ينطبق على صحيفة الوطن الجزائرية، المقربة من الدوائر الرسمية، المثل المغربي القائل "موالين الميت صبروا والجيران كفروا"، فالإخوة في الجزائر يزعمون أن المغرب لم يقدم شيئا يذكر للقدس الشريف وحماية المقدسات، وأن دولة عربية رفعت ملتمسا قصد تأسيس صندوق لحماية القدس الشريف ناسية أن ذلك يأتي في إطار محاولات الهيمنة على القرار في العالم العربي، لكن واقع الحال أن المعنيين بالأمر، الذين هم الفلسطينيون، يقرون بمجهودات المغرب الجبارة في هذا المجال. ويعتبر المغرب البلد الوحيد الذي يقدم خدمات للقدس ولفلسطين عموما كان آخرها المستشفى الميداني بغزة، ودون طلب خدمات من الفلسطينيين كما تفعل الدول العربية الأخرى، التي تتعامل وفق أسس إيديولوجية وسياسية وحتى مذهبية مع القضية الفلسطينية وظل المغرب يتعامل مع فلسطين كقضية بغض النظر عن توجهات أصحابها. وأكدت وكالة بيت مال القدس الشريف أنها مستمرة٬ بإشراف شخصي من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ في تنفيذ مشاريع حيوية لحماية مدينة القدس والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود أهلها. وبشهادة الفلسطينيين فإن ما جاء في بيان الوكالة كله صحيح. فمن نصدق أصحاب القضية أم نصدق من تاجر بالقضية؟ وما تداولته الصحافة الجزائرية هو ما قال به عصام العريان، القيادي في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والذي تحدث عن ضعف دور لجنة القدس، فجاءت بيانات الفلسطينيين تصفع القيادي الإخواني وعلى رأسها تصريح مستشار الرئيس محمود عباس أبو ردينة. فوكالة بيت مال القدس الشريف٬ التي يشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس شخصيا على عملها في القدس٬ مستمرة في تنفيذ مشاريع حيوية لحماية المدينة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم أهلها المرابطين. والمغرب يساهم بنسبة 80 في المائة من الدعم المالي المرصود لتلك المشاريع٬ دون أي توظيف أو متاجرة بالقضية في خدمة أغراض سياسوية أو مذهبية. وهذا باعتراف الجميع باستثناء دولة عربية وحيدة تحاول أخذ المشعل في آخر لحظة، بعد أكثر من أربعين سنة من العمل المغربي تجاه القدس منذ نداء المغفور له الملك الحسن الثاني إلى اجتماع قادة البلدان الإسلامية بعد إقدام الصهاينة على إحراق المسجد الأقصى.