أثار مقتل شاب إثيوبي على يد شرطي إسرائيلي، يوم الأحد الماضي، في بلدة كريات حاييم في شمال مدينة حيفا، غضبا في أوساط اليهود الإسرائيليين من ذوي الأصول الإثيوبية، ما دفع الآلاف منهم إلى الخروج في مظاهرات متواصلة، منذ الاثنين الماضي، تنديدا بالعنصرية الممنهجة ضدهم. وأغلق المتظاهرون طرقات رئيسية في عدد من المدن، وأشعلوا إطارات السيارات، ونددوا بما يرون أنه تمييز ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية. وتقول الشرطة إنها اعتقلت 136 شخصا، وأن 111 ضابطا أصيبوا بجروح، وألقيت عليهم الحجارة، والزجاجات، والقنابل الحارقة. وقتل “سلمون تيكا، يرجح أن عمره 18 أو 19 سنة، مساء الأحد الماضي، في بلدة كريات حاييم في شمال مدينة حيفا. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن الشرطة قولها إن الشرطي القاتل كان خارج الخدمة، إذ كان، يوم الأحد، مع زوجته، وأطفاله الثلاثة في متنزه، ولاحظ مشكلة بين عدد من الشبان في مكان قريب، فاقترب منهم، وعرّفهم على نفسه بأنه شرطي، إذ حينها شرعوا في رشقه بالحجارة. وزعم الشرطي أن حياته كانت في خطر، حينما أطلق النار، ولكن هيأة البت الإسرائيلية، قالت إن قيادة الشرطة أعربت عن “شكوكها” بشأن شهادة الشرطي. وأفرجت محكمة الصلح الإسرائيلية، في وقت سابق، عن الشرطي، الذي أطلق النار على الشاب الإثيوبي، ولكنها فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله لمدة 15 يوما. وأثار الحادث غضبا في أوساط اليهود الإثيوبيين في إسرائيل، الذين يقولون إن شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة، لأنهم من ذوي البشرة السوداء. وفي نهاية العام 2014، قدر مكتب الاحصاء الإسرائيليين الإثيوبيين بنحو 135 ألفا، ولد نحو 50 ألفا منهم في إسرائيل، وينحدر معظمهم من مجتمعات كانت منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية. كما نقل إلى إسرائيل أكثر من مائة ألف من اليهود الإثيوبيين بين الثمانينات والتسعينات. وتقول المجموعة اليهودية الإثيوبية إنها تواجه باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة.