بعد الجدل الحاد الذي أثاره فيديو يوثق قنص سياح خليجيين للمئات من طيور القمري (كَريكَر) بإحدى المحميات الخاصة بضواحي مراكش، فتحت لجنة رسمية مختلطة، ابتداءً من الجمعة الماضي، تحقيقا إداريا في شأن ما اعتبره ناشطون في حماية البرية «مجزرة بيئية»، وقد عهد والي جهة مراكشآسفي، كريم قاسي لحلو، للجنة المذكورة، المكونة من السلطة المحلية، المديرية الجهوية للمياه الغابات ومحاربة التصحر، والقسم الاقتصادي وقسم الشؤون الداخلية بولاية الجهة، بالانتقال إلى عين المكان بإحدى المحميات بضواحي المدينة، التي شهدت رحلة القنص الجماعية المثيرة للجدل، ورفع تقرير إليه في غضون الأيام القليلة المقبلة. وتزامنا مع التحقيق الإداري الجاري أمرت النيابة العامة المختصة القيادة الجهوية للدرك الملكي بفتح بحث قضائي تمهيدي، والذي من المقرّر أن تستهله الضابطة القضائية بالاستماع إلى المسؤول القانوني للشركة السياحية الخاصة المنظمة لرحلة القنص، وهي المسطرة التي تأخرت بسبب وجوده خارج أرض الوطن. واستنادا إلى مصدر مسؤول بولاية الجهة، فإن رحلة القنص نظمتها شركة خاصة، تُدعى «شاص سمير»، بإحدى المحميات الخاصة بمنطقة «زمران» بإقليم قلعة السراغنة، وهي الرحلة التي استغرقت أربعة أيام وشاركت فيها مجموعة مكونة من 25 سائحا كويتيا، موضحا بأن الشركة المعنية حصلت على ترخيص من ولاية الجهة لتنظيم رحلات القنص، خلال شهري يوليوز وغشت، على ألا يتجاوز العدد المسموح بقنصه 50 طائر قمري للسائح الواحد،مضيفا بأن المنطقة شهدت،خلال الفترة الممتدة من يوليوز حتى 15 غشت الجاري، توافد 84 سائحا خليجيا بينهم 69 سائحا كويتيا. وتابع المصدر نفسه بأن مسؤولي الشركة الخاصة يقولون بأن عدد الطيور التي تم قنصها، خلال يومين، لم يتجاوز 735 طائرا، وهو ما يتنافى مع التصريح الذي أدلى به أحد السائحين الخليجيين الذين ظهروا في الشريط، والذي أكد بأن العدد وصل إلى 1490 طائرا خلال الحصة الصباحية من واحد فقط. هذا، وتؤكد مصادر مطلعة بأن الشركة الخاصة اعتادت على تنظيم رحلات سياحية جماعية للقنص مقابل 24 ألف درهم لكل سائح، وتشمل الاستقبال بمطار «المنارة» الدولي مراكش، والإقامة بفيلات راقية، والحصول على رخص الصيد من الجهات الرسمية، وتوفير بنادق إيطالية و250 طلقة لكل سائح،خلال الرحلة التي تمتد لمدة 6 أيام، منها 4 أيام مخصصة للقنص في محميات بأقاليم الرحامنة والسراغنة والحوز.