بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    اتحاد طنجة يفوز على نهضة بركان    مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين عموتا: كاريزما تصارع الفقر
نشر في المنتخب يوم 02 - 06 - 2008

في الوقت الذي كان المكتب الجامعي يشيع في إجتماعه بمقر الجامعة المدرب الفرنسي هنري ميشيل، ويهيء للطلاق البائن معه، كنا نحاور غير بعيد المدرب حسين عموتا ربان الفريق الزموري، الذي كان واحدا من الذين حضروا اجتماع ودادية المدربين لتدارس وتقييم تصريحات ميشيل غير المسؤولة بشجاعة ناذرة وبوضوح تام، قال عموتا أنه يرفض سياسة الكيل بمكيالين كلما تعلق الأمر بمفاوضة مدرب مغربي أو وطني، عموتا واحد من الأطر الشابة التي تيصم على حضور قوي في بطولة هذا الموسم برغم قصر ذات اليد، حيث وقع على مسار بطولي لفريق أصبحت له كلمته وقوته ومكانته في خارطة الترتيب·· هنا يتحدث الإطار الشاب عن معيقات تطور الكرة المغربية عن طموحاته هذا الموسم، وعن آفاهق كمدرب يحلم بأشياء كثيرة ويتوق بجعل هويته كواحد من الأطر القادمة في صمت، لكن بكل قوة·
المنتخب: قد يبدو من غير المنطقي أن نبدأ محاورتك دون أن نلمس موقفك وردة فعلك كمدرب مغربي حضر في إجتماع الودادية لتدارس تصريحات هنري ميشيل الأخيرة، قبل تقييم المشاركة، ما هو موقفك إزاء هذه التصريحات؟
حسين عموتا: صراحة هي هرولة صوب الأمام كما تقول، هو هروب من المسؤولية وتخفي خلف ذرائع وأسباب غير مقنعة وواهية، شخصيا بما كنت أسمعه وأعرفه عن هذا المدرب الذي فقد كل إحترام له بتصريحاته هاته، كنت أتوقع منه وضع النقاط على الحروف وأن يبرر النكسة من منظور يقبله العقل والمنطق لا أن يحاول إدانة الجميع وتبرئة ساحته كطرف منزه ومعصوم من الخطأ، في حقيقة الأمر خرجة ميشيل كانت مفاجأة، لكنها أيضا غير سارة كنتائجه··
المنتخب: ومن موقع انضوائك تحت لواء ودادية المدربين التي تدارست هذه التصريحات، هل ارتقى اجتماعكم إلى ما هو مؤمل منه ومطلوب منه كتوصيات مفعلة وليس بيانات وبلاغات تنديد وشجب محتشمة؟
حسين عموتا: إذا كنت تطلب رأيي المعزول والمجرد عن البقية والذي يمثل وجهة نظري الخاصة، فأنا في واقع الأمر لست راضيا ليس على الخلاصات والتوصيات، وإنما على لغة الخشب التي لن تقدم أو تؤخر شيئا من واقع الأمور، أنظر معي إلى هذه المقاربة، ففي الوقت الذي كنا مستعدين لأن نقضي نحن كأطر مغاربة 24 ساعة مثلا في التداول العميق في شأن هذه الفضيحة، فقد كان موقف لم يعجبني مطلقا للمدرب البلجيكي هنري ديبيرو مدرب أولمبيك خريبكة حين طلب رفع الجلسة على الساعة الخامسة والربع من أجل مشاهدة مباريات دور الربع، هنا وصلت الرسالة وهي أن لحمنا حين يطلق الرائحة فنحن المعنيين كأطر مغربية بحمله وليس أي كان، لذلك انتظرنا أن يكون للإجتماع وقع أكبر وتفاعل أعمق مع هول الحدث·
