استنفرت قوات الكربينييري (فرقة أمنية) بمدينة ميلانو بإيطاليا في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، المئات من عناصرها وذلك لأجل إيقاف أشخاص نصبوا على مهاجرين مغاربة في مبلغ مالي مهم باستعمال السلاح الناري. وحوالي الساعة السادسة صباحاً من يوم أمس، تدخل حوالي 100 عنصر من قوات الكربينييري على متن عشرات السيارات مدعومين بمروحية تابعة لهذا الجهاز، واقتحموا مخيماً تقطنه عشرات عائلات الغجر بشارع كييزا روسّا بضواحي العصمة اللومباردية ميلانو. وأسفر تدخل القوات الأمنية، عن اعتقال شخصين أحدهما يبلغ من العمر 35 سنة والآخر 41 سنة، يشتبه في كونهم ضمن الأشخاص الذين سطوا على مواطنين مغاربة، كما حجزت عشرات القطع من الأسلحة البيضاء. وجاء تدخل الأمن الإيطالي بعد توصله بشكاية من ثلاثة مواطنين مغاربة تعرضوا للنصب في مبلغ مالي قدره 25 ألف أورو (حوالي 27 مليون سنتيم مغربية)، كما اشتكوا تعرضهم للمطاردة بالسلاح الناري لجعلهم يغادرون المكان. وفي تفاصيل قصة السطو التي تعرض لها المغاربة الثلاثة، الذين يشتغلون في ميدان التجارة، كان أحدهم قد قرأ إعلاناً على الإنترنيت يعرض فيه صاحبه كمية كبيرة من الأجهزة المنزلية المستعملة للبيع وبأثمنة مناسبة، فربط الاتصال بصاحب الإعلان، ثم اتفقا على الالتقاء بميلانو كي يراقب المشتري السلع ويتفقا على السعر وطريقة الأداء وباقي تفاصيل العملية التجارية. وفي الموعد المحدد التقى الطرفان بضواحي ميلانو، وحضر المغربي رفقة شريكان له مغربيان أيضاً، كي يساعداه في العملية التي اتفقوا على تقاسم أرباحها. اتفق البائع والمشترون على كل التفاصيل المتبقية وضرب الجميع موعداً آخر لتسليم السلع وأداء ثمنها. عندما حل اليوم الذي اتفق عليه الطرفان، والذي صادف يوم 20 دجنبر من السنة الماضية، استقل المغاربة سيارتهم الخاصة وانطلقوا من مكان إقامتهم بمدينة فاريزي، حوالي 40 كيلومتر شمال غرب ميلانو، وتوجهوا إلى مدينة ميلانو للإشراف على المرحلة النهائية من العملية التجارية. كان البائع في انتظارهم، والتحق بهم في سيارتهم، وفي اللحظة التي سلموه النقود داخل العربة، هاجمهم خمسة أشخاص مسلحين، يضعون أقنعة على وجوههم، وقاموا بالاعتداء عليهم، فأرغموهم على مغادرة المكان تحت التهديد بالسلاح الناري، بينما ابتعد الشخص الذي تسلم النقود إلى داخل مخيمٍ للغجر. والتحق المغاربة بأول مقر للأمن وحكوا، ما تعرضوا له لرجال الأمن الذين أنجزوا محضراً للواقعة. وانطلقت التحقيقات التي انتهت بتدخل الأمن بعشرات الأشخاص لاعتقال منفذي عملية السطو والذين سيتم تقديمهم للمحاكمة في غضون الأيام المقبلة.