمر عليك البداية كانت صعبة جدا لكن التمرين المستمر وإصراري على أن أكون خطاطا مميزا جعلني أتغلب على تلك الصعوبات، المشكلة أن درجة صلابة الأحجار تتفاوت ونوعية الطلبات التي تصلني من زبائني مختلفة أيضا لذا نحن نصارع المساحة لتلبية طلبات زبائننا.
> لكن معلوماتي تضيف سببا آخر ألا وهو المردود المادي الجيد لهذه المهنة؟
- طبعا هذا سبب رئيسي لأن الحجر يتضاعف ثمنه بعد أن تنقش عليه الآيات والسور القرآنية كما أشرت سابقا وكذلك مهنة صناعة الخواتم في العراق والنقش على أحجارها مهنة تكسب ممتهنها مكانة اجتماعية وشبكة علاقات واسعة.
> هل من مثال على هذا الارتفاع؟
- مثلا حجر العقيق الأصفر القديم ثمنه من 500 إلى 1000 دولار ولكن بعد أن تنقش عليه آيات الكرسي أو سورة الناس والفلق يرتفع ثمنه إلى أربعة أو خمسة أضعاف وعلى سبيل المثال كنت أملك حجر زبرجد أعتز به كثيرا وللزبرجد خصائص شكلية جميلة والعراقيون يلبسونه هو وحجر الفيروز درءا للعين والحسد، المهم أن هذا الحجر في وقت فراغ كتبت عليه كفى بالموت واعظا يا عمر, وهي مقولة كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتبها على خاتمه فما كان إلا أن شاهده أحد زبائني وطلب مني أن أضعه على خاتم من معدن البلاتين فقال لي إنه كان يفكر بعظمة المقولة ومرجعيتها للخليفة عمر رضي الله عنه منذ زمن لذا اشتراه بمبلغ أكثر مما يستحق الخاتم ولكن السعر دوما تتحكم فيه رغبات واهتمامات الزبون.
- أي الأحجار تفضل في النقش؟
> مبدئيا كل الأحجار أستخدمها في النقش لكن العقيق اليماني يمتلك خصائص ميكانيكية تسهل عملية رسم الحروف على سطحه لذا فأنا أفضل العقيق اليماني على باقي أنواع الأحجار. وهناك أحجار أجمل لكنها صلبة وسطحها الخارجي يحتاج إلى عناية وحذر لذا فاليماني أفضل بحكم التجربة.
حبة أرز
> قبل أن نبدأ في حوارنا قلت لي إنك كتبت فاتحة الكتاب على حبة أرز فهل يعقل ذلك؟
- يضحك ويقول لا تعليق بإمكانك أن تقرأ هذه السورة باستخدام العدسة المكبرة بالفعل قمت بتفحص الأمر بواسطة عدسة مكبرة تستطيع تكبير الحروف بشكل كبير جدا وبالفعل استطعت قراءة فاتحة الكتاب مكتوبة على حبة أرز.
> لكن كيف تستطيع أن ترص الحروف على مساحة صغيرة مثل حبة الأرز؟
- الموضوع يحتاج تركيزا عاليا ونظرا قويا، أنا شخصيا أستخدم نظارات مكبرة وعدسات مكبرة والأدوات المناسبة ولا تنسى أن الموضوع بأكمله يقع في دائرة التحدي لنفسي فأنا كما قلت سابقا أتحدى المساحة وأتحدى أعصابي علما أن النقش على المساحات الصغيرة يتطلب طقوسا مختلفة مثل الجلوس على كرسي مريح وقطع النفس عند الكتابة والإنارة القوية وعدسات التكبير الحديثة.
أدوات صناعة الأسنان
> ما هي الأدوات التي تستخدمها؟
- جميع أدوات تصنيع الأسنان لكني استخدم أدوات حفر خاصة أقوم أنا شخصيا بالإشراف على تصنيعها وتصميمها وهناك أدوات يدوية عبارة عن إبر خياطة أجريت عليها بعض التغييرات من حيث الشكل والأحجام.