المنتخب: لكنك لم تجب على سؤالي والملخص في التوصيات والقرارات أو حتى ردة العقل التي كنت تراها مناسبة إزاء كلهذه التصريحات التي أساءت للجميع ولو بطريقة غير مباشرة بما فيها أنتم؟
حسين عموتا: هنا سأوضح لك أمرا، إذا كان هناك من يدعو لحمل شارة التنديد والحداد فسأكون أول من يحملها، وإذا كان هناك من يحمل الشجاعة ليطلب منا أن نبتعد عن دكة إحتياط فرقنا ولو لأسبوع سأكون رهن الإشارة، لن يكون بمقدور عموتا أو فلان آخر أن يقوم بردة فعل تحمل نفس القوة ما لم يتوحد الجميع في صياغتها·
أنتم كصحافة نهج معكم ميشيل واحد من الأساليب التي كان يتعين عليه نهجها في الملعب عبر إختيار الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع، الآن علينا إستيعاب دروس الماضي، أي يجب أن يتواصل (نضالنا) لغاية كشف كل من تسبب في هذه النكسة·
المنتخب: لكن الجمهور والرأي العام ككل يحمل هذا المدرب مع الجهاز الجامعي مسؤولية الإخفاق، أي نسب تعطيها أنت لكل طرف؟
حسين عموتا: قد أكون قي تقييمي خاطئا وهذا وارد، لكن أقول أن هنري ميشيل يتحمل نسبة 60% من الخطأ فيما بلغناه، والبقية يتقاسمها الجميع بما فيها نحن، وهنا أقول أنه للأسف بعضا من تصريحات هنري ميشيل كانت صائبة، لكنها لا تبرر له ما حصل·
المدرب الذي يقول أنه تشبع بالإحتراف ويعلق أخطاءه على تفاهات تخص انقطاع خيط التواصل بينه وبين اللاعبين، أو أن يحمل لاعبا بعينه الإقصاء لتنفيذه الخاطئ لكرة ثابثة، هو في حقيقة الأمر مدرب فاشل كيفما كان رصيده وكيفما كان إسمه·
المنتخب: لكنه ذهب إلى أبعد من هذا وقال بأننا نعدم اللاعبين الكبار من طينة ما أسماهم بالعمالقة والخوارق، كمدرب أنت كيف تفسر تصريحا بمثل هذا التيئيس في ظرف كهذا؟
حسين عموتا: سأعطيك من وجهة نظري ملخصا للإستناد الذي ارتكز إليه وعليه هنري ميشيل لإطلاق مثل هذه التصاريح غير المسؤولة، فهو حسبها جيدا، ويدرك ما يقوله، بمعنى أنه نهج لغة إستفزازية من أجل دفع الجميع لنبذه ومن تم رحيله، لكنه ليقينه التام بأن هناك عقدا يحميه بشروط مريحة فإنه أطلق العنان لتصريحات محبطة لعزيمة اللاعبين، لأنه من خلالها أدرك أنه سيصعب عليه أن يتعايش معهم في المستقبل، ولكم أن تنظروا إلى ردة فعل المحترفين حاليا إزاء هذه التصريحات، لتقفوا على حجم الهوة التي تعمقت بينهم وبين ميشيل، أنا كمدرب من المستحيل أن أطلع مثلا بتصريح ولو تحت أي طائل يبرئني ويدين لاعبا أدربه، مهما أخطأ لأن المدرب طبيب ومسؤول قبل كل شيء·
المنتخب: ذكرت مسألة العقد والشروط التي يحملها، ما السر في كل المفاضلة والفوارق التي تحملها عقودكم كمدربين مغاربة مع المنتخبات الوطنية وعقود الأجانب التي تحميهم ماليا ومن حيث تأجيل الأهداف؟
