زنيبر: رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمته المملكة    استثمارات صينية ب 910 ملايين دولار في "طنجة-تيك" تخلق 3800 منصب شغل    التقدم والاشتراكية: أجوبة أخنوش بالبرلمان غير واقعية ومليئة ب"الاستعلاء"    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الإعلان عن طلبات العروض لتوسيع مطارات مراكش وأكادير وطنجة خلال الأسابيع المقبلة    دراسة: صيف 2023 الأكثر سخونة منذ نحو 2000 عام    الرئيس السابق للغابون يُضرب عن الطعام احتجاجا على "التعذيب"    زلزال قوي يضرب دولة جديدة    أمريكا تشجع دولا عربية منها المغرب على المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة    "الفيفا" يحسم موقفه من قضية اعتداء الشحات على الشيبي    طاقات وطنية مهاجرة … الهبري كنموذج    كوكايين يطيح بمقدم شرطة في الناظور    قصيدة: تكوين الخباثة    بوصلة السوسيولوجي المغربي الخمار العلمي تتوجه إلى "المعرفة والقيم من الفردانية إلى الفردنة" في أحدث إصداراته    المنتخب المغربي للفتيات يقصد الجزائر    الجيش الملكي ومولودية وجدة يواجهان الدشيرة وأولمبيك خريبكة للحاق بركب المتأهلين إلى المربع الذهبي    بلاغ جديد وهم من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة    معرض هواوي العالمي "XMAGE" ينطلق لأول مرة بعنوان "عالم يبعث على البهجة"    الجديدة: حجز 20 طنا من الملابس المستعملة    لطيفة لبصير ضيفة على الإيسيسكو ب SIEL عن روايتها "طيف التوحد"    منظمة حقوقية تدخل على خط ملف "الأساتذة الموقوفين"    كأس العرب…قطر تستضيف النسخ الثلاث المقبلة    وفاة عازف الساكسفون الأميركي ديفيد سانبورن عن 78 عاما    رجوى الساهلي توجه رسالة خاصة للطيفة رأفت    معرض الكتاب يحتفي بالملحون في ليلة شعرية بعنوان "شعر الملحون في المغرب.. ثرات إنساني من إبداع مغربي" (صور)    حملة للنظافة يتزعمها تلاميذ وتلميذات مؤسسة عمومية بالمضيق    تكلفة المشروع تقدر ب 25 مليار دولار.. تأجيل القرار الاستثماري النهائي بشأن أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب    احتدام المعارك في غزة وصفقة أسلحة أمريكية جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار    عملاق الدوري الإنجليزي يرغب في ضم نجم المنتخب المغربي    توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء    حصيلة حوادث السير بالمدن خلال أسبوع    رسالتي الأخيرة    بلينكن في كييف والمساعدات العسكرية الأمريكية "في طريقها إلى أوكرانيا"    كيف يعيش اللاجئون في مخيم نور شمس شرق طولكرم؟    الرئيس الروسي يزور الصين يومي 16 و17 ماي    لقاء تأبيني بمعرض الكتاب يستحضر أثر "صديق الكل" الراحل بهاء الدين الطود    دعوات لإلغاء ترخيص "أوبر" في مصر بعد محاولة اغتصاب جديدة    شبيبة البيجدي ترفض "استفزازات" ميراوي وتحذر تأجيج الاحتجاجات    هل يتجه المغرب إلى تصميم المدن الذكية ؟    