> من هم زبائنك؟
- لدي والحمد لله سمعة طيبة في داخل العراق وخارجه ولدي زبائن محترمون وأغنياء من دول الخليج يطلبون مني نقوشا معينة ويدفعون جيدا وكذلك الإيرانيون يهتمون كثيرا بالأحجار ولأنهم يعشقون الخط الكوفي والخطاطين الإيرانيين لديهم بعض الأخطاء في كتابة الخط الكوفي فهم يلجؤون إلي لنقش آيات قرآنية بالخط الكوفي وهم يدفعون جيدا.
> في تحقيق سابق قمت بكتابته عن خصائص الأحجار وجدت بعض الأحجار عليها طلاسم وكتابات بلغات لا أفقهها، هل تطلب منك مثل هذه الكتابات وكم يتقاضى النقاش ثمنا لتلك الطلاسم.
- أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم هذا يسمى سحر وشعوذة وأنا شخصيا رفضت مبالغ تصل إلى 10000 دولار ثمنا لطلاسم من هذا النوع لكني رفضت، أنا أكتب الآيات القرآنية فقط.
> هل بإمكانك أن تذكر لنا بعض تلك الطلبات؟
- في إحدى المرات جاءني رجل أعرفه وطلب مني أن أكتب طلاسم، يدعي أنها كانت مكتوبة على عصا نبي الله موسى عليه السلام، على عصا من شجر البلوط ودفع لي مبلغا كبيرا لكني رفضت رفضا قاطعا وقد اعتدت منذ بداية عملي بالأحجار على ألا أنقش حرفا إلا بعد أن أكون على وضوء كامل وألتمس من الله الأجر والثواب.
- وماذا عن الطلاسم القديمة؟
> في بداية حياتي تعرضت إلى عملية نصب، فقد قصدني رجل إيراني وأعطاني حروفا متباعدة قال لي إنها لغة فارس القديمة وهو يرغب في وضعها على خاتمه، فلم أجد ضيرا في نقشها ولكني أثناء النقش تعرضت لفقداني للسيطرة أكثر من مرة علما أن الرجل أصر على أن يحضر عملية النقش بنفسه فقلت له لا أعرف ربما كان هنالك خلل، فلما عاد الارتجاف اعتذرت عن الإكمال فقام الرجل برفع المبلغ الذي كنا اتفقنا عليه إلى الضعف مما جعلني أتمسك برفضي وكان الرجل قد كتب الطلاسم على ورقه نسي أن يأخذها بعد خروجه فقصدت أحد المشهورين في هذا الميدان فأخبرني أنها بمثابة مفتاح لمقبرة فارسية قديمة.
- إذا مهنتك لديها علاقة بالشعوذة والسحر والروحانيات؟
نعم ولكني أرفض إطلاقا التعامل مع هذه الطلاسم لأن الإسلام حذرنا من الانسياق في هذه الأمور التي لن تجلب لممارسيها غير الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة.
زايد الخير
> ترافقك مجموعة من الشباب هل هم تلاميذك؟
- أنا أعتبر أن عدم انتشار مهنة النقش على الحجر واقتصارها على ثلاثة أو أربعة نقاشين هو بسبب أن تعلم هذه المهنة صعب وكذلك لأن النقاشين الكبار لا يعلمون تلاميذهم أسرار المهنة لذا فقد خالفت القاعدة وقمت بالتبرع لتعليم بعض الشباب المبدع أسرار مهنة النقش على الحجر وكذلك أتكفل بإعطائهم راتبا يكفي لسد احتياجاتهم كشباب. ولدي تلميذ اسمه منتظر محمد سيصبح من أبرع النقاشين في العراق والمنطقة.
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
> هناك تحد سأقوم به في رمضان القادم إن شاء الله وهو كتابة القرآن الكريم على مسبحة تتكون من 44 حجرا.
