استغرب الكثير من سكان شمال المملكة، الحالة المزرية التي أصبحت عليها أشجار النخيل، خصوصا بطنجةوالناظور، متسائلين عن السبب الرئيسي وراء ذلك. "اليوم24″، من خلال هذا الروبورتاج، تكشف أسرار الخراب الذي لحق بأشجار النخيل خصوصا تلك المغروسة وسط الناظور بشارع محمد الخامس والحسن الأول والحي الإداري، حيث أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة المواطنين، بعد أن نخرت "سوسة النخيل الحمراء" جذوعها، وأصبحت آيلة للسقوط في أية لحظة، وذلك في غياب تام للسلطات المحلية وبلدية الناظور باعتبارها الجهة المختصة. وعلم الموقع، من مصادر مختصة، أن مرض "سوسة النخل الحمراء" هو حديث الظهور بالمغرب، حيث دخل خلال سنة 2008 عبر إسبانيا عن طريق مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين، إلى إقليمطنجة، قبل أن تنتشر العدوى إلى إقليمالناظور سنة 2016، وهو مرض يضرب قلب أوراق أشجار النخيل العملاقة، حيث تصيب "الجذع الرئيسي" للأشجار. وينتشر المرض من شجرة لأخرى وحتى إن كانت حديثة، كما للحشرة قدرة على الطيران لمسافات بعيدة، حيث تطير لمسافة 800 متر إلى 1200م طيران متواصل ولعدة كيلو مترات طيران متقطع، مما يساعد على سرعة انتشارها. وفيما يسجل غياب تام لأي تدخل من الجهات المعنية للحد من المرض، تبقى مصلحة حماية النباتات، التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، الجهة الوحيدة التي تتدخل من أجل الحد من انتشار المرض، وذلك عبر وضع مجموعة من الأدوية الخاصة لكشف المرض المبكر لبعض أشجار النخيل الجديدة، وللوقاية والعلاج والحد من الإنتشار بخصوص الأشجار الأخرى القديمة منها.