جيهان، شابة في 18 من عمرها، أكثر فترة في عمر النساء انطلاقاً ومرحاً، لكن زوجها حول عمرها إلى مأساة كبيرة بوحشيته. تقول جيهان، تزوجت منذ سنتين تقريباً رجلاً يكبرني ب 10 سنوات، لما كان عمري بين 15 و16 سنة، وكنا نسكن في قرية في منطقة الجديدة، وأنجبنا طفلاً بعد سنة من زواجنا، ولكن زوجي لم يكن يحترمني ولا يعاملني بالحُسنى، حيث كان يعتدي عليّ بالضرب منذ ليلة الزواج الأولى، وفوجئت به ذات ليلة جلب فيها أصدقاءه إلى المنزل، وطلب مني التعري والرقص أمامهم، بينما يعزف هو الموسيقى بكل دياثة، وعندما رفضت ذلك ضربني بشدة. وتضيف جيهان في تصريح مؤلم "لم يكن زوجي رجلاً كما تحتمل الكلمة معانيها، فقد كان يغتصبني بشكل متكرر، ويجبرني على إقامة علاقة معه حتى عندما أرفض، مصحوباً بوابل من الضرب، وذات مرة ضرب رأسي في حوض المطبخ فتسبب لي في جرح تطلب غرزا". ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل انه "ذات يوم ذهبت إلى مركز الشرطة طلبا للمساعدة، فقال لي أحد أفراد الشرطة: إنه زوجك، ولا نستطيع فعل أي شيء معه، رغم أنني كنت أحمل كدمات"، تحكي الشابة بمرارة. الضرب الوحشي والاغتصاب والوان أخرىمن التعذيب ذاقتها جيهان على يد "أقرب الناس". وتقول "مرة أخرى ضربني زوجي وخنقني، حتى أغمي عليّ، فلما استرجعت وعيي، وجدت نفسي ملقاة في الشارع بملابس النوم، فذهبت إلى الشرطة فقالوا لي ثانياً إنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، فلما أخبرتهم أنه لن يسمح لي بالعودة إلى المنزل، اتصلوا به، ولكنه قال لهم "الرقم خاطئ"، فلم يفعلوا أي شيء آخر، وعندما ذهبت إلى منزل شقيقي، جاء زوجي وأعادني إلى المنزل". وعندما طلبت منه الطلاق، تحكي، نظر إلي وقال "تريدين الطلاق؟ سيكون لك ذلك، ولكن بهذه الطريقة"، ولكمني على عيني، ثم حاول طعني بسكين في وجهي، ولما رفعت ذراعي للدفاع عن نفسي، أصيبت بجرح في يدي، إنني أخاف أن أرفع دعوى قضائية، لأنني أخشى أن ينتقم مني فيقتلني! كانت تلك شهادة إحدى ضحايا العنف الأسري، التي أوردتها منظمة "هيومان رايتس وواتش"، في تقريرها الأخير عن الموضوع، والذي أوضح أن جيهان "اسم مستعار"، تعيش حالياً في ملجأ تابع لأحد منظمات المجتمع المدني.