- وهل تعتبر أول من كتب القرآن الكريم على مسبحة؟
> سبقني النقاش فراس النجفي حيث كتب القرآن الكريم على 140 حجرا أما أنا فسأكتبه على 44 حجرا فقط في تحد لقدراتي ولكي أكون قد سجلت رقما يصعب تحطيمه.
- ما هي أحلامك؟
> أحلامي أن يعم السلام والأمان ربوع هذا الوطن الجريح.
الطلاسم الفارسية
حوارنا مع صالح النقاش جعلنا أمام مسؤولية إكمال ملامح الصورة وذلك بأن نقصد أحد الخبراء المتخصصين في الطلاسم السحرية لعرض بعض الخفايا، أشهر من يفك الطلاسم في العراق هو نوري الأسود وهو رجل من جنوب العراق من أصحاب البشرة الداكنة والوصول إليه يتطلب محاولات ومحاولات قد تنتهي إلى لا شيء، وبعد أن استعنا بمعارفنا في هذا الميدان حصلنا على إذن بتصوير بعض الطلاسم بدون أن نصور صاحبها وفعلا دخلنا غرفة مظلمة في بيته يستخدمها لكتابة الطلاسم قبل أن نسأله.
> كيف تعرف مفعول الطلاسم؟
- الطلاسم نوعان نوع قديم متوارث ونوع مبتكر مركب، النوع الأول لا نقوم إلا بكتابته في ساعة وتاريخ محددين وسط طقوس خاصة والثاني نركبه من القديم حيث نجمع طلاسم الشمال بطلاسم الجنوب لتظهر لنا طلاسم أقوى.
> ما أهمية الساعة والتاريخ؟
- لست مخولا للخوض في هذه التفاصيل
> من منعك؟
- ليس من شأنك.
> طيب هل بعض الطلاسم خطرة؟ فقد كنت عند أحد النقاشين وقد أصابته حالة من الاهتزاز عند نقشه بعض الطلاسم الفارسية؟
- الطلاسم الفارسية طلاسم شر في أغلبها لأنها متوارثة عن سحرة المجوس وهي قوية ومخيفه وصاحبك الذي قام بالنقش لم يكن محصنا بما يكفي للنقش.
> لم أفهم؟
- يعني أن هذه الطلاسم تتطلب ممن يقوم بنقشها طلاسم أخرى تتلى أثناء عملية النقش ولو كانت الطلاسم من النوع القديم ستحرق أصابع من ينقشها بلا دراية.
> ألا تعتقد أن كتابة الطلاسم شيء مخالف للإسلام؟
> بعض الطلاسم مفيدة للاستقرار ودرء المخاطر وأنا شخصيا أعمل في طلاسم الحب والحظ ولا أعتقد أن هذا حرام.
- ما هي أغرب الطلاسم التي قمت بتركيبها؟
> قصدتني امرأة تريد طلسما مركبا، الأول يجعل زوجها يذوب فيها عشقا والثاني يجعله منقاذا لها كخروف والثالث يجعل ذلك الزوج الخروف ناجحا في المجتمع، وعرضت علي مبلغا كبيرا وعللت طلبها بأن زوجها كثير المغامرات مما دفعه إلى خسارة مبالغ مالية كبيرة من تعب السنين. وبما أن الطلاسم المتضادة صعبة الجمع اعتذرت إليها ضاحكا لا يمكن أن يكون خروفا في البيت وأسدا خارجه فاختاري أي الحيوانين تريدين فاختارت الخروف لأن من الحب ما قتل.
- هل يقصدك بعض الساسة العراقيين من أجل المساعدة؟
> يقصدني كل من يؤمن بخصائص الطلاسم والأحجار
- هل من مثال بلا أسماء؟
> قصدني برلماني كان لديه استجواب لوزير الداخلية العراقي فطلب مني طلسم الشجاعة، فقلت له وما نوع الأسئلة فقام بتزويدي بورقة الاستجواب فوجدت أن أغلبها تقع في مصلحة العراق فزودته بما أراد وعاد إلي بعد الجلسة ليشكرني لأن الوزير وعلى حد وصفه كان يرتجف كفأر في مصيدة.