حسين عموتا: أقول لك أنه عيب وألف عيب أن نبرم عقودا مع مدربين أجانب ومنهم هنري ميشيل ونضع أهدافا لما بعد سنتين أو أربع سنوات وكأننا أمة لم تعرف الكرة إلا حديثا، بيد أن التاريخ يشهد لنا بأننا أصحاب ريادة، عليك أن تبادر بطرح السؤال على المسؤولين بكل النظرة الدونية وسياسة الكيل بمكيالين التي يواجهون كل مدرب يحمل صفة المحلي، أشياء كثيرة قد تتعرف إن توصلتم للإجابة وأولها أن هناك من يضع العصا في عجلة المدرب المغربي لأسباب معلومة وأخرى مجهولة تجعله يستفيد جيدا من وجود الأجنبي حتى ولو لم تستفد الكرة المغربية·
المنتخب: أظنك كنت معنيا بواحد من هذه العقود، وللأسف لم يتم تفعيلها بغية إشرافك على أحد المنتخبات الوطنية، هل لك أن توضح سبب وسر إجهاض مشروع عطل آلية عمل مدرب مغربي شاب تتوسم فيه كل الخير؟
حسين عموتا: صحيح لأنه كمدربين مغاربة حين نقدم تنازلات بشأن الإشراف على حظوظ منتخباتنا الوطنية فذلك بإسم الوطنية وألوان القميص وليس لضعف الشخصية أو أشياء أخرى·· كنت معنيا وتم الإتصال بي في هذا الشأن رفقة الزميل سعيد شيبا بهدف الإشراف على منتخب الشبان، على أن يأخذ هو منتخب الفتيان، للأسف ولأنه من طبعي أن أنتصر لكرامتي في مقام أول والتي هي كرامة كل مدرب وطني، فإنه كان من المفروض أن يتم الإتصال بنا لا أن نقوم بعرض أنفسنا، هذا لم يحدث، وحصل بالصدفة أن إلتقيت بفتحي جمال ذات يوم بالبيضا،ء وقال لي ألم يكلمك أحد، فأجبته بالنفي، وهذا وحده يلخص الحكاية دون أخوض في تفاصيلها·· شيبا بدوره مل من المماطلة والتسويف وفهم اللعبة، لذلك سافر·
المنتخب: ألم يكن للأمر علاقة بهزالة الراتب الشهري كما راج حينها؟
حسين عموتا: لا، لا علاقة للأمر بالمسألة المادية، لأن هناك مبدأ في الأصل لم يحترم وقيمة إسم لم يكن حينها عاطلا عن العمل ولم يتم التعامل الجيد معه، لكن هذا لا ينفي أنه عرض علي 15 ألف درهم للتدريب والإشراف التقني على المنتخب، وكنت سأقبل من زاوية الوطنية كما قلت رغم أن استفادتي أكبر رفقة النادي لو احترم رصيدي المهني وإسمي·
المنتخب: لنطوي هذه الصفحة السوداء، ولأن الجمهور والقارئ مل من كل مراوغة وتخفي خلف الأسلوب غير المباشر، هل ميشيل هو رجل المرحلة الحالي والقادم؟
حسين عموتا: كما تعودتم في خطابي وحواراتي معكم دائما وأقولها مهما كانت النتائج لكنها وجهة نظر تعنيني، هنري ميشيل ليس رجل المرحلة لا حاليا ولا مستقبلا، أولا لأنه فقد كل مصداقية له، وثانيا لأنه أساء وأهان الجميع، وثالثا لأن النتائج حكمت على إفلاسه ويستحيل أن يعود اللاعبون لأن يقاتلوا لأجله، والضحية سيكون هو المنتخب الوطني المقبل على تصفيات مونديال 2010 ويتطلب منا أن نطوي صفحة ميشيل والنظر للأمام·
مسألة أخرى مرتبطة بالتكوين والهيكلة، وهنا أقول أنه للأسف مرة ثانية وهو أن هذا المدرب كان محقا حين برر إخفاقه بغياب سياسة تكوينية صحيحة، لأنه كنا دائما نطالب للإلتفات للفئات القاعدية من أجل إنجاب لاعبين في حجم وصورة ما شاهدناه بغانا·
المنتخب: بعيدا عن شأن المنتخب، عموتا حاليا ينجز صفحة مضيئة ومشرقة في مسيرته كمدرب، وكوطته ارتفعت بعد النتائج الحالية رفقة الإتحاد، غياب الإمكانيات ولاعبون محدودون، ما سر تفوقكم؟
