اتهمت الأممالمتحدة، في وقت متأخر من ليلة أمس، السلطات المغربية والإسبانية باستخدام "القوة المفرطة" في التعامل مع نحو ألفي مهاجر غير نظامي حاولوا اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين المغرب ومدينة مليلية الخاضعة لإدارة إسبانية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، "صدمتنا بقوة صور العنف الذي رأيناه على الحدود بين المغرب وإسبانيا، مما أدى إلى مقتل العشرات من البشر أو طالبي اللجوء أو المهاجرين"، مضيفا، "رأينا أيضا استخدام القوة المفرطة من قبل السلطات، الأمر الذي يحتاج إلى التحقيق لأن ما حدث لا يمكن قبوله". ويرى المسؤول الأمي، أن "هناك التزامات تقع على الدول بموجب القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين"، مؤكدا أنه "يجب احترام حقوق الأشخاص الذين يتنقلون.. وسنستمر في تشجيع الدول الأعضاء (في منظمة الأممالمتحدة) على دعم ما اتفق عليه الكثير منهم فيما يتعلق بالاتفاق العالمي بشأن الهجرة". وردا على أسئلة صحفيين بشأن المقصود بالسلطات التي استخدمت "القوة المفرطة" إزاء المهاجرين في مليلية، أجاب دوجاريك، "رأينا ذلك على جانبي الحدود (يقصد السياج الحدودي لمليلية المحتلة)". وكانت السلطات المغربية أكدت أن حصيلة القتلى من المهاجرين المشاركين في محاولة اجتياز السياج المحيط بمدينة مليلية المحتلة الجمعة الفائت، ارتفعت إلى 23 قتيلا من المهاجرين غير القانونيين الذين كانوا ضمن تعداد المصابين خلال عملية الاقتحام جراء مضاعفات الإصابات البليغة التي كانوا يعانون منها. وأوضح المصدر ذاته أنه، وأثناء تدخل القوات العمومية لإحباط هذه العملية، التي عرفت استعمال المقتحمين لأساليب جد عنيفة، تم تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 5 إصابات خطيرة، فيما جرى تعداد إصابة 76 من المقتحمين جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج.