الأفارقة جنوب الصحراء سحبوا البساط من المحليين والأندية تستثمر فيهم أصبح معظم الأجانب الممارسين بالبطولة الوطنية يتخذون من البطولة الوطنية قنطرة عبور نحو أوروبا أو الخليج،ووجهت الأندية الوطنية بوصلتها لمختلف الجنسيات خاصة اللاعبين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين ضيقوا الخناق على المحليين الذين بات تألقهم محدودا على رؤوس الأصابع. تهافت الأندية مع إنطلاق بطولة هذا الموسم عززت الأندية المغربية صفوفها بمجموعة من اللاعبين الأجانب أغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء،ولقيت معظم الفرق ضالتها في هؤلاء اللاعبين وبسطت لهم الطريق لنيل الرسمية شريطة تقديم الإضافة المرجوة. ومع هذا المعطى بات اللاعب المغربي سواء في بطولة القسم الوطني الأول أو الثاني وفي الهواة أيضا يعاني في ظل اهتمام معظم الأندية بالأجانب وعدم اكتراثها بالمنتوج المحلي،وهذا ما أفرز تواجد مجموعة من الجنسيات بالبطولة منها من يقدم الإضافة ومنها ما يعتبر مستواه محدود ويقطع الطريق على الشبان. الإستثمار في الأجانب أصبحت بعض الأندية الوطنية تستقطب لصفوفها لاعبين شبان من إفريقيا جنوب الصحراء لا يتجاوزون سن الثامنة عشرة وتلحقهم بمراكز التكوين على أساس الإستثمار فيهم فيما بعد باعتبار أنهم يوفرون أموالا في خرينة النادي بعد إلتحاقهم بعالم الإحتراف. وأكيد أن شبان الأندية من اللاعبين المحليين يتضررون أكثر في ظل المنافسة الشديدة التي يجدونها مع هؤلاء الأجانب وعلى سبيل المثال فإن الفتح الرباطي الذي توج شبانه أبطالا للمغرب الموسم الماضي وجه بوصلته هو أيضا للأجانب ولم يعد يهتم كثيرا بأبنائه بالنظر للتشكيلة الحالية التي يؤثث فضاءها لاعبون متقدمون في السن وآخرون أفارقة. لاطير يودع الجديدة رغم أن فارس دكالة وجد مهاجما من الطراز الرفيع إسمه الشيخ دابو،فإن الفريق ارتكب أكبر خطأ بتسريحه للمهاجم باب لاطير نداي للظفرة الإماراتيلأن الدفاع الجديدي مقبل على منافسة إفريقية تستلزم خط هجوم قوي وعناصر بتجربة كبيرة. لا طير كان همه الأول والأخير هو دخول تجربة احترافية وليس نيل لقب مع الفارس الدكالي الذي كان ينبغي لمسؤوليه أن يوفروا للاعب كافة الظروف ليساعد الفريق الذي ينافس هذا الموسم على أكثر من واجهة. باب لاطير نداي والذي سجل تسعة أهداف أكيد أن رحيله سيترك فراغا في هجوم الفريق ومغادرته من المنتظر أن لا تخلف صدى طيبا لدى الجمهور الدكالي باعتبار أن الكل كان يعول عليه في الفترة المقبلة. جيرار يفعلها في أكادير منذ مدة أعلن الإيفواري جيرار أنه يتخذ من البطولة المغربية جسر عبور نحو عالم الإحتراف،لذا فهو ظل يشتغل بصمت في الحسنية ومسؤولو الفريق قدموا له كافة الدعم حتى اشتد عوده ليلتحق بنيوشاتل السويسري سرا في خطوة مفاجئة اتخذها دون علم المكتب المسير لفارس سوس. جيرار لم يقتنع بالبطولة المغربية التي فتحت له فيها كافة الآفاق،وأكيد أن كافة مواطنيه الممارسين بالبطولة تساورهم نفس الرغبة وهي معانقة أندية خارج المغرب خاصة وأن عالم المال أصبح هو المتحكم الأول في اللعبة،ما يعني أن تبليل القميص لم يعد مرتبطا بقيمة النادي الذي تدافع عن ألوانه. الأجانب قطعوا الطريق لم يعد يسطع نجم اللاعبون المغاربة في الأندية الوطنية بقدرم ما يتألق معظم الأجانب وهذا المعطى ساهم في إضعاف منتخب المحلين. بالنظر لقائمة هدافي الأندية الوطنية نجد أن الأجانب يستحوذون على معدلات التهديف،وبات المهاجم المغربي الذي يتدرج في مختلف فئات النادي عملة نادرة وصعب البحث عنها في ظل التضييق الذي يعيش على إيقاعه. عموما أملنا أن تهتم الأندية الوطنية باللاعبين المغاربة من القاعدة لأن المنتخب الوطني بحاجة إلى لاعبين لتدعيم صفوفه في المستقبل،وإذا ما قتلنا روح التنافسية في لاعبينا وقدمنا كامل الدعم للأجانب سنكون بذلك قد ساهمنا في تدمير كرة القدم الوطنية.