حسين عموتا: هو التوفيق الحاصل من الله سبحانه وتعالى، وثانيا العمل الجاد لا بد وأن يؤتي ثماره مهما طال الأمد، الواقعية، الجدية، الإنضباط، عوامل حين تجتمع فلابد أنها تمتزج بالإجتهاد لتفضي إلى الصورة والوضع المثالي الذي نحن عليه الآن، لذلك أقول أنه لا شيء مرتهن ولا هو من قبيل الصدفة، بل هو ثمرة لعمل دؤوب ومضني·
المنتخب: هل اقتربتم من لبس ثوب البطل، خاصة وأننا في مسار الخط المستقيم وترتيبكم قد يؤهلكم لكثير من الحلم رغم كل المعيقات؟
حسين عموتا: كي تكون بطلا عليك أن تجتمع فيك كثير من صفات الفريق البطل (المسير، المدرب، الملعب والجمهور)، يعني أن يكون للكل عقلية ومواصفات البطل، هذه أشياء غائبة عنا في الوقت الحالي، دون أن أكون مناورا ولا محبطا لعزيمة جمهور إتحاد الخميسات، لكن هذه هي الحقيقة لأن هذه المواصفات مجتمعة ومتوفرة لدى الغير وليس فينا، وأظن أن مباراتنا أمام الفتح كشفت هذا··
المنتخب: قلت مباراة الفتح وأنا هنا أدعوك لتوضيح مسألة لم يفهمها لا جمهور الخميسات ولا الجمهور المغربي وهي خسارتكم بذلك الشكل وما رافقها من شائعات، هل من تعقيب؟
حسين عموتا: (أقسم بالله العظيم) أنه لا أساس من الصحة لكل ما قيل أو سيقال، راجعوا شريط المباراة وستقفون على حجم الفرص التي أهدرنا وعلى وسوء الحظ الذي لازمنا·· ليس عموتا من يقبل على نفسه أن يوضع موضع مساومة رخيصة كهاته، بطولتنا هي من تلغي الفوارق بين الأول ومتذيل الترتيب، لذلك قلت مباراة الفتح لأن هزيمة واحدة كانت كافية لتخرج الجمهور عن صوابه وطوعه، وبالتالي غابت عنه صفة الجمهور البطل الذي يدفع لاعبيه للأفضل وليس لموشحات الغضب·
المنتخب: إذن لا ترى إتحاد الخميسات مؤهلا ليظفر بلقب بطولة هذا الموسم برغم موقعه الجيد في الترتيب وعروضه القوية؟
حسين عموتا: سأقول لك مسألة لا أريد لخصومنا أن يعرفونها عنا، وهي أننا نتحرك بهيكل عام مشكل من 14 إلى 15 لاعبا، ولكي تتوج بطلا عليك أن تحتكم على 23 عنصرا من نفس القيمة·· مسألة أخرى وهي أن الفوز باللقب يتطلب أشياء أخرى لا أراها موجودة فينا، لن أقول التحكيم وما هو مرتبط بقراراته، بل أشياء إن تبدي للبعض قد تسيء لنا·· أراهن من موقعي كمدرب للخميسات على تجاوز سقف 42 نقطة الذي تحصلنا عليه الموسم الماضي والمشاركة القارية·
المنتخب: من برأيك المرشح الأبرز لأن يظفر بكعكة البطولة وفق التقييم الذي قلته ووفق تحليلك السابق؟
حسين عموتا: في مقام أول أضع الجيش الملكي قياسا بإمكانياته البشرية، المادية والتجربة، إضافة إلى عامل الإستقرار وأشياء أخرى·· الجيش برأيي أبرز المرشحين لا من حيث قيمته وتاريخه ولا من حيث ترتيبه بنفس الحظوظ، أرى قدوما واثقا لأولمبيك خريبكة الذي يعرف ما الذي يخطط له، ثم هناك الجديدة في مقام ثالث، على أن المفاجأة واردة جدا من الرجاء الذي يتحسن تدريجيا، أما الخميسات فأعتقد أنها قادرة على صنع المفاجأة كي تكون في القمة وفي مرتبة لم يتوقعها الكثيرون·
