في الوقت الذي يسود فيه الاعتقاد بأن المغاربة من أكثر الشعوب كرما وسخاء، يبدو أن لتقرير معهد غالوب، حول أكثر شعوب العالم سخاء في الجانب التطوعي، رأي آخر. إذ حصل المغرب على رتبة متدنية جدا فيما يخص الشق المتعلق بالتبرع بالأموال لجهات خيرية بتحقيقه لمعدل 5 في المائة فقط، متذيلا بذلك الترتيب العالمي في هذا المؤشر، متقدما على اليمن بثلاث نقاط فقط، وهي التي حصلت على 2 في المائة. على مستوى المعدل العام للمؤشر، حصل المغرب على 26 نقطة من مائة نقطة، ليحل بذلك في الرتبة 106 عالميا، علما أن المؤشر اعتمد في تقييمه على ثلاثة مؤشرات رئيسة، أولها التبرع بالمال للجمعيات الخيرية، يليه مؤشر التطوع بالوقت لخدمات منظمات خيرية، ثم المؤشر الثالث، يتعلق بمدى مساعدة السكان للغرباء وأشخاص لا يعرفونهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المؤشرين الأخيرين لم ترد فيهما معطيات تتعلق بالمغرب. أكثر الدول سخاء وإقبالا على المجال التطوعي في العالم، تصدرت إندونيسيا اللائحة بحصولها على 59 نقطة من مائة نقطة، تليها بالمعدل نفسه أستراليا، ثم نيوزيلاندا والولايات المتحدة ب 58 نقطة لكل منهما، تليهما إيرلندا في الرتبة الخامسة ب65 نقطة، ثم كينيا ب54 نقطة، ثم ميانمار والبحرين بحصولهما على التوالي على معدل 54 و53. فيما يخص مؤشر التبرع بالأموال للجانب الخيري، حصلت تونس، أيضا، على معدل متدن لم يتجاوز 7 في المائة، متفوقة بذلك بنقطتين على المغرب، إلى جانب موريتانيا بنسبة 8 في المائة. على المستوى العالم حلت “ميانمار” في الرتبة الأولى، باعتبارها أكثر شعوب العالم استعدادا للتطوع بالمال لصالح الأعمال الخيرية بنسبة 88 في المائة، تليها إندونيسيا بنسبة 78 في لمائة، ثم أستراليا بنسبة 71 في المائة. ويبدو أن الإندونيسيون الأكثر استعدادا لتخصيص جزء من وقتهم لخدمة منظمات خيرية بنسبة 53 في المائة، يليهم الليبيريون بنسبة 47 في المائة ثم الكينيون ب45 في المائة، وهو المعدل نفسه، الذي حققه السيرلنكيون، متفوقون بذلك ب5 في المائة على الأستراليين والإيرلنديين. وعلى النقيض تماما، حققت مصر معدلا متدنيا في هذا الجانب بحصولها على 6 في المائة فقط، وهو المعدل الذي تتقاسمه مع دول رومانيا وصربيا واليمن، فيما حصلت بلغاريا على نسبة 5 في المائة. أما فيما بخص مؤشر مساعدة الغرباء، فالليبيون أكثر الشعوب مساعدة للأجانب والغرباء بتحقيقهم معدل 83 في المائة، يليهم العراقيون بنسبة 81 في المائة، ثم الكينيون والليبريون ب80 في المائة لكل منهما.