عاد نادي تروا إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسية لكرة القدم بعد ثلاث سنوت من هبوطه، باشراف لاعب وسط مرسيليا السابق لوران باتليس ومدعوما من مجموعة سيتي فوتبول غروب الإماراتية المالكة لنادي مانشستر سيتي بطل إنكلترا. وبرغم استحواذ "سي أف جي" المملوكة من مجموعة أبوظبي يونايتد التابعة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، في شتنبر الماضي، لم يكن الصعود إلى دوري الأضواء الهدف الأساس لفريق مدينة معروفة بانتاج الشمبانيا. لكنه كان مكافأة نجاح لفريق أصبح العاشر ضمن مجموعة تضم أمثال نيويورك سيتي الأميركي، ملبورن سيتي الأسترالي ويوكوهاما مارينوس الياباني. تربع تروا على صدارة الدرجة الثانية وحسم لقبها السبت بفوزه على دنكيرك 2-صفر، بعد موسم من تعكير فيروس كورونا عودته إلى منافسات الدرجة الأولى. وفيما يتنافس كليرمون وتولوز على المركز الثاني، يمكن لتروا أن يتخط ى سجله القياسي السابق (78 نقطة) بحال فوزه على لوهافر السبت. ومارس تروا لعبة القفز بين الدرجات منذ خمسينيات القرن الماضي، برغم أن الشكل الجديد للنادي باسم تروا أوب شمبانيي ظهر في العام 1986. بلغ الدرجة الأولى تحت اشراف المدرب آلان بيران في 1999، لكنه هبط في 2003 بعد رحيل مدربه إلى مرسيليا. مذذاك الوقت، عاد إلى الدرجة الأولى أربع مرات، متفاديا مرة يتيمة العودة إلى المستوى الثاني. لكن باتليس ومعاونيه يرغبون الآن بتغيير السيناريو، خصوصا في ظل الإدارة الجديدة بعد الاستحواذ الإماراتي. وأصبحت مجموعة سيتي غروب المالكة الرئيسة للنادي، بعد شراء حصة المالك السابق دانيال مازوني. آنذاك، قال الإسباني فيران سوريانو الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي غروب "في مجموعة سيتي فوتبول، يبقى هدفنا ممارسة كرة قدم جميلة، تحديد وتطوير المواهب الصغيرة والحضور بشكل دائم في مراكز كرة القدم في العالم". بنى المدرب باتليس (45 عاما)، المعين في مهمته الأولى كمدرب رئيس من قبل تروا في 2019، فريقا يقد م مستوى جاذبا، معتمدا على نواة صلبة دون نجوم حقيقيين. خاض المهاجم المخضرم يوان توزغار (34 عاما) تجربة مع لنس في الدرجة الأولى، وهو ثالث أفضل مسجل في الدرجة الثانية هذا الموسم، فيما يعول المدرب أيضا على لاعب الوسط فلوريان تارديو والحارس غوتييه غالون. تربع النادي على صدارة الترتيب بعد سلسلة من 12 مباراة دون خسارة بين شتنبر ودجنبر، وبرغم بعض الانزلاقات في فبراير ومارس، تأكد صعوده بعد تحقيقه ستة انتصارات في آخر سبع مباريات. قال باتليس المتأثر بعد الفوز على دنكيرك "كلاعب، تختبر العواطف بشكل مختلف، بشكل فردي تقريبا . هنا، اختبرها على صعيد النادي بأكمله، الجهاز الفني، اللاعبين. هناك عمل كبير وراء ذلك". وتعد سيتي فوتبول غروب مملوكة أيضا جزئيا من شركة الأسهم الخاصة الأميركية سيلفر لايك التي حصلت الشهر الماضي على دعم الاتحاد النيوزيلندي للركبي للاستحواذ على حصة في المنتخب النيوزيلندي (أول بلاكس)، بالإضافة إلى تحالف تشاينا ميديا كابيتال الصيني. لكن جلبة ما وراء الكواليس لم تؤثر على باتليس، حيث يبدو أن المالكين الجدد يستجيبون لتحذيره. قال بعد الاستحواذ "أنا أقرر كل ما يحصل اليوم.. لا شيء يملى علي ". ستوفر القوة المالية لسيتي فوتبول غروب، بشبكتها العالمية وخزانها من الشبان الصاعدين، انتقالا سلسا لتروا نحو الدرجة الأولى، على أمل البقاء فترة أطول من العادة حيث سيواجه هناك العملاق باريس سان جرمان المملوك قطريا.