لحسن كجديحي في غمار اهتمامي بموضوع النضالات النقابية الملتزمة تضامنا مع التوجه الحداثي الذي تنص عليه أدبيات هذه النضالات, قرأت مقالا عليه عنوان طريف هو (هل أصبح دور النقابات التعليمية يختزل في الحركات الانتقالية بمراكش ؟), يتحدث فيه كاتبه على مختلف الإختلالات , التي وسمت مستويات العملية التعليمية المادي منها والتربوي، و التي تعرقل سيرها سواء على مستوى التسيير أو التجهيز أو تدبير الموارد البشرية في جهة أكاديمية تانسيفت الحوز, ويصف كيف أن موقف الأكاديمية السلبي, قد أسهم في تعطيل كثير من الاستحقاقات. وهنا لا بد من أن نستحضر بعض السلوكات ( الشاذة من طرف بعض قادتها) التي نجمت عن التواصل المزعوم بين هذه النقابة والإدارة التي تذم الآن من طرفهم., ودون أن تمتد خطاباتهم حينئذ إلى الخروقات التي عشناها مع مختلف النواب السابقين، فما هو السبب يا ترى في هذه القطيعة المفاجئة ؟؟؟. دلالة ذلك أن السلطة المطلقة لبعض قادتها قد أتاحت لهذا البعض أن يتحوّلوا إلى مناضلين تحت الطلب. يستأثرون لأنفسهم بالحياة الهنيئة على حساب الطبقات الشغيلة, التي ينطقون باسمها, ويزعمون أنهم قد ألغوا الزبونية المستفحلة , وأنشأوا فضاء ديموقراطيا و غير طبقي! وبالطبع, كان مقتل النضال الديموقراطي في بعض النيابات من الأكاديمية الجهوية, هو في انكشاف تلك الحقيقة, التي سجلها بعض المناضلين الأحرار المنتمين لهذه النقابة العتيدة التي ناضل الكثير من داخلها لاستحقاق الحق ودحض الباطل بدمائهم الشريفة، ليخلف من بعدهم خلف أضاعوا الأمانة فسوف يلقون غيا، إن شاء الله. وفي أثناء تجوالي في فقرات البيان, تطلعت إلى الواجهات الزجاجية لبعض المصطلحات, فوجدتها مكتظة بصور وتماثيل الزعم التي أضاعت الشغيلة طيلة ردح من الزمن. فقلت في نفسي: ما هذا ? هل يريد هؤلاء أن يستبدلوا عباءة ،بعباءة ؟؟ ولم أكن أدري وقتها أنني أضرب على وتر حسّاس, فقد كان بالفعل من منطلقات النضالات الهادئة في أيامنا السوداء هذه, وربما في سائر النضالات المزعومة, التي قامت فيها بعض النقابات, ثم سقطت, ازدراء الديموقراطية, وكان المناضلون الشرفاء وقتها شديدي الاعتزاز بأن يسجنوا رافضين كل بديل على حساب الشغيلة. الوجه الآخر بعد سقوط بعض الرؤوس في المكاتب المحلية, ثم سائر مكاتب الجهة, انتهاء بمغادرة بعض النواب, كتب لي بعض شباب الشغيلة الذين تذكرت أنني تعرفت إليهم في الزمن الغابر, يصفون الأوضاع, التي آلت إليها مكاتبهم بعد عودة المحسوبية إليها, وكيف أن الحركة الانتقالية التي كانت تمثل الفضاء الخصب الذي يتم فيه الترويج؟؟؟, قد أصبح نقطة افتراق وخصومة. يزيد العبء على كاهل الشغيلة القابعة في مغاوير الجبال, ويقضي بالحرمان الأشد وتدني الحال عما كان عليه في الماضي القريب, وذلك بالنسبة للمناضلين الشرفاء! لذلك لم أستغرب حينما علمت أن أصحابنا قد سارعوا إلى انتقاد تلك الأوضاع الجديدة, ولم يترددوا في وصف المسؤولين الذين ارتدوا عن عهدهم بأنهم...! إن مستقبل نقابتنا العتيدة يكمن في إدراك أن العلاقة وثيقة ما بين العدل الاجتماعي والديمقراطية, أو الحرية السياسية, بل هي في واقع الأمر علاقة تضامنية، حيث إن العدل يصبح مزيفا في ظل الاستبداد الذي كان يسود في ظل بعض المكاتب النقابية، ولن يتوانى المستبد عن نهب ثقة تابعيه على نحو فاضح, على نحو ما اشتهر عن بعض قياديينا. على العكس من ذلك فإن دعاوى الحرية والديمقراطية التي يتشدق بها هؤلاء تفقد مصداقيتها إن لم يصاحبها قدر من العدل الاجتماعي, كما حدث في بعض نقابات الدول المجاورة بالذات ( حديثا ). أما عن ظلم نقابتنا على يد بعض قيادييها فحدث عنها ولا حرج, ومن هذا الظلم المساهمة والسماح بانتقالات مشبوهة. وكل من يتصدى بصدق لمقاومة التلاعبات الزبونية ... يعلم علم اليقين أن الأرض السبخة التي تنبتها قوامها الحرمان والقهر والإذلال, ولم يكذب من قال قديمًا إن الظلم مرتعه وخيم!. - نعم للنقد الذاتي... - نعم لإشراك حقيق لدور النقابات... - نعم للشفافية و الديمقراطية في معالجة ملفات نساء ورجال التعليم . - نعم لضرورة مأسسة اللجان الإقليمية والجهوية. - نعم لكل ما من شأنه أن يحق الحق وينصف الشغيلة التعليمية.