السحر والجن في العراق القديم
يشير الدكتور علي النشمي، الباحث العراقي الشهير، إلى أن السحر في العراق القديم كان ركنا أساسيا من الحياة الاجتماعية والدينية، بل إنه كان جوهر الدين وميزة المجتمع، فالديانات القديمة ما هي إلا إيمان بالجن وطاقاته وتسخيره لخدمة وإيذاء النفس، وببساطة شديدة فإن الديانات القديمة ما هي إلا صراع بين الأرواح الشريرة والملائكة الطيبة وحيثيات الدين ترتكز على جذب الملائكة الطيبة وطرد الجن والأرواح الشريرة وكل هذه الأشياء تعني بمفاهيمنا الحديثة مصطلح السحر، ولكن السحر في العراق القديم كان نوعين، النوع الأول هو ما يسمى بالسحر الأسود، وهو ضار ومدمر ويقصد به الأذى بالآخرين وهو ممنوع ومكروه ومحارب في العراق القديم حتى إن القوانين العراقية القديمة كانت تعاقب بالإعدام كل من يمارس السحر الأسود. وفي مسلة حمورابي أكثر من مادة قانونية تحرم وتحارب السحر الأسود، أما النوع الثاني من السحر فهو السحر الحلال ( الإلهي ) والقصد من هذا السحر هو منفعة الناس وليس إيذاؤهم، فهو يسعى إلى شفائهم من الأمراض وتخليصهم من العقم ومساعدتهم على الزواج، وأهم من كل هذا وذاك فإنه يسعى إلى محاربة الأرواح الشريرة والجن والشياطين التي تدخل أجسام الناس وتفعل بهم أفعالا سيئة مضرة تعكر حياتهم ومستقبلهم. إذن هذا السحر يحارب الجن والشياطين، وللجن أصناف ثلاثة في العراق القديم فالصنف الأول أصله أرواح الموتى من البشر أي أن هذا الجن قادم من روح إنسان ميت، والصنف الثاني هو ابن أحد الشياطين أي أنه شيطان بن شيطان أي أنه ناتج عن زواج شيطان من شيطانة، والنوع الثالث مركب ينتج من تزاوج الجن مع امرأة أو رجل مع جنية، وهذا التزاوج ينتج جنيا بعقل إنسان وهذه الأنواع من الجن ناتجة عن أخطاء الإنسان باستثناء النوع الثالث، فالنوع الأول ينتج عن عدم دفن الموتى وبذلك تتحول روح الميت غير المدفون إلى جن أو دفنه بطريقة غير صحيحة دينيا، أي دفن بطريقة نجسة أو لأن الميت لم يقدم القرابين والنذور في حياته أوأن أهله من بعده لم يفوا بهذه النذور ولذلك غضبت عليه الآلهة أو في حالة نبش قبور الموتى، فإن هذه العملية مكروهة جدا في تاريخ العراق القديم، لأن نبش الموتى تجعل أرواحهم تتحول إلى أشباح أو جن يؤذي الناس لكونهم ارتكبوا جرما في نبش رفاته. والسحر الطيب أو الحلال الذي مارسه العراقيون كان يعتمد بالدرجة الأولى على الآلهة وقدراتها وكرامتها في محاربة السحر الأسود، أي أن السحر الطيب باختصار ما هي إلا محاولة استعطاف الآلهة كي تساعد البشر في محاربة الجن والشياطين وشرورهم، وتتم هذه العملية عن طريق جملة من الأساليب المقدسة الإشفائية مثل الرقي والتعاويذ، فقد أوجد العراقيون القدامى طريقة الرقي والتعاويذ، حيث تكتب بعض الكتابات المسمارية التي تناجي الآلهة وتطلب منها وتتوسل إليها كي تطرد الأرواح الشريرة من جسم الإنسان كي يشفى من أمراضه وشقائه ونحسه وغير ذلك مما يعاني منه، وكانت هذه القطع الجلدية تخاط داخل ياقة قميص المريض أو الطفل