لم يكن مساء يوم الجمعة الماضي عاديا في منطقة «بلاد المكزاري» ب»صهريج كناوة» ذات الكثافة السكانية الكبيرة. فقد خلف حادث اتهم فيه رجل شرطة بالاعتداء على مواطن شاب بالأصفاد على مستوى الرأس استياء في صفوف السكان، بينما عمدت سيارات الشرطة إلى تطويق مكان الحادث خوفا من تطورات لا تحمد عقباها، وتم نقل الضحية المصاب وهو ينزف الدم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الغساني لتلقي العلاجات، قبل مباشرة مسطرة التحقيق في ملابسات الحادث. وقالت المصادر إن عناصر شرطة عمدوا إلى حجز سيارة متهمة بالنقل السري في المنطقة، ما دفع أسرة صاحب السيارة إلى التدخل لاستعطاف الشرطي ل»إطلاق سراح» السيارة المحتجزة، لكن رد الشرطي كان عنيفا، بحسب مصادر محلية، ما دفع أحد أقارب صاحب السيارة إلى التدخل ل»المشاركة في النقاش»، وطلب من الشرطي تجنب الكلمات المسيئة في الرد، ما زاد في غضب عنصر الأمن، حيث انهال على الشاب بالضرب، واتهم الشرطي باستعمال أصفاده في ضرب الضحية، ما أدى إلى تجمهر العشرات من المواطنين في المنطقة، مطالبين بتدخل مسؤولين أمنيين كبار تجنبا لحصول تطورات في الوضع جراء هذا الاحتقان والذي صورت مشاهد مؤثرة منه في أشرطة فيديو توصلت «المساء» بنسخ منها. وحاصر العشرات من المواطنين سيارة الأمن، ومنعوها من مغادرة مكان الحادث إلى حين حضور المسؤولين، بينما الشاب يمسك برأسه والدماء تنزف منه، وأفراد من أسرته يصرخون ويتحدثون عن تعرضهم لما أسموه ب»الحكرة». وتابعت فعاليات حقوقية بالمدينة مجريات هذا الملف، بكثير من الاستياء، وقالت المصادر إن الشرطي كان عليه أن يتعامل برزانة مع الموقف، وهو يباشر إجراءاته لا أن يكيل السب والشتم للمواطنين. وعكس ذلك، أشارت رواية أخرى إلى أن الشرطي كان في حالة دفاع عن النفس، فيما نفى الضحية في اتصال ل»المساء» به أن يكون قد أساء التعامل مع الشرطي. وقال إن السيارة المحجوزة كانت مركونة بالقرب من المنزل منذ أيام، وأضاف بأنه تدخل فقط لحث الشرطي على تجنب الكلام المخل بالحياء وهو يتحدث مع أفراد من أسرته، لكن هذا الأخير انهال عليه بالضرب، ما أدى إلى إصابته على مستوى الرأس.