المنتخب المغربي يستقبل زامبيا في 7 يونيو    توصيات بمواكبة تطور الذكاء الاصطناعي    ميراوي يجدد دعوته لطلبة الطب بالعودة إلى الدراسة والابتعاد عن ممارسة السياسة    رفع أسطول الطائرات والترخيص ل52 شركة.. الحكومة تكشف خطتها لتحسين النقل الجوي قبل المونديال    المغرب يجدد رفضه التهجير القسري والعقاب الجماعي للفلسطينيين    توقيع عقد للتنزيل الجهوي لخارطة طريق السياحة بجة الشمال    الأمثال العامية بتطوان... (598)    تاريخها يعود ل400 مليون سنة.. الشيلي تعيد للمغرب 117 قطعة أحفورية مهربة    قيمة منتجات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة ارتفعت لأزيد من 3,5 مليار درهم    هذا الجدل في المغرب… قوة التعيين وقوة الانتخاب    بعد القضاء.. نواب يحاصرون وزير الصحة بعد ضجة لقاح "أسترازينيكا"    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟    الأمثال العامية بتطوان... (597)    نقابة تُطالب بفتح تحقيق بعد مصرع عامل في مصنع لتصبير السمك بآسفي وتُندد بظروف العمل المأساوية    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    الأمثال العامية بتطوان... (596)    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حجر الحب بعشرة آلاف دولار وحجر الرزق لا يقدر بثمن
لكل زمان دولة ورجال وأحجار
نشر في المساء يوم 23 - 08 - 2009

للحياة أبعاد مغيبة، تستتر خلف محاذير وضوابط وضع قواعدها ساسة ومجرمون، ولأن رب الكون خلق الحياة وشكلها على مبدأ التوازن أوجدت إرادة الشعوب مهنة الصحافة لتكون مهمة ممتهنيها إطلاع تلك الشعوب على زوايا أريد لها أن تبقى مغيبة لغايات لا يغفل عنها كل فطن ، لذا شدوا الأحزمة لترافقونا في رحلة إلى العراق ، رحلة مليئة بالأسرار والغرائب والعجائب والخروج عن المألوف, ندون تفاصيلها لكم عبر «المساء» بعد رحلة بحث وتنقيب مضنيه قادتنا إلى عوالم مجهولة من عادات وتقاليد العراق وأهله. لنتابع الرحلة ولنتعرف على الوجه الآخر المغيب في وسائل الإعلام عن العراق وأهله...
حجر للحب وآخر للرزق وآخر يقي من يقتنيه الاصابة بالرصاص وربما السيارات المفخخة، عالم الأحجار المسحورة في العراق عالم غريب, والاغرب منه رواده الذين يؤمنون بمفعول هذه الاحجار او ما يتعارف عليه في العراق (الخرز) فهل ترغب في استعادة حبيب غيرالزمان طباعه ؟
أم انك تبحث عن منافذ جديدة للرزق ؟
أو لعلك ترغب في أن تصبح مهاب الجانب في المحاكم ؟!
أو لعلك ترغب في أن تكون رئيسا للعراق؟!
كل هذا توفره لك اسواق الأحجار الكريمة في العراق وما أكثر اللاهثين وراء حجر يحقق لهم جميع احلامهم دفعة واحدة.
الكاظمية
تعد مدينة الكاظمية من المدن المقدسة لدى شيعة العراق, وهي تضم بين جنباتها احد أشهر أسواق الذهب والأحجار الكريمة في العاصمة العراقية بغداد، الدخول إلى الكاظمية في مهمة صحفية دون اخذ الإذن من رجال الدين الشيعة المسيطرين على المنطقة بقوة الميلشيات مغامرة, ولكن موضوع الأحجار المسحورة لا تفك طلاسمه خارج الكاظمية ، الطريق إلى الحقيقة ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا ايضا فالكثيرون يتبرعون لمساعدتك ما ان يعرفوا غايتك ويقتنعون بحجتك، ربما بدافع تقديم المساعدة وقناعاتهم الخاصة بخوارق الأحجار