رغم مرور خمسة أيام على فوزه بولاية رابعة في المؤتمر 12 للحزب في بوزنيقة، لم يتوصل إدريس لشكر الكاتب الاول لحزب الإتحاد الاشتراكي بعد بتهنئة ملكية. وجرت العادة أن يُوجه الملك محمد السادس برقيات تهنئة إلى الأمناء العامين للأحزاب السياسية عقب انتخابهم أو إعادة انتخابهم، اعترافا بقيمة الممارسة الديمقراطية داخل التنظيمات الحزبية وتشجيعًا لاحترام التداول على القيادة. غير أن انتخاب إدريس لشكر لولاية رابعة على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بطريقة خلفت امتعاضا سياسيا، قوبل بصمت من القصر، حيث لم تصدر برقية التهنئة التقليدية التي دأب القصر على إرسالها في مثل هذه المناسبات لقادة الأحزاب المنتخبين. وفي وقت تعتبر البرقيات الملكية جزءًا من الطقوس السياسية المؤطرة لعلاقة المؤسسة الملكية بالأحزاب. فهي لا تشكل في بعدها الرمزي مجرد تهنئة بل اعترافا بشرعية القيادة المنتخبة وبسلامة المسار الديموقراطي للمؤتمر. وبالتالي فإن غياب البرقية أو تأخرها حسب مراقبين بعد انتخاب إدريس لشكر يشكّل استثناءً يحمل دلالات سياسية، قد « تعبر عن تحفظ مؤسساتي تجاه الطريقة التي أُعيد بها انتخابه »، خاصة في ظل الجدل داخل الحزب والاتهامات بالهيمنة، والتضييق على مناضليه الذي يرفضون الخضوع. فهل سيتوصل لشكر بتهنئة ولو متأخرة أم لا لن يتوصل بها،، في كلا الحالتين فإن الرسالة السياسية وصلت.