في خضم الجدل الدائر حاليا في المغرب حول مشروع قانون استعمال شبكات التواصل الاجتماعي أو ما أصبح يعرف بقانون “تكميم الأفواه 20.22″، أجرت “شبكة أندلس الإخبارية” حوارا مع الشاعر والزجال المغربي سعيد المتوكل الذي شدد على أن “الحرية شرط لازم للإبداع، وبدون حرية لا يمكن الحديث عن مشروع ثقافي حقيقي بقدر ما نحكي عن صناعات ممنهجة للذوق والأفكار والخيال”. سعيد متوكل شاعر و زجال و فنان ساخر ينهل من واقع البسطاء من الناس؛ حرفهُ يلامس القضايا الراهنة بلمسة مختلفة؛ و أسلوبه في السخرية يغري بالمتابعة .. تواصلنا معه خلال هذا الحجر؛ عن أحلامه الفنية ونظرته للمشهد الثقافي العام؛ وعن تجربة ” كورونيات ” التي جمعته بالفنان المقتدر نعمان لحلو؛ كان لنا معه الحوار التالي: س) من هو سعيد متوكل؟ ج) سعيدٌ بهذه المحاورة أولا .. مواطن مغربي يفتخر بالانتساب لبسطاء هذا الوطن .. أكتب الشعر و الزجل و أشتغل على السخرية و الكوميديا السوداء كتابة و تشخيصا .. أستاذ لمادة الرياضيات؛ ودعني أقول لك هنا أن الرياضيات ساهمت في توسيع مجالَيْ إدراكي وخيالي الفنيين … س) لكن اسم سعيد متوكل يبقى مع ذلك محدودا في المشهد الفني المغربي؟ ج) إذا كان الانتشار هو المعيار الأوحد للنجاح فأنا بكل تأكيد فاشل؛ ربّما أكون متقاعسا في هذا الإطار؛ و ربما لأني لا أساوم على مبدأ الحرية .. أنا أقول أن الحرية شرط لازم للإبداع؛ و بدون حرية لا يمكن الحديث عن مشروع ثقافي حقيقي بقدر ما نحكي عن “صناعات” ممنهجة للذوق و الأفكار و الخيال … و أعتقد أن تسليع الثقافة بات محدّدا و معيارا أساسيا للنشر و الانتشار … س) ما هي مشاريعك الفنية على المدى القريب؟ ج) هي ” مشاريعُ ” مشاريع؛ أعكف في الوقت الراهن على وضع آخر اللمسات لإصدار ديوان اخترت له كعنوان: ” أعرب ما يلي ” ؛ فيما يتعلق بالسخرية ؛ مشروع عرض ساخر في الأفق موضوعه ” كورونا ” سيكون محورا لتقاطع جديد مع ثنائي الصراحة ؛ و قد توصل "الثنائي ” بالجزء الأول من السيناريو… في مضمار الأغنية؛ مشروع عمل سيجمعني بمطرب جزائري هذه السنة إن شاء الله بعدما تم التوافق على أغنيتين في أفق الانفتاح على مواضيع أخرى. لكن التجربة الأخصب و الأنضج والأروع هي التجربة التي جمعتني بالفنان و الصديق المتفرد نعمان لحلو من خلال مجموعة من الأعمال لعلها أقربها إلى قلبي أغنية ” جواهر ” التي تختزل دعوة صريحة لفتح الحدود بين المغرب و الجزائر .. هي أغنية ذات حمولة سياسية تم تركيبها في قالب عاطفي .. س) كانت سلسلة ” كورونيات ” التي جمعتك بالفنان نعمان لحلو رائدة ؛ ماذا يمكن أن تقول عن هذه التجربة ؟ ج) أولا ؛ أية تجربة تجمعك ب نعمان لحلو لا يمكن أن تكون إلا رائدة .. نعمان لحلو فنان رسالي يؤمن بالعلم؛ يؤمن كذلك بالاختلاف و يجيد تدبير هذا الاختلاف؛ و من تم تأتي روعة التعامل مع موسيقار مثقف بقيمته .. سلسلة " كورونيات ” كانت تفاعلا تلقائيا من فنان يصر دائما على الانخراط في القضايا المصيرية .. تكلّفتُ بكتابة النصوص؛ الألحان ل نعمان طبعا؛ فيما تكفّل صديقي المبدع يونس الخزان بالتوزيع و التنفيذ بطريقة مبهرة؛ و قد تناوب كل نعمان و الفنانة هدى سعد و الطفل آدم بلمقدم و الرائد عبد الواحد التطواني و ماجدة اليحياوي على الأداء .. المواضيع كما يعلم الجميع تمحورت كلها حول جائحة كورونا مع اختلاف في زوايا التناول مضمونا وألحانا وتنفيذا …
س) كلمة أخيرة؟ ج) لا يصح إلا الصحيح، و ما بني على تفاهة سيؤول حتما إلى زوال .. كورونا محطة فاصلة بين العبث و ” المعقول ” .. شكرا على هذه المحاورة الرمضانية .. تقبل الله صيامكم وكل رمضان وأنتم بألف خير.