المسحورة (الخرز) وخصائصها ... أن تحصل على رفيق أمين في سوق تسيطر عليه مافيا التدين والاتجار بالأحجار يتطلب منك الكثير من الشكوى لترق قلوب المساعدين لنجدتك ، مرت ساعة من الزمن قبل أن يصل بي شاب ثلاثيني إلى عتبة اكبر المحال المتخصصة ببيع الاحجار والخرز المملوكه لعائلة ال شنيار (ذات الأصول الإيرانية) وهي إحدى اكبر العائلات المتخصصة ببيع الأحجار المسحورة وختمها بتسخير الجن، انتهت مهمة الشاب الذي توارى في الزحام، و ما أن تعرف الأخ الأكبر فلاح آل شنيار على هويتنا الصحفية حتى طلب منا عدم اخذ أي صورة ومغادرة المكان فورا, مرددا بحزم «اننا نذرنا انفسنا لخدمة الناس ابتغاء مرضاة الله جل في علاه ولا نريد جزاءا او شكورا،انتم الصحفيون أخوان الشياطين»، فلم نجد بدا من الانصراف لاستحالة إقناعه بعد التزمت الواضح في كلامه، هممنا بالانسحاب للبحث عن طريقة اخرى للحصول على اجابات مقنعة لما يجول في خاطرنا, وهنا انبرا صلاح, الاخ الاصغر مقاطعا الاخ الاكبر بنبرة لا تخلوا من جرأة الطرح والموقف وطلب منا مرافقته إلى محله الخاص لأنه لا يرى ضيرا في أن يعرف الناس أسرار هذه الأحجار الخارقة على حد وصفه أيضا، الطريق بين المكانين لم يكن طويلا سلكناه وسط تحيات كل من مررنا بهم ملقبين مرافقنا بالشيخ صلاح بينما ذهب البعض الآخر لتلقيبه باللهجة العراقية (هله بالبركة) فانتهزت الفرصة وبادرته بالسؤال
> الجميع يؤكد أن عائلتكم الأكثر خبرة بالأحجار فمن أين جاءت هذه الخبرة؟؟ وهل درست أنت شخصيا خصائص الأحجار؟
أنا أهتم بالأحجار وخصائصها الروحانية والخوارق التي تسكنها منذ طفولتي, ولقد ورثت هذا الاهتمام عن أبي الذي ورثه بدوره عن أبيه وعائلتنا آل شنيار معروفة بهذا وتمتد خبرتنا إلى مئتي سنة ولدينا كتب قديمة ونادرة زادت من خبرتي الخاصة بالأحجار ولقد ورثنا عن أبي مجموعة نادرة وثمينة جدا منها.
> بعيدا عن الموضوع لماذا رفض أخوك الأكبر مقابلتنا؟
يضحك ويقول إن الشيخ صباح غير ميال للصحفيين.
> لكنك وافقت على مقابلتنا!!
أنا أعتقد أنكم وسيلة جيدة لتعريف الناس بخصائص هذه الأحجار المباركة.
> لا نستطيع أن نطلق عليها مباركة بالمطلق, فبعضها كما تدعون أنتم خبراء الأحجار فيها خصائص غير مباركة أو بمعنى صريح شيطانية
هنا بدا الغضب واضحا على ملامح الرجل, وتمنيت لو أني لم أكن صريحا إلى هذا الحد حتى لا أقلل من اندفاعه في مساعدتنا بالحصول على إجابات وافية لأسئلتنا فقاطعني قائلا هذا هو محلي وهو محل جدي وأبي ولقد أصر أبي على أن أعمل به أنا وأخي الأصغر (علي) بينما يعمل أخونا الشيخ صباح في محل منفصل.
> قلت لي إنك تملك أحجارا نادرة وثمينة، فما الذي دفعك إلى تصنيفها بهذا الشكل?
حسب خصائصها.
> أرجو أن تتحمل جهلي بالموضوع، وما هي خصائصها؟
هذا الحجر مثلا للحب وتقريب البعيد وهو من النوع العقيق القديم وهو مجرب فما أن تحمله حتى يتفاعل مع دمك فتصبح مرغوب الجانب من قبل الحبيب أو من يحيطون بك.
> أفهم من هذا لو أنني اقتنيتها وذهبت إلى أناس لا يحببونني تتغير مشاعرهم نحوي؟!
طبعا، أنا أقدر أنك لا تؤمن بالأحجار وتجهل خصائها وبركاتها.
