كشفت وسائل الإعلام أخيرا عن تقرير منسوب لجهات أمريكية، أورد أسماء 131 شخصية متهمة بتمويل الجماعات الإرهابية، من بينهم ست شخصيات مغربية تنتمي لعالم السياسة والدعوة والتدريس الجامعي، وهم شخصيات معروفة وطنيا ودوليا، وبعضهم مثير للجدل، وبغض النظر عن مدى صحة هذا التقرير ومدى ضبطه للأسماء المذكورة والطريقة التي يمكن أن يكون التقرير توصل من خلالها إلى مشاركة هؤلاء ماليا في دعم الإرهاب بسوريا، فإن هناك ما يفيد أن هذا الدخان له نار معينة. لقد سبق لنا في النهار المغربية ومنذ سنتين أن نبهنا إلى وجود اتصالات بشكل من الأشكال بين حزب سياسي مغربي وحركة دعوية وجمعيات ونقابات وبين المجموعات الإرهابية في سوريا، وهي العلاقة التي حاول هؤلاء دائما التنصل منها، لكننا أكدنا حينها بالدليل وجود هذه العلاقة، بين هؤلاء وبين مقاتلين ينتمون لتنظيم القاعدة. وكانت النهار المغربية قد تطرقت إلى الرحلات المكوكية التي قام بها موظف بالبرلمان ينتمي للحزب المشار إليه، رفقة أطباء ينتمون للحزب ويعملون في العمل الاجتماعي، حيث مكثوا في إحدى الزيارات عشرة أيام، حيث تتبعت هذه الصحيفة خطواتهم، منذ التقائهم في تركيا بعناصر تركية مرجح أنها من المخابرات ولقائهم في أنطاكية بإرهابيين عالميين ودخولهم إلى مدينة أتارب، التي لم يكن يوجد فيها في تلك الوقت غير التنظيم الإرهابي جبهة النصرة قبل دخول تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام على خط المواجهة. وتساءلنا حينها عن أسرار هذه الزيارة، وعن لقاء أبناء الحزب المذكور بقادة التنظيمات الإرهابية، وهل هناك تنسيق من أجل ترحيل مغاربة إلى سوريا أم أن هناك مجرد دعم مادي ومعنوي؟ وتساءلنا حينها عن سر غض سعد الدين العثماني، الذي كان يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطرف عن هذه الرحلات؟ وكانت الصحيفة التابعة للحزب المذكور تخصص يوميا صفحة لنشر أخبار المجموعات الإرهابية بسوريا تحت عنوان "الثوار السوريين" و"الجيش الحر"، كما شارك الحزب المذكور في مؤتمرات وندوات للتنسيق دعما للإخوان المسلمين في سوريا وجناحهم المسلح، ومن غير المستبعد أن يكون هؤلاء وراء موجة اللاجئين السوريين في المغرب. أما الأسماء المذكورة في التقرير فلها حظها الوافر من دعم التنظيمات الإرهابية، لهذا قلنا إن هذا دخان لنار معينة. فكلهم بدون استثناء دعوا إلى الدعم المالي والمعنوي ل "الثوار في سوريا"، وكانوا بداية يدعون للجهاد بالنفس والمال، وعادوا فيما خوفا من مصير أصحاب غوانتانامو، إلى الدعوة للدعم المالي، دون أن ننسى أن واحدا منهم يتولى منصبا مهما في مؤسسة دينية عالمية متورط في الدعم المالي والبشري للتنظيمات الإرهابية، لأن رئيسه متورط حتى النخاع في هذا الموضوع فتوى وتسليحا ودعما ماليا. إذن وبالجملة لا نرى بأسا في أن تفتح النيابة العامة والسلطات الأمنية المختصة تحقيقا في الموضوع لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورطين.