أصدر المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل) بالحزام الجبلي ببني ملال بيانًا للرأي العام، عبّر فيه عن استغرابه الشديد مما اعتبره مخرجات سلبية للزيارة التي قام بها المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم 19 دجنبر 2025، إلى ثانوية سيدي اعمر أوحلي التأهيلية بمدينة أغبالة. وأوضح البيان أن اللقاء، الذي حضره عدد من الأستاذات والأساتذة وأعضاء جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، كشف عن تعاطٍ وصفته النقابة بغير المسؤول من طرف المدير الإقليمي، في ظل عرض الأطر التربوية لجملة من الاختلالات البنيوية التي تعاني منها المؤسسة، على رأسها الخصاص الحاد في أبسط التجهيزات التربوية، من بينها الطبشور، إضافة إلى تعذر استغلال سبع حجرات دراسية بسبب تسربات مياه الأمطار من أسقفها، ما جعل بعضها خارج الخدمة منذ الموسم الدراسي الماضي، وهو ما يشكل، حسب البيان، خطرًا مباشرًا على السلامة الجسدية والمعنوية للتلاميذ والأطر التربوية. وسجل المكتب المحلي، في السياق ذاته، الوضعية المأساوية التي يعيشها نزلاء القسم الداخلي، نتيجة النقص الكبير في الأغطية وغياب وسائل التدفئة، وهو ما يزيد من معاناة التلاميذ، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها مناطق الحزام الجبلي. وبحسب المصدر نفسه، فقد انحصر رد المدير الإقليمي، خلال اللقاء، في الإصرار على إلزام الأطر التربوية بالعمل داخل الحجرات غير الآمنة والآيلة للسقوط، دون اتخاذ أي تدابير وقائية، وفي تجاهل لمعايير السلامة، رغم تدخلات وُصفت بالإيجابية من طرف مفتشي الشؤون المالية المرافقين له، الذين حاولوا البحث عن حلول عملية لهذه الإشكالات. وأضاف البيان أن المسؤول الإقليمي عمد إلى تحويل النقاش نحو قضايا ثانوية مرتبطة بتدبير الموارد البشرية، وامتنع عن معاينة الحجرات المتضررة، مكتفيًا بتقديم وعود اعتبرتها النقابة "وهمية"، سبق أن تلقتها خلال لقاء سابق بالمديرية الإقليمية في 10 شتنبر 2025. وأمام ما وصفه بالوضع المقلق، أعلن المكتب المحلي للرأي العام إدانته الشديدة لاعتقال الأستاذة نزهة مجدي وتنفيذ حكم وصفه بالجائر في حقها، معتبرا ذلك مساسًا بحرية وكرامة الشغيلة التعليمية، كما طالب المدير الإقليمي بمراجعة أسلوبه في التدبير والتواصل، محذرًا من أن استمرار ما سماه بالحوار الديماغوجي سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان داخل المؤسسات التعليمية. كما دعا البيان المديرية الإقليمية إلى توفير التجهيزات الضرورية بالمؤسسة، وطالب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لمشكل الحجرات السبع غير الصالحة للتدريس، حفاظًا على سلامة التلاميذ وصونًا للزمن المدرسي، إلى جانب إحداث مركز لتصحيح الامتحانات الوطنية والجهوية بالحزام الجبلي ابتداء من الموسم الدراسي الحالي. وطالب المكتب المحلي أيضًا ببرمجة لقاءات تأطير تحت إشراف المؤطرين التربويين بمؤسسات الحزام الجبلي، ضمانًا لحق الأطر التربوية في التكوين المستمر، والإسراع في صرف تعويضات الحراسة الخاصة بالموسم الدراسي المنصرم. وختم المكتب المحلي بيانه بالتأكيد على فقدانه التام للثقة في المديرية الإقليمية، محمّلًا إياها كامل المسؤولية عما قد تؤول إليه الأوضاع، بسبب ما اعتبره نهجًا متكررًا قائمًا على الوعود الشفهية وتجاهل المطالب المشروعة للشغيلة التعليمية.