أو توضع على شكل محزم يوضع في ساعد الإنسان (بازبند) ومنها جاءت أيضا طريقة الحرز الذي يحوي مقاطع دينية تناجي الالهة وتطلب منها التدخل لمساعدة الإنسان ضد الشيطان، وهنالك نوع آخر من الحرز اكتشفه العراقيون القدماء ومارسوه بشكل واسع وهو(الحرز المصور) أي أنهم يقومون برسم صورة للشيطان الذي يراد محاربته أو إخراجه من جسم المريض، لأن إحدى طرق محاربة الجن هو معرفة شكله واسمه، فلو عرفت شكل واسم الشيطان كان بإمكانك محاربته والقضاء عليه، وهنا يتطلب الأمر معرفة نوع المرض فإن معرفة نوع المرض تؤدي إلى معرفة الشيطان الذي يسكن الجسم فكل شيطان متخصص في نوع معين من الأمراض، ولهذا فإن معرفة المرض تعني معرفة الشيطان ولذلك فإن الساحر العراقي القديم كان يملك حسا طيبا ودينيا وفلسفيا كي يتوصل إلى ذلك الجن، ولهذا فإن بعض السحرة في العراق القديم كانوا قد وصلوا إلى منزلة كبيرة في المجتمع والدولة خلد التاريخ لنا بعض أسمائهم. وبعد أن يتعرف الساحر على نوع الشيطان فإنه يرسم صورته على قطعة من الجلد ويكتب عليها بعض التعاويذ الإلهية ثم يعطيها كحرز للمريض، ومما يؤكد قدم السحر في العراق القديم هو أن العراقيين القدماء كانوا أول من استخدم الكتابة في السحر ومعالجته في زمن لم يكن العالم كله يعرف الكتابة وبذلك فإن الساحر العراقي القديم كان يجيد القراءة والكتابة، أي أنه لم يكن من طبقة المجتمع المتدنية، بل كان من الشخصيات الرفيعة بالمجتمع لأن معرفة القراءة والكتابة قبل خمسة آلاف سنة تعني شيئا كبيرا جدا، بل وخاصا واستثنائيا.
طلاسم إفريقية في السعودية
في العام الماضي أحبط مراقبو جمارك مطار الملك خالد الدولي بالرياض محاولة تهريب أشكال متعددة من الطلاسم والكتابات وقطع من الخشب وجلود وخواتم وجميعها تحتوي على سحر وشعوذة حيث وجدت هذه المضبوطات مع أفراد عصابة دولية كانوا يخططون لإدخالها إلى مدينة الرياض.
وأوضح مدير عام جمارك مطار الملك خالد الدولي أن الجمارك استقبلت إحدى الرحلات القادمة من إحدى الدول الإفريقية وأثناء اشتباه المراقب الجمركي في ثلاثة من ركابها قام بتفتيش أمتعتهم وبالفعل عثر لدى الراكب الأول على قطع من خشب «الخيزران» بعض تلك الأخشاب داخل زجاجات مشبوهة، ورمل داخل كيس وبداخله ورقة وزجاجة تحتوي على مادة سائلة سوداء اللون وخواتم على شكل ثعابين وعطر داخل كرتون يحتوي على طلاسم بالإضافة إلى إبر بلاستيكية وأخرى حديدية وخمس زجاجات صغيرة تحتوي على مادة حمراء اللون وأوراق تحتوي على طلاسم وريش مثبت في مادة طينية تستخدم للشعوذة وخيوط من قماش وزجاجة تحتوي على مادة سائلة أفاد المهرب أنها علاج للسرطان. كما عثر على مجموعة من الطلاسم وقماش شراعي ومجموعة مسابح وعلبة بلاستيكية تحتوي على مادة سائلة وكرتون أدوية بالإضافة إلى مجموعة من المصاحف التي تم العبث بأحدها وتم تجويفه في محاولة رخيصة للتهريب داخل المصحف الشريف كما وجد سوط وسكين وحقيبة يدوية بداخلها ثعبان حي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.