> آسف ولكن المطلوب مني أن أوصل وجهة نظرك أو ما تعتقد به إلى الناس وهم من سيحكمون على الموضوع وما تعتقده، ولكن هل من دليل؟
الدليل بسيط ولكن علينا أولا أن نقرأ بعض الطلاسم على الأحجار حتى تبدأ العمل معك أو مع غيرك.
> يعني هذه الحجرة بدون طلاسم لا قيمة لها!!
بالتأكيد فهي مختومة باسمي واسم أمي وتحتاج إلى عملية ختم جديدة حتى تعمل معك.
> وكيف تتم عملية الختم وما نوع الطلاسم التي تستخدمها؟
آيات قرآنية تقرأ في وقت وتاريخ معينين ولا تسألني عن هذه الآيات حتى لا أظن أنك ترغب بترك عملك في الصحافة والعمل في مجال الأحجار.
هنا جذبني شكل حجر غريب الشكل ومعقد الأبعاد فأمسكته مستفسرا عن خصائصه.
> ما هذا الحجر وما خصائصه؟؟
يضحك ويقول إنه حجر الشيطان وهو لزرع الفرقة بين الأحباب
> أي عكس الحجر الأول حجر الحب
نعم لكننا لا نتعامل به مطلقا ونحتفظ به حتى لا يقع في يد غيرنا فيضر به الناس, وهو يستعمل أيضا لطرد الأرواح الشريرة والجن من الإنسان الذي يتلبسه الجن.
> كيف يقوم حجر اسمه حجر الشيطان بطرد الجن؟
هذا علم لا تدركه جميع العقول
فحاولت أن أغير الموضوع لأني شعرت بأنني أسير بجوار خطوط مهنته الحمراء....
> وما هذه العظام؟
إنها أسنان ذئب ولها استخدامات شفائية وعلاجية وتستخدم لتهدئة الطفل حديث الولادة وتساعده بالكف عن البكاء!!
> وهذا الحجر الأحمر ما حكايته؟؟
إنه حجر ضد النزيف
> كيف ذلك؟؟
فقال لي بلهجة مشككة ربما كان يروم منها شيئا أجهله هل أنت شجاع؟
> وما دخل الشجاعة بالموضوع!
أنت تبحث عن دليل هل أعطيك دليلا يتطلب نوعا من الشجاعة?
فقلت له وأنا لا أكتم خوفي بعد أن تغيرت ملامح الرجل واتخذت شكلا جديا.
> على شرط أن يكون المصور معي، فأشار بالموافقة وطلب مني ارتداء خاتم كان يتختم به من نفس الحجر الأحمر الذي سألته عنه, فقمت بارتدائه وأنا أفكر برد الفعل المناسب في حالة كان يقصد من وراء ذلك أذى, وما زاد الطين بلة أنه طلب من أخيه (علي) أن يقفل باب المحل... ثوان من الاستفهام التقت عيناي بعيني المصور خالد العزاوي مرة واحدة قرأت فيها: هلم بنا نهرب...
على أية حال قام الشيخ صلاح بإخراج دبوس طويل وقال لي:
> لا تخف بما أنك ترتدي هذا الخاتم فلن تنزف دما ولن تشعر بالألم فأين تريد أن أضعه وأخذ يردد أين أين أين؟؟ في عينك أم أنفك هنا تخيلت نفسي بعين واحدة أو بنصف أنف فطلبت منه تغيير المكان, وبعد مفاوضات متخوفة اقتنع أن يجربه في خدي, أخذ يتكلم معي عن خصائص الحجر الأحمر غير أني كنت أنتظر لحظة إدخال هذا الدبوس في خدي فلم أشعر إلا وهو يقول لي تحسس الدبوس وبالفعل تحسسته فوجدته داخل خدي وما بين الذهول والاستفهام طلبت منه أن يخرجه فقال لي بلهجته البغدادية: خواف وبياع كلام أخرجه أنت وبالفعل قمت بإخراجه فقلت له
> كيف حدث هذا؟
فأخذ يقهقه ويقول أسرار المهنة
> كم ثمن هذا الحجر؟
خمسين ألف دولار.
> مبلغ كبير جدا وهل يقتنيه أحد؟
من يريد ألا ينزف يدفع ولكن ماذا لو علمت أن هناك حجرا ضد الرصاص بمائة ألف دولار!!
> ضد الرصاص وهنا ضحكت بشكل لا إرادي، أسمع عن هذا لكني لا أصدقه ومن الشجاع المغوار الذي يخضع نفسه لتجربة ذلك الحجر
نجربه أولا على الحيوانات حيث نعلقه في جناح دجاجة أو في رقبة خروف ونطلق عليه سيلا من العيارات النارية نلاحظ أن الرصاص لا يصيب جسد الحيوان الذي يحمل الحجر.
> كيف نستطيع أن نصور هذه العملية؟
إن هذا الحجر نادر جدا والذي يشتريه لا يبيعه لذا فقد من خزائن المهتمين ليدخل إلى خزائن المسؤولين.
> فقلت مداعبا أي مسؤولين؟!
فاستطرد قائلا لقد سمعت أن أحد الجنود الأمريكيين سمع من أحد المترجمين العراقيين قصة هذه (الخرزة) فطلب منه أن يشتريها له إلا أنه عدل عن الموضوع بعد أن عرف أن ثمنها مائة ألف دولار
> وكم ثمن حجر الحب؟
عشرة آلاف دولار.
> وهل يشتريه أحد؟
فقال لي بلهجته العراقية (اللي يريد الحلو يصبر على سعره)
> فلنترك الحب وأحجاره ولنعد إلى باقي الأحجار هل هناك أحجار لها خصائص مختلفة؟
نعم هناك حجر لتوسيع الرزق وحجر لمساعدة المرأة أثناء الولادة وحجر للمهابة.
> هنا لم أستوعب الفكرة قلت له: هذه شعوذة أم خصائص أحجار؟
فتلون وجه الرجل غضبا وصرخ بي قائلا، هل نحن في مركز الشرطة.. لقد قلت لك إن هذه الأحجار مباركة وفيها خصائص روحانية, ولقد طلبت الدليل فأعطيتك الدليل فلماذا تصر على إعطائها صفة الشعوذة والسحر ثم إن هذه الكتب وأخرج مجموعة من الكتب العتيقة من خزانة حديدية كلها تؤكد على خصائص الأحجار وخوارقها, وإن كبار المفكرين وأصحاب الشهادات العليا يعتقدون بها فالمحامي فلان الفلاني (اعتذر عن ذكر الاسم لضروريات أمنية)لا يترافع من دون أن يمرر أنامله على حجر المهابة الذي يحمله لهذا فهو محام ناجح والله يرزقه أكثر وأكثر وهو يحمل مثل هذا الحجر ولوح بخاتم فيه ما يشبه رأس النمر, وهو رباني كما يدعي ولم تنقشه يد الإنسان بل إنه بفعل الأقدار ( هنالك من يقول إن هذا الحجر من مجموعة صدام حسين الخاصة)
هنا كان لابد لي أن أطلب منه الصفح وأعلل أسئلتي بجهلي ولأني أسمع هذه الكلمات أول مرة حالي من حال الكثيرين من عباد الله الفقراء فداعبته قائلا:
> نحن ضيوفك ولا بد أن يتسع صدرك لأسئلتنا فما أن رجع إلى سابق عهده حتى سألته هل هناك علاقة الأحجار بعلم الفلك؟
نعم هناك أحجار تستخدم حسب برج الإنسان فمثلا أنت ما برجك ؟؟؟
> الجوزاء!!
