ونحن نتفحص الأطقم التقنية للأندية التي دخلت غمار البطولة سيتأكد أن كفة الأطر المغربية جد مرجحة مقارنة بالمدربين الأجانب، وتلك ظاهرة تستحق الوقوف عليها أكثر من مرة ونحن من تعلقت أنديتنا بالمدربين من أصحاب شواهد الميلاد الأجنبية حتى الجنون، وبات المدرب الأجنبي يشكل عقدة حقيقية لرؤساء الأندية حيث يتم التعاقد معه لمجرد أنه مدرب من خارج الحدود دون مراعاة المقاييس والمعايير التي يجب أن يتمتع بها هذا المدرب قبل التوقيع من تجربة وخبرات وشواهد وإنجازات، فلطالما لاقت جملة من التجارب الفشل الذريع ورفعت صفقات الأجانب راية الفشل ولم تجني الأندية منهم إلا الخسارة التقنية والمادية· والأكيد أنه في الفترة الأخيرة تغيرت نظرة المسؤولين إزاء المدرب الأجنبي ولم يعد يشكل تلك العقدة الحقيقية ولا سلاحا مزيفا لتحقيق النتائج، والواقع أن هذا الشعور بدأ يستشري في عرف المسؤولين منذ الموسم الماضي وخاصة في الدورات الأخيرة بعد أن طالت حالة من التمرد على المدربين الأجانب في مجموعة من الأندية لفائدة المدرب المحلي، كما كان الحال في الدفاع الجديدي مع المدرب الفرنسي براتشي وعوضه جمال السلامي والفرنسي تاردي بأولومبيك خريبكة وعوضه محمد إجاي والتونسي كمال الزواغي بالكوكب المراكشي وحل محله حسن بنعبيشة، ويبدو أن المسؤولين قد استخلصوا الدروس والعبر في العديد من الأمثلة وهو ما تأكد هذا الموسم حيث يقود 11 مدربا مغربيا الأندية مقابل خمسة أجانب، حصيلة تجسد أن زمن الإحتكار الأجنبي قد ولى وحل محله الإعتراف بكفاءة المدرب المحلي· وسيكون من الإجحاف والغلو لو أننا تنكرنا لمجموعة من المدربين الأجانب الذين أثثوا فضاء أنديتنا وقادوها نحو الإنتصارات والألقاب وساهموا بقسط وافر في تلميع صورة الكرة المغربية، نعترف أننا مدينون لمجموعة من الأسماء الأجنبية، كالبرتغاليين كابريطا وخوسي روماو والروماني براتشي والروسي يوري والأرجنتيني أوسكار فيلوني دون إستثناء أيضا بعض الأسماء مع المنتخب الوطني ولربما اللائحة ستطول في هذا الصدد، لكن هذا الإرتباط سيصبح نقطة سلبية إن ربطت الكرة المغربية نفسها ومستقبلها وخاصة الأندية بأي مدرب أجنبي· أضحى المدرب الأجنبي في الفترات الأخيرة في بطولتنا مثل اللاعبين الأجانب الذين تراجع أيضا حضورهم ومستواهم حيث همهم الوحيد هو البحث عن ملاذ لجمع المال عبر وسطاء وسماسرة يزيدون في استفحال هذه الظاهرة، فتجارب الأندية الفاشلة غنية في هذا الصدد أي تلك التي ارتبطت بالمدربين الأجانب مقابل نجاح المدرب المحلي ذلك أنه وضمن المراكز الأولى للترتيب النهائي للموسم الماضي سنجد سطوة المدربين المغاربة وإحتكارهم للمراكز الأولى عن جدارة وإستحقاق· وكان طبيعي وأمام النتائج المسجلة أن تتوسع دائرة فرص المدرب المحلي وأن تمنح له مسؤوليات حقيقية بدل العمل في الظل بعيدا عن الأضواء، لذلك برأيي ستكون هناك منافسة أخرى في بطولة هذا الموسم، منافسة ضارية بين 11 مدربا وطنيا سيحمل شعار النجاح في مهمة صعبة حيث إقناع المسؤولين والجمهور وكل من يشكك في حنكة المدرب الوطني الذي ومن دون شك ارتفعت كوطته· لذلك لن نتفاجأ إذا صعد أحد المدربين المغاربة على منصة التتويج ولن نتفاجأ إن سطع نجم مدرب مغربي·· فالموسم الحالي يقول إنه موسم المدربين المغاربة بإمتياز·· فمن يكسب يا ترى الرهان؟