اعتبر خبير معماري مغربي ان إدراج "محج باستور" في مدينة طنجة ضمن قائمة أروع الشوارع في العالم يكرس المكانة الرمزية لهذا المحور في الهوية الحضرية للمدينة، عاكسا عمق تاريخها العمراني الذي يتجاوز القرن. وجاء هذا الموقف تعليقا على تصنيف منصة "تايم آوت" الدولية للشارع المغربي الوحيد ضمن لائحة ضمت ابرز المحاور العالمية ذات الطابع الجمالي والمعماري المتميز. وقال المتخصص في البيئة والتنمية والعمارة الاسلامية احمد الطلحي ان الشارع الذي شيد عام 1911 كان يحمل اسم "شارع السلف" قبل ان يعتمد اسم باستور عام 1925. وأوضح الخبير في تصريحات لجريدة طنجة 24 الالكترونية، ان التسمية الاولى ارتبطت ببناية "دار السلف" المشيدة عام 1910، والتي كانت مؤسسة مالية لتحصيل الديون المستحقة على الدولة المغربية، قبل ان تتحول الى مقر للادارة الدولية ثم للشرطة خلال فترة طنجة الدولية. وتضم البناية حاليا مندوبية السياحة ومكتبة عبد الله كنون. وأكد الطلحي ان محج باستور نجح بمرور العقود في التحول الى مركز التجوال الرئيسي في المدينة، متقدما على "السوق الداخل"، ليعكس انتقال المدينة نحو نموذج حضري حديث يرتكز على محور "البوليفار". ويتميز الشارع بإطلالة بانورامية من موقع "سور المعجازين" المصنف تراثا وطنيا منذ عام 1947، ويضم نحو عشرين بناية تاريخية ذات طابع معماري يعود لفترة الانتداب، ابرزها عمارتا "طوليدانو" و"أكورديون". كما يحتضن المحور معبدا يهوديا ومقاه عريقة ارتبطت بالذاكرة الاجتماعية للمدينة مثل "زاكورة" و"كلاريدج" و"مكتبة الأعمدة". ورأى الخبير ان هذا التصنيف العالمي يشكل إشارة قوية لضرورة حماية هذا التراث وتثمينه، في وقت تشهد فيه طنجة حركة لإعادة تأهيل فضاءاتها التاريخية.