لطالما تمنّت الصحف والجماهير الإسبانية الخاصة بريال مدريد وتكلمت عن ما يسمى ب "أسبنة" ناديها، وهذا المصطلح يرمز لزيادة عدد اللاعبين الإسبان بالنادي، وهو ما يوضح تعصب الإسبان لأبناء جلدتهم حتى في كرة القدم وربما تفضيل مصلحة الإسبان على مصلحة النادي. حاول ريال مدريد في عدة مرات ماضية التعاقد مع لاعبين إسبان، وكان بعضهم بهدف زيادة عدد الإسبان وآخرون لمستوياتهم الفنية المميزة مع أنديتهم السابقة، إلا أنه على ما يبدو لم يكمل أحد مشواره بشكل ثابت مع النادي. وفي هذا العام، يملك ريال مدريد مجموعة تبدو أكثر نضجاً من شباب النادي مثل موراتا وناتشو، بالإضافة لقدوم ثلاثي إسباني شاب وهم: إيسكو، كارفاخال، وإياراميندي. ولكن من يتابع التاريخ الحديث لريال مدريد، بالتحديد في آخر عشر سنوات، فلن يستطيع التفاؤل بمستقبل مشرق ينتظر هذه المجموعة، إذ أن غالبية النجوم الشباب وخاصة من شباب النادي لم يلقوا فرصتهم الكافية للمشاركة، مفضلاً عليهم النادي النجوم الأجانب الذين يأتوا بأغلى الأثمان.
"يوروسبورت عربية" تستذكر أبرز 5 لاعبين شباب همشّوا في ريال مدريد ولم يلقوا الفرصة الكافية للمشاركة وكان مصيرهم الرحيل في نهاية المطاف.
بيدرو ليون تنقل بيدرو ليون بين أنديةٍ عديدة في مسيرته قبل الوصول للريال، فما بين مورسيا وليفانتي وبلد الوليد وخيتافي، أظهر نفسه كلاعبٍ شاب وموهوب وقادر على الإضافة لأي فريق يذهب إليه، وكان انتقاله للريال مثل الفتيل الذي سيشعل موهبته وسيعرفه الجميع من خلال النادي الملكي، إلا أن الأمور لم تسر بالشكل الذي يريده. ذهب ليون إلى خيتافي بإعارة لموسم كامل، ثم أعير في الموسم الذي بعده. مع الريال ولموسم كامل، سجل بيدرو ليون هدفين، احدهما بالكاس والاخير بدوري الأبطال، في 14 لقاءً لعبها وكان أساسيًا في 4 لقاءات منها. سيرجيو كاناليس بعمر ال 19 سنة، فرض سيرجيو كاناليس نفسه واحدًا كأبرز اللاعبين الموهوبين على الساحة الإسبانية، وذلك بعد تقديمه لمستويات مميزة جدًا مع نادي (راسينغ سانتاندير) الإسباني بالليغا في موسم 2009-2010، الأمر الذي جعل إدارة الريال تشتري عقده في فبراير 2010 ليصبح لاعبًا مدريديًا ابتداءً من 1 جولاي 2010، وسجل كاليخون في ذلك الموسم 6 أهداف بالدوري وصنع 4 أهداف، في 26 لقاء لعبها بالدوري الإسباني. في الصيف التالي أعاره الريال لنادي فالنسيا لمدة موسمين، كان القرار مفيدًا لجميع الأطراف الثلاثة، فاللاعب لم يكن ليحصل على فرصة كافية للتطور مع الريال، الذي وجد أن الإعارة لنادٍ مثل فالنسيا ستفيده وسيرجع بشكل أفضل، وفي نفس الوقت كان فالنسيا يحتاج للاعبٍ بهذا المركز وكاناليس لاعب شاب سيحقق إضافة ممتازة لفالنسيا.