فأخرج من خزانته حجر رصاصي اللون وقال لي هذا الحجر اسمه (البريل) وهو يلائم برجك وهو حجر الحظ فإن شئت أبيعه لك بتخفيض كبير فشكرته شكرا جزيلا معللا رفضي بعدم قدرتي على دفع أي مبلغ لتواضع ميزانيتي الخاصة فلم يكرر عرضه مرة أخرى!!!
> فقلت له مستفسرا: ما أندر الأحجار وأكثرها خصائص حسب اعتقادك؟؟
عرق السواحل والسواعد والعطف والهبهاب وأخذ يردد
(أم الذهب بارت وأم الخرز ما بارت) أي أن الفتاة التي تملك ذهبا يمكن ألا تتزوج وتصبح عانسا أما التي تملك الخرز وتؤمن بخصائصها فلن تقع فريسة العنوسة يوما!!!!
> سؤال أخير من هم زبناؤك؟؟
كل من يؤمن بخصائص الأحجار ومثلما يقول المثل المصري من الوزير للغفير.
أحجار الدوري
من طرائف أهل السلب والنهب أن يكون بين يدي الواحد منهم ما لا يقدر بثمن ليبيعه بدولارات قليلة، على عكس المحترفين من السماسرة الذين يعرفون قيمة ما يشترونه، لذا تجد أن الفريق الأول يبقى في غياهب الحرمان يقتات على خيبة الأمل بينما يتربع الفريق الثاني على خزائن متخمة من المال والقصة الحقيقية التالية أكبر دليل..
مجرد أحجار
انطلق (ع) بسرعة ليلحق بما يمكن لحاقه من أثاث وملحقات بستان وفيلا عزت إبراهيم الدوري في منطقة المحيط في بغداد في يوم إعلان أحفاد العم سام احتلالهم لبلاد حمو رابي وأشور بنيبال..
لم يكن (ع) ذو الخمسة والثلاثين عاما يعرف قواعد السرقة لأنه لم يحترفها يوما ما، لذا فقد انشغل باقتلاع الأبواب والشبابيك بينما أخذ المحترفون من اللصوص يفتشون عن التحف الثمينة وأبواب الخزانات ليفرغوا محتوياتها ويتركوها خالية خاوية إلا من الهواء..
اقترب (ع) من تلك الخزنة العملاقة يتفحصها وهو يسب ويلعن أجداده بصوت عال لغبائه أو ربما سذاجته فقد أضاع الوقت والجهد في جمع القشور بينما ظفر الآخرون باللب وأي لب، لكنه بدأ يضرب الخزانة بمعول كان يحمله محاولا اقتلاعها من الجدار المثبتة عليه إلا أنه يبدو أنها وضعت لكي لا تقتلع أبدا...
وأثناء محاولاته اليائسة لفت انتباهه باب صغير في جانب الخزانة فارتسمت على وجهه ابتسامة هستيرية وقال في نفسه لقد ابتسم الحظ لي أخيرا، لكن ابتسامته تحولت إلى سراب بعد اكتشافه أن ما يحتويه الباب الصغيرة مجموعه من الأحجار الغريبة والتي تبدو مجرد أحجار..
وضع (ع) تلك الأحجار في كيس كبير واقتلع بعض المصابيح من الحائط والسقف وخرج بعدما تملكه اليأس والإحباط.
خلاف وشجار
وصل (ع) إلى داره فاستقبلته زوجته وهي ترتعد خوفا عليه لخطورة تلك الأيام، لكن عينيها الباكيتين تحولتا إلى عيون نمرة شرسة بعد أن عرفت أن (ع) كان مع اللصوص وأهل السلب والحواسم (كما يطلق عليهم أهل العراق الشرفاء نسبة إلى الاسم الذي أطلقه صدام حسين على المعركة الأخيرة قبيل الاحتلال) وهم الذين عاشوا بالحلال ولم يعرفوا الحرام طوال حياتهم, فما كان منها إلا أن تشاجرت معه وطالبته بإرجاع تلك الأحجار إلى محلها، رغم محاولات (ع) اليائسة بإقناعها بأنها لا قيمة لها، أخيرا امتثل الزوج واستغفر الله وعاد أدراجه إلى البستان رغم خطورة الوضع ..