المنتخب: إذا طلبت منك كمدرب أن تعطيني ولو صورة مصغرة عن طريقة تعاملك مع لاعبين لا يتوصلون بمنحهم في وقتها، ومع ذلك ترفع همتهم وتحفزهم على عطاء أفضل، أي وصفة تستعمل لذلك؟
حسين عموتا: هذا في إطار الكوتشنغ الذي يتداخل فيه السوسيولوجي مع المهني مع أشياء أخرى، حدث وأن لعبنا ضد أولمبيك خريبكة واللاعبون ينتظرون 6 منح عالقة·· الثقة المتبادلة بين المدرب واللاعب هنا تكمن كلمة السر، مسألة أخرى وهي أن السيد الكرتيلي يقوم بعمل جبار وكبير ولو أنه جاءني وقال لي بأن انتصاراتنا المتتالية ستحرجه لصرف المنح، إلا أنه وإن تأخر في الصرف يفي بالمطلوب منه، بدليل زيادته في قيمتها مؤخرا من أجل تحفيز اللاعبين·
المنتخب: لكن ما يعاب عليك هو حدة الشخصية وصرامتك الزائدة بعض اللزوم وانفعالك الكبير، هل لهذا علاقة بالكاريزما المطلوبة في المدرب؟
حسين عموتا: ليس الكاريزما، حاليا أمضي موسمي الرابع رفقة الإتحاد، قضيت سنوات مع اللاعبين تعودوا على لغة خطابي، لكني وثق بي لست ممن يؤنب لاعبا على تضييع فرصة، بل على عدم خلقها، لأن المجتهد يعجبني أنا من الذين يفضلون تحمل الضغط على أن يتحمله لاعب·
المنتخب: أمامك فرصة سانحة لتوضح إطار العلاقة بينك وبين حسن مومن، البعض يقول أن الإستشارة قائمة لحد الآن، وأن للأخير تواصل ويد في النتائج الإيجابية المحققة؟
حسين عموتا: حسن مومن لم أره منذ شهر ونصف تقريبا، وبحكم مكان انشغاله واستقراري بالرباط يحدث أن لا نلتقي إلا لمرات معدودة على رؤوس الأصابع، هي علاقة إحترام وتقدير، أما من يقول بكون حسن مومن يفك شفرة منافسينا فهذا كلام مردود عليه، لأن الرياضية والتلفزة تكفلت بذلك، وعموتا بقدر أنه متواضع فإنه أيضا يرفض مثل هذه التلميحات·
المنتخب: فريقكم يعدم الإمكانيات، ومع ذلك ترفضون تسريح اللاعبين، لماذا؟
حسين عموتا: ليس لهذا الحد، فقد كنت من المشرفين على الفريق حين فوتنا لطفي بنبوبكر وباخوش وهما مهاجمين كنا بحاجة إليهما·· أعتقد أنه قلت لك حين نلعب بالكراوي وبلبكري ل 95 بالمائة من لقاءات البطولة، فهذا معناه خصاص على مستوى التركيبة، وبالتالي لسنا مؤهلين للبيع في الظرف الحالي للأهداف المسطرة·
المنتخب: ميشيل قال أن بطولتنا ضعيفة، أكيد أنك لا تشاطره الرأي، لكن إذا قلت لك أن تضع 5 عناصر بإمكانها اللعب للمنتخب من تختار؟
حسين عموتا: في واقع الأمر بقدر الصعوبات التي عشتها ونحن نواجه أندية أسفل الترتيب كالفتح وآسفي وقفت على حجم وقوة البطولة، وهذا كلام مردود على صاحبه، لأننا نعيش الصحوة··
بخصوص اللاعبين هناك وادوش الذي أقول بالجزم أنه يستحق مكانته مع المنتخب ومع عصام الراقي، ومن خريبكة البزغودي، ثم الحراس عصام بادة وكريم فكروش ومراد فلاح، وقد يغضب البعض إذا قلت لهم أن الكراوي قياسا بما شاهدته يستحق أن يلعب للفريق الوطني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.