كشفت صحيفة The Sun البريطانية نوايا إيران الخفية من تمويل وتسليح جبهة البوليساريو الانفصالية، إذ أكدت أنها تحاول نقل مواجهاتها مع الحلفاء الدوليين إلى شمال إفريقيا. وجاء في تقرير نشرته الصحيفة أن إيران وسعت من نطاق عملياتها خارج منطقة الشرق الأوسط من خلال فتح جبهة جديدة في شمال إفريقيا بتدريب وتمويل "البوليساريو". وأبرزت الصيحفة البريطانية في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني أن طهران متهمة بتدريب وتسليح ميليشيات "البوليساريو"، معتبرة أن هذه المناورات تشكل محاولة لفتح جبهة جديدة في مواجهتها مع الغرب. وذكرت الصحيفة بأن هذه التحركات التي تقودها الوحدات العسكرية الإيرانية التابعة لفيلق القدس، تأتي في أعقاب الفوضى التي زرعت طهران بذورها في الشرق الأوسط من خلال تأجيج النزاعات في سوريا ولبنان والعراق. وسجلت "ذا صن" أن هذه الأخبار "تشكل مصدر انشغال" خاصة لمكتب رئيسة الوزراء البريطانية، مذكرة بأن فيلق القدس، المعروف بإثارة القلاقل في الشرق الأوسط، كان أحد الأسباب الثلاثة التي حدت بالولاياتالمتحدة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، كما أعلن عن ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضافت الصحيفة أن مقتل حوالي عشرة جنود بريطانيين جنوبالعراق ن سب إلى هذه الوحدة السرية التي ساعدت المتمردين الشيعة على صنع عبوات مفخخة ذات أثر مدمر. وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أكد في حوار معلصحيفة "فوكس نيوز" الأمريكية أن هناك مساعي من إيران "لإيجاد موطئ قدم" لها في شمال أفريقيا من خلال استغلالها لجبهة البوليساريو. الصحيفة قالت في تقرير لها إن وزير الخارجية المغربي "سرد سلسلة من الأدلة التي تم الكشف عنها مؤخرا والتي تشير إلى عقد لقاءات بين قادة حزب الله، حليف إيران، وقادة من البوليساريو، بمشاركة مسؤولين داخل حزب الله عن العلاقات الخارجية وعن التكوين العسكري واللوجستي". ونقلت "فوكس نيوز" عن بوريطة قوله إن "نقطة التحول والعنصر الأهم الذي غير طبيعة العلاقة بين البوليساريو وحزب الله كان هو توقيف قاسم محمد تاج الدين، أحد أكبر ممولي حزب الله الذين ينشطون في أفريقيا، في 12 مارس 2017 بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء". وتم توقيف هذا الشخص بناء على مذكرة توقيف دولية أصدرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بتهمة تبييض الأموال والانتماء إلى منظمة إرهابية. وأفادت فوكس نيوز ، نقلا عن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في كلمة الاثنين، بأن "الولاياتالمتحدة ستعمل بشكل وثيق مع حلفاء واشنطن في المنطقة للتصدي لأنشطة وتدخلات النظام الإيراني". وحذر بوريطة من أنه "من غير المرجح أن تتوقف هذه التدخلات"، مشيرا إلى أن "الإسلام المعتدل والوسطي الذي يدعو إليه المغرب، البلد الذي يعتمد استراتيجية متعددة الأبعاد في أفريقيا، تقوم على قوة الإقناع، وفي العالم العربي، يشكل هذا أحد العناصر التي أزعجت النظام الإيراني". وذكرت "فوكس نيوز"، نقلا عن خبراء أمريكيين، أن البوليساريو هي نتاج للحرب الباردة، تم "التخلي عنها من قبل داعميها باستثناء الجزائر، ثم دخل النظام الإيراني على الخط في مسعى لتصدير الثورة الإسلامية حيثما تسود الفوضى". وسجل المصدر ذاته أن "البوليساريو شكلت فرصة أراد النظام الإيراني استغلالها". ويتفق هؤلاء الخبراء أيضا على أن "جمهورية إيران الإسلامية، عبر تاريخها، تستهدف الصراعات الإقليمية وتعمل على إذكائها إلى أن تخرج عن نطاق السيطرة". وأوضح ناصر بوريطة ل"فوكس نيوز" أن "قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران كان قائما على تقييماتنا الخاصة ومعلوماتنا وعلى اعتبارات مرتبطة بالأمن القومي ولم يكن بأي شكل من الأشكال إثر ضغوطات خارجية".