السيد رئيس الحكومة طلعتم علينا بمقولة غريبة إذا اعتبرنا أنها صادرة عنكم كمؤسسة رئاسة الحكومة ولكنها بالتأكيد ليست بغريبة إن صدرت عنكم كرجل يومن إيمانا يقينا بأن المرأة لا يمكن أن تكون متساوية مع الرجل وأنها مكملة له وأنها في خدمته ،وقد أثبتم ذلك مرارا.. السيد رئيس الحكومة لا يهمني بتاتا كامرأة مغربية رأيكم في شأن حقوق النساء والمساواة بين الجنسين ،ولا يهمني إن كان بيتكم مظلما رغم توفركم على الثريات ...ما يهمني هو أن تقوموا بالمهمة التي أوكلها لكم الدستور، دستور 2011 الذي نص على المساواة في كل الحقوق بما في ذلك حق العمل خارج البيت ،ما يهمني أن تسهروا على تنزيل القوانين وعلى رأسها تلك المتعلقة بهيئة المناصفة و ومحاربة كل أشكال التمييز..ما يهمني أن تحافظوا على التزامات وطنننا تجاه المنتظم الدولي فيما يخص الاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة التي أتمنى أن تكونوا قد اطلعتم عليها عند توليكم رئاسة الحكومة ، وأنا على يقين أنكم لم تعيروا لها اهتماما من قبل لأنها "آتية من الغرب "وليس في نظركم على الغرب أن يملي علينا ما يجب القيام به، وأنتم تجهلون أيضا أن الاتفاقيات الدولية هي توافقات كان لبلدنا مساهمات قيمة في صياغتها وفي صناعة جملها بناء على توافقات تجمعنا حول ما هو كوني. السيد رئيس الحكومة لن نسمح لكم كنساء مغربيات ساهمن في بناء التراكمات العميقة والإصلاحات الجوهرية طيلة ثلاث حكومات متتالية و من خلال عدة واجهات أن تحطموا نضالات و معاناة مئات النساء المغربيات، وبجانبهن رجال مؤمنون ،من أجل محاربة تهميش النساء وتجهيلهن وإفقارهن واستغلالهن وتعنيفهن ... ثم هل اطلعتم على خطة المساواة التي صادقت عليها حكومتكم ،عن أي مرصد تتحدثون وانتم تشيؤون النساء،عن أية تدابير مؤسساتية لتحسين صورة النساء في الإعلام وأنتم تكرسون الصور النمطية ،عن أي ميثاق محترم للكرامة والمساواة تتحدثون.... أخطأتم مرة أخرى لأنكم تجهلون، السيد رئيس الحكومة، أن عددا كبيرا من نساء هذا الوطن خاصة في العالم القروي لا يعلمن معنى للثريا، لأنهن تعانين من شر الأمية ولأنهن فقيرات لا تتوفرن على إمكانياتكم للحصول على الثريات، ومع ذلك فبيتهن مضيئ لأنهن خرجن للعمل خارج البيت للبحث عن نور القوت ونور الماء ونور الكرامة ونور عزة نساء بلدنا العظيمات.. السيد رئيس الحكومة لست تريا وبيتي مضئ لأنني أساهم في بناء وطني من خارج البيت،وداخله أيضا وباختيار حر وكامل، ولا أنفي أن النساء اللواتي تعملن داخل بيوتهن باختيار وحرية تساهمن أيضا ليس لأنهن ثريات ولكن لأنهن كاملات الأهلية ..بيتي نوره الكرامة والحرية والمساواة..وآسفة عليكم لأنكم لم تعيشوا في هذا النوع من البيوت،حسب ما يدل على ذلك كلامكم، ولا تدرون معنى النور الحقيقي وبالتالي لا يمكن أن تدركوا هذا النور المبادئي والقيمي الذي تتجاوز حدوده الماديات التي تحكم تفكيركم... أتمنى الا تحول جلسة المساءلة الشهرية المقبلة لرئيس الحكومة لمناقشة الأكلة المفضلة للسيد بنكيران والتي يريدنا كنساء مغربيات أن نتقنها ونقدمها لأزواجنا وأبنائنا.. ..