حضر الجانب الإنساني من جديد ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مناورات الأسد الإفريقي، عبر إقامة القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية لمستشفى عسكري جراحي ميداني بجماعة أنزي بإقليم تزنيت. ويبلغ طاقم المستشفى 271 فردا من الأطر العسكرية المغربية والأمريكية، الذي يواصل من 5 إلى 23 ماي الجاري تقديم خدماته الطبية لفائدة الساكنة؛ وهي الخدمات التي حظيت بإشادة من المواطنين المغاربة. وفي هذا الصدد، قالت إحدى المواطنات المستفيدات من الخدمات التي يقدمها المستشفى الميداني سالف الذكر إنها "ممتنة لهذه الخطوة، التي منحتها الفرصة في التشخيص والعلاج". وأضافت المتحدثة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنها ممتنة للأدوار الجليلة "التي تلعبها القوات المسلحة الملكية في تقريب وتقديم الخدمات الطبية". وعاينت هسبريس قيام الأطر الطبية العسكرية المغربية والأمريكية بعمليات جراحية لفائدة العديد من المرضى داخل المستشفى، خاصة التي تشمل طب العيون وجراحة العظام والجراحة العامة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن قد جرى، إلى حدود اليوم الأربعاء، إجراء 380 عملية جراحية. وإلى جانب هذه الخدمات، توزّع القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية الأدوية التي تم توصيفها للمرضى بعد عملية التشخيص. وقالت الطبيبة الصيدلانية المقدم نوال نشينش إن "العمل بجانب الزملاء الأمريكيين يسير في جو رائع يتسم بالجدية اللازمة؛ ما يجعل تمرين الأسد الإفريقي فرصة لا تعوض"، كاشفة أن المعدل اليومي وصل إلى استقبال ألف مريض. يوفر هذا المستشفى العسكري الميداني أيضا تخصصات طبية عديدة؛ منها: "أمراض القلب والشرايين، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الأنف والحنجرة والأذن، وأمراض الجلد، والطب الباطني، وطب العيون، وجراحة العظام، والجراحة العامة، وطب الأطفال ووحدة المستعجلات". كما يحتوي على وحدات طبية وجراحية ووحدة استشفائية بسعة 20 سريرا قابلة للتمديد حسب الحاجة الطبية، ووحدة التعقيم الطبي، ووحدة رقمية للفحص بالأشعة، ووحدة للتحاليل الطبية، وجناح لطب الاسنان وصيدلية، ووحدات للمصالح الاجتماعية. وقالت القبطان تايلور سابليت، عن وحدة التمريض والإسعاف والرعاية الصحية التابعة للجيش الأمريكي، إن "فرصة الأسد الإفريقي مميزة واستثنائية وتمكنهم من التطبيق الميداني للمعارف النظرية". وأضافت القبطان سابليت أن العمل مع نظرائهم المغاربة "كان مميزا للغاية ويسير في أجواء سعيدة"، مشيدة بشدة على العمل الإنساني الذي يتم تقديمه للساكنة التي تخرج هي الأخرى سعيدة ومرتاحة. وتصل الإحصائيات الإجمالية لهذا المستشفى إلى تقديم أكثر من 44 ألف خدمة طبية استفاد منها 12 ألفا و480 مستفيدا ومستفيدة، وإجراء 380 عملية جراحية، كما تم تزويد 4 آلاف و268 شخصا بنظارات طبية، وكذا توزيع 9 آلاف و68 وصفة طبية بالمجان. ويعرف المستشفى تقديم خدمات ترفيهية للأطفال في جو إنساني خالص. وقالت الملازم مريم بريان إن "المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية وفرت فضاء ترفيهيا لفائدة أطفال المنطقة". وأضافت الملازم بريان أنه، منذ اليوم الأول، تم تقاسم الخبرات مع نظرائهم الأمريكيين للاستفادة المشتركة وتشكيل فريق متكامل. وبالنسبة لكورنل والتر تاوسن، طبيب عسكري أمريكي؛ فإن هذه النسخة هي النهائية له بمناورات الأسد الإفريقي بالمغرب، قائلا: "بعد سنوات طويلة من المشاركة في هذا التمرين، سعيد بلحظة الختام هذه في جو إنساني خالص".