إستيبان غرانيرو مثل من سبقوه، ف غرانيرو كان ابنًا للريال ولكنه غادر في بداياته، ثم عاد مرة أخرى للريال، حيث انتقل غرانيرو في 2007 إلى نادي خيتافي، ولعب هناك لموسمين متتاليين، وبعد أن قدم مستويات عالية، استعاده الريال في 2009. مع ريال مدريد لم يحقق النجاحات الكبيرة، وربما أن الظروف من حوله، حيث الضغط الجماهيري للمطالبة بالبطولات، وكيف أنه وجد نفسه مطالبًا بما هو أكبر من شابّ في ال 22 من عمره، قد ساهم في عدم نجاحه مع النادي الملكي. في صيف 2012 انتقل غرانيرو إلى نادي "كوينز بارك رينجرز" الإنجليزي، لكنه هبط مع النادي من البريمر ليغ ولا توجد أي تأكيدات عن كونه سيبقى أو يغادر الفريق.غرانيرو يملك إمكانياتٍ جيدة وقدم مستويات رائعة مع خيتافي ومنتخب إسبانيا للشباب، لكنه مع الريال لم ينجح في إظهار هذه الإمكانيات، ربما للظروف جزء كبير من المسؤولية، لكنه بالنهاية لاعب آخر من اكاديمية الريال لم ينجح مع الفريق الأول.
خوزيه ماريا كاليخون اللاعب الذي يعد من إنتاجات أكاديمية ريال مدريد، عاد في صيف 2011 إلى النادي الذي بدأ فيه وذلك بعد أن قضى 3 مواسم مع نادي "إسبانيول"، وكلفت عودة كاليخون الريال 5.5 مليون يورو، كان انتقال كاليخون لتدعيم دكة الريال بذلك الوقت، حيث كان من الصعب عليه اللعب بشكل أساسي بالفريق وذلك لقلة الأسماء التي تلعب بشكل مستمر، وكان راضيًا بهذا الدور كونه يراه مناسبًا في موسمه الأول قدم كاليخون عرضًا لائقًا من لاعب يعتبر لاعبًا بديلاً، وعلى الرغم من أنه لعب أساسيًا فقط في 5 مباريات بالليغا، إلا أنه كان البديل الأول في خط الوسط حيث دخل 20 مرة بوسط المباريات، وسجل بالليغا 5 أهداف كان أحدها مهمًا جداً وهو الهدف الثاني على نادي مايوركا في نهاية الدور الأول وكان هدف الفوز في الدقائق الأخيرة. قبل أن يذهب إلى نابولي الصيف الحالي ليبحث عن فرصة أكبر للمشاركة تحت قيادة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز.
ألفارو نيغيريدو أحد نجوم أكاديمية ريال مدريد للشباب وخير من تخرج منها، ذهب من ريال مدريد ب إلى الميريا، وخاض موسماً غير عادي في موسم 2009، بتحقيقه 23 هدفاً، ليعود بذلك إلى ناديه الأول ريال مدريد بعد انتهاء عقد إعارته. ليذهب في أغسطس من ذات العام إلى إشبيلية، مخفقاً بأن يجد أي فرصة لمنافسة مهاجمي النادي الملكي وأخذ حقه من المشاركة. خوان ماتا نجم نجوم تشيلسي الإنكليزي، وأحد أبرز المواهب التي تلألأت في سماء المستايا رفقة فالنسيا، من خيرة خريجي مدرسة كاستيا (ريال مدريد "ب") لم يجد المساحة الكافية لإظهار إمكاناته العالية في سانتياغو بيرنابيو مما جعله ينتقل إلى فالنسيا في 2002، ويصنع من نفسه لاعباً ماهراً وأحد أفضل صناع اللعب في العالم، حتى وصل إلى تشيلسي الإنكليزي في 2011 وحقق العديد من الألقاب معهم، كما توج بجائزة أفضل لاعب في تشيلسي للعام المنصرم.