أكد رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، على أهمية تعزيز العلاقات مع المغرب، البلد الإفريقي الذي قدم دعما كبيرا لكفاح شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، مشيرا في حوار له مع يومية "نيوز 24" الجنوب إفريقية، أن "المغرب بلد إفريقي نحتاج إلى علاقات معه"، تصريحات تدفعنا إلى التساؤل عن مستقبل العلاقات بين البلدين، وحول إمكانية تغير موقف جنوب إفريقيا تجاه قضية الصحراء المغربية. في هذا الإطار أكد أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني على أن جاكوب زوما "أصبح واعيا بأن المغرب لم يعد دولة متوسطة تطمح إلى أن تكون صاعدة، ولكنه أصبح بالفعل قوة ناعمة يمكن أن تلعب دور المنصة المركزية للربط بين أوروبا والقارة الإفريقية". وأشار الحسيني في تصريح لموقع القناة الثانية أنه لا ينبغي "أن ننسى بأن جنوب إفريقيا هي أول مستثمر في قلب القارة الإفريقية ثم المغرب في المرتبة الثانية، بالتالي فهما يشكلان المحوران المركزيان لأقصى شمال القارة وأقصى جنوبها، ويفترض أن يلعبا دورا حاسما وحيويا في مستقبل مجموع القارة". هذا وأكد الحسيني أن "المصالح الاقتصادية والتعاون في إطار الشراكة هو الذي يفتح المجال نحو تحديد المواقف، والمغرب يدرك جيدا أن التطور في العلاقات لا يمكن تنتج عن طريق المجاملات الدبلوماسية، ولكن عن طريق دعم المفاوضات الدبلوماسية بأدرع اقتصادية قوية، تهيأ المجال لتطوير تلك العلاقات ايجابيا، وبالتالي يصبح الاقتصاد هو المهيمن على القرار السياسي". وأضاف الحسيني أن العديد من الدول الإفريقية قد غيرت مواقفها تجاه قضية الصحراء "كدولة مالاوي التي تستعد لسحب الاعتراف بما يسمى جبهة البوليساريو، الأمر نفسه بالنسبة لرئيس أنغولا المعروف بمواقفه المتشددة تجاه المغرب حيث قرر زيارة المغرب في أقرب فرصة ممكنة، وفي الأخير جاكوب زوما الذي اقترح أن تكون تمثيلية دبلوماسية بين المغرب وجنوب إفريقيا على أعلى مستوى". وأكد الحسني إلى أن المغرب في الوقت الراهن يرفع شعار تفادي سياسة الكرسي الشاغر "وهي السياسة التي تسببت له في نتائج سيئة على مستوى علاقاته الدبلوماسية" مشيرا إلى أن "السياسية الخارجية للمغرب أصبحت سياسة هجومية وتبحث سبل إبراز الدور الريادي للمغرب من خلال الحضور الفعلي في اللقاءات ومقارعة الحجة بالحجة". وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد استقبل بأبيدجان رئيس جمهورية جنوب إفريقيا السيد جاكوب زوما، على هامش مشاركة جلالته في أشغال القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي - الاتحاد الأوروبي. وخلال هذا الاستقبال الودي، الذي طبعته الصراحة والتفاهم الجيد، اتفق قائدا البلدين على العمل سويا، يدا في يد، من أجل التوجه نحو مستقبل واعد، لاسيما وأن المغرب وجنوب إفريقيا يشكلان قطبين هامين للاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، كل من جهته، بأقصى شمال وأقصى جنوب القارة. كما اتفقا على الحفاظ على اتصال مباشر والانطلاق ضمن شراكة اقتصادية وسياسية خصبة، من أجل بناء علاقات قوية ودائمة ومستقرة، وبالتالي تجاوز الوضعية التي ميزت العلاقات الثنائية لعدة عقود.