دعا محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية ومقارنة الأديان بكلية الدراسات الإسلامية بالدوحة الحكام العرب إلى الاستفادة من الدرس المغربي قبل فوات الأوان، قائلا "من لم يقع منهم في الفخ عليه الإسراع باعتماد منهج الإصلاح الوقائي"، موضحا أن اللحظة التاريخية التي تمر منها مجتمعاتنا العربية، تؤكد أن الدول التي كان من المفروض أن تعمل الإصلاح الوقائي، واتجهت للثورة المضادة، وفضلت النزاع بين"الحاكم والمحكوم وبحثت عن "كسر العظام" أدت بكثير من بلداننا إلى الدخول في أزمة المتاهات. الشتقيطي الذي حل ضيفا مساء أمس السبت على برنامج "حديث الثورة" حول موضوع "التجربة الإصلاحية بالمغرب الدروس والنتائج" الذي تبثه قناة الجزيرة بقطر" أكد أن السبب الأساسي لقيام الثورات هو تخلف الدولة عن الشعب، مبرزا أن حينما تتخلف الأسرة الحاكمة عن استيعاب الديناميكية الاجتماعية تبدأ الإنفجارات والفوضى"، في حين أن القيادة المغربية أدركت أنه لا ينبغي لها أن تكون متخلفة عن الشعب في مسار الإصلاح، مؤكدا أن "قوة الدولة المنسجمة هي التي تتوحد فيها إرادة الحاكم بالمحكوم". المتحدث نفسه اعتبر أن "تاريخ الثورات، هو تاريخ حدود وليس صراع وجود"، يبتدئ بمطالب جزئية وجهالة من يمسكون بالسلطة وعنادهم هو الذي يؤدي إلى الفوضى والانفكاك في المجتمع"، حيث أكد أن "ملك المغرب أعاد تعريف العلاقة بين الحاكم والمحكوم حينما استوعب المطالب وعمل إصلاحات دستورية"، معتبرا أن المغرب حاليا هي "الدولة الوحيدة التي يشعر مواطنوها بالأمان، عكس الدول العربية سواء التي وقعت فيها الثورات أم التي تعيش بركانا في أحشائها"، مشيرا إلى أن "الواقع يقتضي مستوى من المصالحة بين الشعوب في مراحل التحول التاريخي، بهدف استئناف الإصلاح الوقائي الذي هو بديل الثورة المضادة". وعبر الشنقيطي عن سروره بالمغرب، مؤكدا أنه "لازال لدينا حاليا نموذج للجمهوريات العربية في تونس ونموذج للملكيات العربية في المغرب لمن أراد تغليب صوت الحكمة والإصلاح الوقائي في المستقبل"، موضحا أن خصوصية الدولة المغربية هو انه" لا تحكمه أسرة ملكية بل يحكمه الملك وحده، وأسرة الملك مش داخلة في السياسة"، وأوضح أن" الإسلاميين في المغرب كما هو حال في تونس يركزون على القيم السياسية، أكثر من تركيزهم على جزئيات الخلاف مع الآخرين".