يبدو أن حمدي العشير قد وجد ضالته مع نهضة بركان، بعدما قضى عدة سنوات بجمعية سلا، قبل أن يختار حمل ألوان الفريق البرتقالي، لبدء رحلة جديدة وبتحديات أكبر، إذ في موسمه الثاني، يواصل العشير تألقه رغم نحس الإصابة الذي ضربه هذا الموسم وأبعده طيلة مباريات الذهاب. ويرى العشير أن نهضة بركان بالإمكانيات التي يتوفر عليها، قادر على الذهاب بعيدا هذا الموسم، رغم أن السرعة النهائية تبقى المشكل الذي يعاني منه الفريق كل موسم، كما أكد، معتبرا أن نهضة بركان ما زال يكتسب موسم بعد الآخر خبرات وتجارب المنافسة على الألقاب. المنتخب: لم تنجحوا في تسجيل نتيجة إيجابية أمام الجيش، ماذا حدث؟ حمدي العشير: أعتقد أن المباراة كانت متكافئة، كنا نعرف أنها ستكون صعبة، نظرا لرغبة الفريقين في تسجيل نتيجة إيجابية، كل فريق كان حذرا من الآخر، الفريق العسكري باغتنا في بداية الشوط الثاني، وهو ما أربك حساباتنا، وجعل مهمتنا صعبة، رغم أننا ضيعنا أيضا عدة محاولات في المباراة، كان من الممكن إستغلالها. المنتخب: هل سيكون لهذه الخسارة تأثير على وضعيتكم في البطولة؟ حمدي العشير: لا أعتقد، لأني أعتبرها سقطة عادية، أمامنا مباريات من أجل التعويض، سنحاول نسيان هذه الهزيمة والتركيز على المباريات المقبلة، أظن أن جميع الأندية ستخسر، ولو أن الهزيمة في بعض الأحيان تكون قاسية وغير مستحقة، لأننا قدمنا مستوى جيدا، لكن النتيجة جاءت عكس طموحاتنا. - المنتخب: يعتبر نهضة بركان من الأندية التي تشكل طابور المقدمة، هل معنى ذلك أنكم تخططون للمنافسة على اللقب في الدورات المتبقية؟ حمدي العشير: المنافسة على اللقب تبقى حق مشروع لفريق اجتهد كثيرا في السنوات الأخيرة على جميع المستويات، وتألق بمستوياته الجيدة، حيث هناك نية من أجل الصعود يوما ما على منصة التتويج، نتمنى أن نواصل السير على نفس الخطى، ولما لا مفاجأة الخصوم هذا الموسم، عبر حسم المواجهات المباشرة التي تنتظرنا، هذا هو الأهم الذي نسعى لتحقيقه في المرحلة المتبقية، لذلك نلعب جميع المباريات بهدف واحد وهو الفوز. - المنتخب: برأيك، هل لنهضة بركان الإمكانيات من أجل الحفاظ على نفس المستوى أو المنافسة على اللقب، خاصة في المرحلة المقبلة والحاسمة؟ حمدي العشير : أهم شيء في مثل هذه المرحلة هي الثقة في النفس والإيمان بالحظوظ، طبعا لن أقلل من قيمة فريقي نهضة بركان، ولن أبخس حظوظه للفوز باللقب، سنلعب وكلنا آمال لمواصلة المنافسة إلى آخر نقطة من المنافسة، أؤكد أن لدينا جميع الإمكانيات للذهاب بعيدا هذا الموسم، كالتقنية والمالية والبشرية وغيرها من الأمور التي تتطلبها المنافسة على اللقب. - المنتخب: يبدو أن هناك تصميم كبير منكم من أجل تحقيق شيء ما هذا الموسم؟ حمدي العشير: فعلا، هناك إرادة جماعية من كل فعاليات الفريق للتوقيع على موسم جيد، لأن هناك إجماع لكي لا يخرج نهضة بركان خاوي الوفاض هذا الموسم، سواء بالفوز باللقب أو إنهاء الترتيب في أحد المراكز المؤدية للمشاركة في المنافسة الإفريقية. نهضة بركان في الواقع لم يعد يرضيه المنافسة من هدف تنشيط البطولة، بل بلا بد من تحقيق أهداف مهمة ترضي جميع المكونات، وتوازي جموحاتنا التي أصبحت دائرتها تتسع موسم بعد الآخر. - المنتخب: لكن ما يعاب على نهضة بركان هي السرعة النهائية، إذ دائما ما يتراجع في الدورات الأخيرة، وتخونه الأمتار الأخيرة؟ حمدي العشير: هذا شيء طبيعي، لأن نهضة بركان يعيش نقلة نوعية على مستوى التدبير والتسيير، وهناك تطور كبير في هذين المجالين، لا يمكن تحقيق جميع الأهداف بين عشية وضحاها، بل لا بد من الوقت، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنافسة على الأهداف. شخصية البطل وثقافة الألقاب تأتي تدريجيا، ونهضة بركان بطريقة تدبيره الحداثية يتوق للوصول لذلك، إذ من الطبيعي أن تخوننا السرعة النهائية، لكن يجب الإشارة أن نهضة بركان يكبر موسم بعد الآخر، ويُكوَن لنفسه شخصية قادرة على مقارعة الكبار والمنافسة بشراسة على الألقاب. - المنتخب: ربما هذا ما يفسر مثلا ضياع لقب كأس العرش قبل موسمين، وكذا الخروج المبكر من كأس الكونفدرالية الإفريقية؟ حمدي العشير: كما أشرت، فإن نهضة بركان يتطلع لدخول خانة كبار الأندية، وما بلوغه هذين الهدفين، بلعبه نهائي كأس العرش والمشاركة في المنافسة الإفريقية إلا دليل على المخطط الجيد الذي يسير فيه، حيث تأكد أنه أصبحت لنهضة بركان جرأة المنافسة على الألقاب، فرغم أن الفريق البركاني لم يفز بكأس العرش وخسره أمام الفتح، وخرج مبكرا عندما شارك في كأس الكونفدرالية، إلا أن التجربتين كانتا مهمتين ومفيدتين للفريق، في انتظار المزيد. - المنتخب: ماذا ينقص نهضة بركان ليفوز بلقب البطولة؟ حمدي العشير: أريد التأكيد أن الطريق الذي يسير فيه نهضة بركان ينذر أنه يوما ما سيطلع هلال لقب البطولة، لكن ما ينقصنا هو بعض الوقت لتكون لدينا شخصية البطل، لأن المغرب التطواني مثلا اشتغل سنوات ليحقق اللقب، وهو مثال حي أن كل فريق يخطط ويشتغل باحترافية فإن النجاح لا بد أن يحالفه، بل لا يمكن أن يذهب الجهد الذي يقوم به المسؤولون سدى، بل لابد أن يثمر يوما ما بلقب. - المنتخب: الكثيرون يعتبرون أن الاستقرار يبقى أحد المميزات الإيجابية لهذا الفريق؟ حمدي العشير: نحن نفتخر بحملنا ألوان فريق يضرب به المثل من حيث الاحترافية التي تميز المكتب المسير، لأنهم يوفرون لنا كل الحاجيات ولا نشكو أي خصاص، خاصة الشق المتعلق بالمالي، أعتبر نهضة بركان نموذجا من حيث التدبير العقلاني، الذي يبقى واحدا من نقاط قوة هذا الفريق. - المنتخب: يبدو أنك تشعر بارتياح كبير، وأنت تخوض موسمك الثاني مع النهضة؟ حمدي العشير: أشعر أني أحسنت الاختيار بالتحاقي بنهضة بركان، لأن كل الأجواء تساعد هنا على ممارسة الكرة دون مشاكل، حيث يحفزك الكل هنا من أجل تقديم أفضل عطاء، لن أبالغ عندما أؤكد أن اللاعب الذي يريد النجاح في مشواره، عليه أن يلتحق بنهضة بركان، ما دام أن الاستقرار هو من أسباب النجاح. لا نشعر أيضا بضغط الجمهور الذي أعتبره مثاليا وشغوفا ويدعم الفريق بطريقة حضارية، أعتقد أن الضغط الوحيد الذي يشعر به اللاعبون هو المتعلق بمسؤوليتنا، لأن كل لاعب يضع كل إمكانياته من أجل إرضاء وإسعاد المسؤولين والجمهور، نشعر في الواقع بالخجل عندما لا نحقق نتيجة إيجابية، أمام الأجواء المثالية للفريق. - المنتخب: لعبت 6 سنوات بجمعية سلا، ألم تجد صعوبات كثيرة من أجل التأقلم مع أجواء فريق يطمح ليكون دائما مع الأوائل؟ حمدي العشير: السنوات الست لم تزدن سوى تجارب وخبرات وصقلت مواهبي، بدأت مشواري مع الأهرام البيضاوي في الهواة وبعده إنتقلت لجمعية سلا، ومع هذا الفريق اكتسبت تجارب جيدة، حيث مارست مع الفريق السلاوي في القسمين الأول والثاني، لذلك استفدت كثيرا، ما جعلني أتأقلم بسرعة مع الأجواء ببركان ولو أني ما زلت أطمح للمزيد مع هذا الفريق. - المنتخب: لكن يبدو أنك تأخرت في الرحيل عن جمعية سلا بعدما قضيت معه 6 سنوات، إذ دائما ما كانت أخبار تؤكد رحيلك؟ حمدي العشير: صحيح كان من الممكن أن أرحل عن جمعية سلا في موسمي الثاني أو الثالث، لكن لم يكتب لي ذلك، رغم أني كنت أتوصل بعروض مغرية وازنة، لعدة أسباب كرفض إدارة جمعية سلا تسريحي أو الإصابة، قبل أن يتحقق لي ذلك في الموسم الماضي، على أي غادرت جمعية سلا، ولست نادما على السنوات التي قضيتها معه. - المنتخب: لكنك فاجأت الجميع وقتها بانتقالك لنهضة بركان، لأنه لم يكن منتظرا أمام العروض التي تلقيتها؟ حمدي العشير: فعلا كانت لي عروضا مهمة ومن أندية وازنة، حيث كان لي اتصال مباشر بهم، وعرضوا على الإنتقال لأنديتهم، خاصة أني اتفقت مع إدارة جمعية سلا بأن الوقت قد حان للرحيل، إتصل بي الرجاء والوداد والجيش والمغرب التطواني، لكني اخترت نهضة بركان، بعد اتفاق مع وكيل أعمالي الذي شجعني أيضا وأكد لي أني لن أندم، خاصة أن عرض الفريق البركاني كان في المستوى، وشجعني أيضا للالتحاق به. - المنتخب: لم تكن محظوظا هذا الموسم، بعدما أبعدتك الإصابة لفترة طويلة؟ حمدي العشير: فعلا غبت عن المباريات طيلة مرحلة الذهاب بسبب إصابة أبعدتني طويلا على مستوى الساق، تعلم أن أقسى شيء على لاعب الكرة هو الابتعاد مكرها عن المباريات بسبب الإصابة، لذلك مررت بفترات نوعا ما صعبة، لكن نجحت في العودة في مرحلة الإياب، وكانت عودتي ناجحة بعدما سجلت هدف الانتصار في أول مباراة لي الفتح، ومع ذلك ما زلت أتوق لتقديم المزيد لتدارك ما فات. - المنتخب: أين تكمن قوة نهضة بركان؟ حمدي العشير: قوتنا في الدفاع، حيث نخوض المباريات وطموحنا أن لا تسجل علينا الأهداف، خاصة أننا نملك مدافعين من الطراز الكبير، يشكلون قوة إضافية، حيث يصعب على الأندية الني نواجه أن تسجل علينا الأهداف، كما أن قوتنا أيضا في الهجمات المرتدة التي دائما ما تشكل خطرا على خصومنا، وغالبا ما نسجل منها أهدافا مهمة. نحن نشتغل كثيرا على الجانب التكتيكي ونستفيد من تجربة وخبرة المدرب رشيد الطوسي، الذي نتعلم منه الكثير من الأمور التقنية والتكتيكية. - المنتخب: الكثيرون يؤكدون أيضا أن الملعب يبقى من الجوانب المهمة التي تلعب لصالحكم؟ حمدي العشير: فعلا تجد أغلب الأندية صعوبة من أجل الإستئناس بأجواء ملعبنا، خاصة العشب الاصطناعي الذي نعرف نحن كيف نتعامل معه ونستفيد منه، ناهيك عن الجمهور القريب من أرضية الملعب، ومع ذلك لا يمكن الانتقاص من قيمة المجهود الذي تقوم جميع مكونات الفريق، من طاقم تقني ولاعبين ومسيرين وجمهور. - المنتخب: هل طموح العشير البقاء مع نهضة بركان أو تغيير الأجواء؟ حمدي العشير: كما أكدت أنا مرتاح داخل هذا الفريق، ووجدت كل ما كنت أبحث عليه، لكن تبقى هناك جموحات يسعى أي لاعب تحقيقها، حاليا أجهل مستقبلي خاصة أني مازلت مرتبطا مع فريقي بعقد، كان هناك حديث عن إمكانية تجديد عقده مع نهضة بركان، وهناك أيضا عروض من الخارج، سنرى مستقبلا ما يمكن أن يحدث، ولننتظر نهاية الموسم، خاصة أن هناك رهانات مهمة مع الفريق، تستدعي الكثير من التركيز. - المنتخب: تابعنا طفرة نوعية للاعبين المحليين بالمنتخب المغربين حيث استدعى رونار مجموعة من الللاعبين لوديتي بوركينافاسو وتونس، ما رأيك في الخطوة التي أقدم عليها مدرب الأسود؟ حمدي العشير: طبعا كانت خطوة أعتبرها جد هامة، وتؤكد حرص رونار على متابعة لاعبي البطولة، هي رسالة من رونار مباشرة للاعبي البطولة، تؤكد أن كل لاعب تألق إلا ويحظى بثقته، صراحة أسعدني أن أتابع هؤلاء اللاعبين وهم ينضمون لمعسكر الأسود، ومنهم من تألق في المباراتين، أنا متأكد أن لاعبي البطولة تحمسوا من أجل الانضمام للمنتخب المغربي وإقناع رونار، الشيء الذي سيكون له تأثير كبير على مستوى الأندية والبطولة ككل.