وفي الطريق شاهد (ع) أحد أصدقائه فروى له ما حدث فقال له صديقه إني أعرف شخصا يعمل في تجارة الخواتم وربما يكون مهتما بشراء هذه الأحجار خاصة وأنها وجدت في قصر عزت الدوري، اقتنع (ع) بالفكرة لأن جيبه يدور فيه قطار الإفلاس منذ شهور عدة وقصد الاثنان الحاج (ص) الذي بادرهم بهدوء بالسؤال عن الثمن الذي يريدونه مقابل تلك الأحجار..
فأخبره الصديقان أنهما يريدان مائة دولار ثمنا لها وبعد فصال وسجال أصبح المبلغ خمسين دولارا وتمت الصفقة والكل راض كل الرضا...!
بعد أشهر بيعت هذه الأحجار مجتمعة بعشرة آلاف دولار لينتشر خبرها ويتضاعف ثمنها لتصل إلى مائة وستين ألف دولار, هذه القصة معروفة لدى الجميع بتفاصيلها في سوق الأحجار الكريمة في مدينة الكاظمية المقدسة...
سر الأسعار
يخبرني الشيخ صلاح آل شنيار الذي أصبحت المجموعة في حوزته عن سبب تلك الأثمان قائلا : السبب يعود إلى أن عزت الدوري كان معروفا باقتنائه الأحجار المسحورة أو المسكونة وأنه كان يملك مجموعة ثمينة جدا اشتراها من روحانيين هنود وشيشان وأنه كان ينقي دمه بأحد تلك الأحجار هنا قاطعته مستغربا.
> ألا تجد أن كلامك يشبه رحلة ألس في بلاد العجائب؟
أنت لا تعترف بالخوارق التي تمتلكها هذه الأحجار لكن عزت الدوري يعترف بها لذا فقد كان يدفع مقابلها مبالغ ضخمة جدا وأمثال الدوري كثيرون وأنا أولهم.
> وكم ثمن هذا الحجر من باب الفضول ليس إلا؟
عشرون ألف دولار وهناك أكثر من واحد يريد شراءه وسعر الحجر المقوي جنسيا يصل إلى ثلاثين ألف دولار
> وباقي الأحجار؟
بعضها موجود ينتظر من يشتريه والبعض الآخر اشتراه تجار من دول الخليج.
> كيف تكتسب تلك الأحجار خصائصها كما تدعي ويصبح ثمنها باهظا؟
الأحجار القديمة التي تتلى عليها طلاسم قديمة يصبح لها مفعول سحري كبير, وأحجار عزت من هذا النوع وهناك حجر مفقود في العراق اسمه الحجر الأسود وهو يهب صاحبه شجاعة أسد وكان يملكه عدي صدام حسين, لو عثر عليه وعرض للبيع فربما يصل ثمنه إلى مليون دولار.
> مليون دولار؟ لم أستطع أن أكتم دهشتي.
نعم إنه حجر نادر لا يوجد منه سوى أربعة أو خمسة فقط وهو نتاج لسحر أسود وعليه طلاسم بابلية قديمة جدا وقد عرض تاجر إيراني شراءه في حال تم العثور عليه.
> ألا تعتقد أن ما تقوله غريب ولا يصدق وقد يعتبره البعض شعوذة؟
أنا كل طلاسمي آيات قرآنية ولكن البعض يقوم بكتابة طلاسم شيطانية لذا هنالك فرق.
> ولكن المبالغ الكبيرة والخيالية تخبر من يسمع بها بأنكم كلكم أهل الأحجار في الحال سواء.
لا يزكي الأنفس إلا الله الرحمن الرحيم
قلت في نفسي صدقت في هذا على الأقل وودعته والألم يعتصرني على شعب يعاني الأمرين بينما يسعى قادته لاقتناء أحجار لا تنفع ولا تضر إلا بأمر الله جل في علاه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.