ارتأيت أن أقدم لكم في هذا العدد من جريدة ميثاق الرابطة الغراء عالمة جليلة تداولتها مختلف الكتابات التاريخية سواء القديمة منها أو الحديثة… صاحبة الشرف الكبير والحظ الوفير لعلو همتها وعزمها المتواصل في تعلم العلم وتعليمه، وغرس الأخلاق الحميدة في وسطها الاجتماعي مقتبسة منهجيتها السامية من موارد الشريعة الإسلامية السمحة؛ إنها أمينة غيلان العالمة والفقيهة الصالحة التي ذاع صيتها في صنوف المجالات الحياتية المختلفة، عالمة نساء البلد بنت الفقيه محمد غيلان رحمه الله، اعتنى بها والدها منذ نعومة أظافرها فلقنها القرآن والحديث واللغة العربية والفقه فأصبحت من عالمات تطوان؛ كما عرفت بلقب "لالة غيلانة". تعتبر للا غيلانة بحق عالمة نساء تطوان، فقد اعتنى بها والدها الفقيه العالم الصالح سيدي مَحمد غيلان رحمة الله عليه، منذ نعومة أظافرها فلقنها القرآن الكريم، والحديث الشريف، واللغة العربية، والفقه المالكي، فأصبحت من عالمات تطوان. كانت السيدة آمنة فقيهة صالحة، مما جعلها تضطلع بمهمة تعليم وتلقين نساء بلدها أمور دينهن، في الوقت الذي كان يضرب فيه الحصار على النساء في العالم الإسلامي، حتى خلت منهن مدارس العلم وحلق التعلم، وكانت تفتيهن في شؤون دينهن. كما عُرفت السيدة غيلانة بصلاحها وتعبدها وتبتلها، فقد كانت حسب أستاذنا الرهوني من الصالحات القانتات، العابدات الزاهدات، ومما يذكر في الكتب التي ترجمت لها أنها لم تتزوج قط ولم يذكر سبب عزوفها عن الزواج. يذكر الأستاذ المنوني في كتابه تاريخ الوراقة المغربية أن السيدة غيلانة كانت ذات خط مغربي مبسوط وواضح ومليح، وقد وجد بخط يدها كتاب "الاكتفا" للكلاعي، وقد ذكر الأستاذ أيضا أن هناك خطاطة اسمها غيلانة تتشابه كثيرا مع صاحبة ترجمتنا إلا أنهما يختلفان في تاريخ الوفاة وتاريخ انتهاء غيلانة الخطاطة من كتابتها للمصحف الشريف. توفيت السيدة غيلانة رحمة الله عليها سنة 1189ه/1775م، ودفنت في بيت من دارها بحومة "المطيمر"، وقد جعل لذلك البيت باب لجهة الشارع. وقبرها مشهور في البلد ويزار. المراجع: 1. تاريخ تطوان، محمد داود، الجزء الثالث، ص: 93. 2. تاريخ الوراقة المغربية، صناعة المخطوط المغربي من العصر الوسيط إلى الفترة المعاصرة، سلسلة بحوث ودراسات رقم:2، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، محمد المنوني، 1999. 3. لمحات من تاريخ زاوية أولاد غيلان، عبد السلام غيلان، مطبعة معمورة، 1987.