بالتزامن مع عودة العلاقات الأمنية والقضائية بين المغرب وفرنسا، كشفت مصادر أمنية جزائرية من جهتها عن قرار تكثيف التعاون الأمني بين جهاز المخابرات العسكرية المغربي(لادجيد)، ونظيرتها الجزائرية، مديرية الاستعلامات والأمن. مصادر إعلامية جزائرية قالت إن «لادجيد» المغربية ونظيرتها الجزائرية قررتا تنظيم اجتماع كل شهر، بالتناوب بين الجزائر العاصمة أو الرباط أو الدارالبيضاء، وكذا عقد اجتماعات مستعجلة كلما تطلب الأمر ذلك، مضيفة أن التعاون الأمني فرضته على الطرفين التهديدات الأمنية من طرف «داعش» و»القاعدة»، والوضع غير المستقر في ليبيا، وفي شمال مالي. لهذا الغرض، أيضا، تم الاتفاق على التنسيق الأمني في مراقبة الحدود بين البلدين، والتي يبلغ طولها نحو 1500 كلم، وخاصة المراقبة الإلكترونية، وذلك عبر 11 مركزا للحماية الإلكترونية للحدود بينهما. الاتفاق على تكثيف التعاون الأمني، الذي عرف خلال السنوات الماضي تدهورا مستمرا دفع دولا أوروبية وأمريكا إلى التنبيه إلى نتائجه السلبية على الأمن والاستقرار في شمال افريقيا، شمل، كذلك، التأكيد على التنسيق الأمني في عمل البلدين من خلال حضورهما في منظمة الحلف الأطلسي (الناتو)، وكذا في مجموعة 5+5، التي تضم دول المغرب العربي ودول أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط. عبد الرحمان المكاوي، مختص في الدراسات الأمنية والعسكرية، قال ل» اليوم24» إن التعاون الأمني بين البلدين «كان ضعيفا إلى درجة تتراوح بين الواحد والصفر»، لكن الاتفاق الأخير الذي «تم الكشف عنه بالموازاة مع الانفراج في العلاقات بين المغرب وفرنسا، قد يعطي دفعة قوية إلى الأمام». المكاوي أشار إلى أن التعاون الأمني انحصر لسنوات في التنسيق على صعيدي ولاية وجدة المغربية وولاية تلمسانالجزائرية، همّ قضايا التهريب، أو تيه السياح، أو تسلل المهاجرين الأفارقة، أو حتى مواطني البلدين لأي سبب من الأسباب. واعتبر أن الوصول إلى اتفاق للتعاون الاستخباراتي بين «لادجيد» ونظيرتها الجزائرية يعتبر طفرة نوعية مهمة في العلاقات بين البلدين. وكشفت الجزائر عن وجود تعاون أمني استخباراتي عالي المستوى أياما بعد هروب مواطن جزائري، يشتبه في انتمائه إلى تنظيم الخلافة الموالي لتنظيم داعش، وطالبت الجزائر رسميا باستلامه طبقا لمقتضيات التعاون القضائي. وهو الطلب الذي جاء بعدما أعلنت وزارة الداخلية المغربي عن اعتقال المشتبه فيه، الذي كشف أثناء التحقيق معه أن تنظيم «جند الخلافة» بالجزائر أرسله إلى المملكة للتنسيق مع عناصر متطرفة موالية لما يسمى بتنظيم «داعش». وكان البيان الأخير لتنظيم داعش في العراقوسوريا قد دعا أنصاره في أوروبا ودول إفريقيا الشمالية إلى الالتحاق بفرع التنظيم في ليبيا، من أجل خلق بؤر توتر جديدة هناك. وقال المكاوي إن بيان داعش اعتبر أن التنظيم الرئيسي في العراق «في غير حاجة إلى مقاتلين جدد»، لذلك طلب من أنصاره «خلق بؤرة توتر جديدة في ليبيا»، وربما «لاستهداف الجزائر والمغرب وتونس». إذ تريد «داعش» من خلال ذلك، التخفيف من الضغط الدولي عليها في سوريا والعرق، عبر خلق بؤر توتر أخرى، من شأنها تشتيت الجهود الدولية لمحاربة التنظيم في مركزه الأصلي على الحدود بين العراقوسوريا.