جمعية المحامين الشباب بطنجة تُطالب بالإفراج عن معتقلي احتجاجات "جيل زد"    الأمن الوطني ينفي إشاعة إضرام النار في سيارة شرطة    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية وأمطار غزيرة بعدد من مناطق المملكة    تقرير يتوقع تحقيق الاقتصاد الوطني معدل نمو بنسبة 4,5% سنة 2026    الجزائر على صفيح ساخن: شباب غاضب يتحدى قبضة النظام العسكري    الغضب لا يُقمع: كيف يواجه المغرب احتجاجات جيل Z؟    اجتماع الأغلبية الحكومية.. طمأنة الشارع وتأكيد الانخراط في الإصلاحات الكبرى    بورصة البيضاء تنهي التداولات بالأخضر    متابعة 3 شبان من جيل Z رهن الاعتقال و30 آخرين في حالة سراح مع أداء كفالة    تعاون إسباني مغربي.. حجز أكثر من 11 طنا من مخدر الحشيش في مالقة والجزيرة الخضراء    المغاربة المشاركون في أسطول الصمود العالمي يقتربون من ساحل غزة    ترامب يمهل "حماس" أربعة أيام للرد    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس افتتاح الدورة ال 16 لمعرض الفرس للجديدة    الأغلبية الحكومية برئاسة أخنوش: نتفهّم مطالب المحتجين الاجتماعية    بنعلي: 45% من كهرباء المغرب مصدرها متجدد ونستهدف 52%    "مراسيم الصحة" تقدم بمجلس الحكومة    منظمة التحرير الفلسطينية تراهن على دور المغرب في تنزيل "خطة ترامب"    حول الدورة 18 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا    تشكيليون عرب يعرضون لوحاتهم بأصيلة    الشعر والتشكيل في أعمال عبد الله بلعباس    حموشي يزور منزل أسرة شهيد الواجب مقدم الشرطة محسن صادق الذي توفي في حادث سير أثناء مزاولة مهامه    السلطات تعلن إيقاف 24 شخصا من جيل "Z" وتحيل 18 منهم على التحقيق بتهم جنائية            اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية: رحلة محمد بن عيسى مع التنوير الفكري والتحديث الثقافي    الرجاء والوداد يوقعان على الصحوة على حساب الدفاع الجديدي ونهضة الزمامرة    حين تساءل المؤسسات عن الحصيلة!    تجميد مشروع شعبة الإعلام والاتصال بجامعة ابن طفيل يثير خيبة أمل الطلبة والأساتذة    الإصابات وعدم الجاهزية تؤرق بال الركراكي قبل الإعلان عن قائمة المنتخب لمباراتي البحرين والكونغو    كأس العالم لأقل من 20 سنة.. النرويج تفوز على نيجيريا وفرنسا تهزم جنوب إفريقيا    "فيفا" يعاقب جنوب إفريقيا ويعتبره خاسراً أمام ليسوتو بسبب إشراك لاعب غير مؤهل    نيكول كيدمان وكيث أوربان يصلان إلى الانفصال    أطباء يحذرون من أخطار بسبب اتساع محيط العنق    مباراة المغرب والبحرين.. بيع أزيد من 42 ألف تذكرة إلى غاية السادسة مساء    إيقاف شخص يحرض على الخروج للشارع من أجل الاحتجاج    بلدية ميلانو تمنح الضوء الأخضر لبيع سان سيرو لميلان وإنتر    رشاوى ‬واختلاسات ‬لمسؤولين ‬جزائريين ‬كبار ‬أمام ‬القضاء ‬الإسباني ‬    القوات العمومية تتدخل لمنع تجمهرات مجهولة المصدر دون تسجيل أي إصابات أو خسائر    الصحراء المغربية.. هلال يرد "دون جدال أو عدائية" على تصريح وزير الخارجية الجزائري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة    اتفاق جديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي لتعزيز تسويق منتجات الأقاليم الجنوبية    وكالة "فيتش" تؤكد تصنيف المغرب عند "بي بي+" مع نظرة مستقبلية مستقرة    ممثلة مطورة بالذكاء الاصطناعي تغضب هوليوود    أسعار الذهب تسجل ذروة قياسية جديدة    فريال الزياري: العيون.. مدينة الكرم والجمال الصحراوي الأصيل    طنجة.. السلطة تُنهي جدل تسعيرة "الطاكسي الصغير" وتُحدد الحد الأدنى في 7 دراهم                    القانون 272 يدفع المصابين بألأمراض المزمنة إلى الهشاشة الاجتماعية    علماء روس يبتكرون أدوية "ذكية" يتحول شكلها داخل الجسم    "طريقة الكنغر" تعزز نمو أدمغة الأطفال المبتسرين    دراسة: الموسيقيون يتحملون الألم بشكل أفضل من غيرهم        بوريطة: تخليد ذكرى 15 قرنا على ميلاد الرسول الأكرم في العالم الإسلامي له وقع خاص بالنسبة للمملكة المغربية        الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"    الرسالة الملكية في المولد النبوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصريا في " الرهان": سلفي كان مصنفا في "قائمة الخطر" يكشف عن مواقف مثيرة حول الملكية والعدالة والتنمية والسلفيين
نشر في الرهان يوم 12 - 10 - 2011

تصدرت عناوينه قبل سنوات معظم الصحف المغربية، كزعيم لخلية إرهابية متهمة بمحاولة زعزعة إستقرار البلاد والتي أطلق عليها خلية " الرباط".
تصدرت عناوينه قبل سنوات معظم الصحف المغربية، كزعيم لخلية إرهابية متهمة بمحاولة زعزعة إستقرار البلاد والتي أطلق عليها خلية " الرباط".
صنفه احد الضباط السامون في الأمن عند اعتقاله كواحد من اخطر الإرهابيين في البلد حيث خاطبه بالقول "انا احمي منك 30 مليون مغربي" بعيد إعتقاله بوقت قصير.
عاش العذاب في أبشع صوره داخل السجن وخارجه، حسب روايته.
طلق زوجته بعد فقدانها للجنين الذي كان يجمعهما.
مند خروجه من السجن قبل أربع سنوات وهو بلا شغل ولا مأوى.
لم تغفل عنه عيون الاجهزة الامنية للحظة. حرم من أبسط حقوقه كشواهده الاكاديمية وبطاقة تعريفه.
ومع ذلك لا يفارق المرح والدعابة روحه، عندما تجلس إليه.
إنه خالد غزالي، المعتقل الإسلامي السابق في ملف السلفية الجهادية.
قبل أيام التقته "الرهان" صدفة بشارع محمد الخامس بالرباط، كان مزهوا وسعيدا بحصوله على بطاقة تعريفه الوطنية.
اقترحنا عليه حوارا وكانت المفاجئات عديدة:
"هنية عليك"
"شنو"
"لاكارط ناسيونال"
"آه الله يبارك فيك"، بعد معاناة دامت سنة و 7 أشهر حرمت فيها من بطاقتي في ظل دولة الحق والقانون أخيرا حصلت عليها ليعترف بي كمواطن مغربي.
ولكن لماذا الآن تحديدا هل للأمر علاقة بتنازلات ما؟
بكل صراحة بعدما خضت معركة لمدة 9 أيام بالجوع والعطش النسبي وبعد تحقيقات "ماراطونية" تم تسليمي هذه البطاقة وتقديم اعتذار (رجل امن سام) ولا علاقة للأمر بتنازلات، حيث أن فكري لا يوجد فيه تشنجات وسلوكي ليس مرتطما. وأمتلك مقومات الخطاب الدعوي من قوة الحجة وبيان المحجة.
وما يؤسفني ما أقرأه لبعض المتتبعين لقضية "السلفية الجهادية" من أن المصنفين بأصحاب المراجعات تنازلوا عن مبادئهم التي اعتبرت متطرفة إبان الاعتقال، وهذا في رأيي كلام يصدر عن غير المتخصصين، إذ مبدأ تصحيح المسار وتقويم الاعوجاج والوقوف مع الذات والتجربة وربطها بتجليات المستقبل أمر واجب شرعا، وقد قامت به مجموعة من الحركات الإصلاحية في تاريخ البشرية. في كل المشارب الفكرية والعقدية.
وغير بعيد عن أهل العلم أن هذا مطلب صحي يقوي آفاق تطلعاتنا الدعوية ويبرزنا كأصحاب مشروع متوازن سيرى النورعما قريب والحكم على الشئ فرع عن تصوره فمشروع الترشيد ينبغي ان يخضع إلى منهجية علمية شرعية لا إلى المنطق الصحافي.
أرى أنك تركت لحيتك ولباسك "الأفغاني" لصالح اللباس "الإفرنجي" هل هو تمويه وتقية أم قناعة؟
(يضحك) من وجهة نظري، اللباس لا علاقة له بمنهجية الخطاب الديني و السياسي، إلا من حيث تقاليد كانت عند العرب فأثبتها الشرع ورتب عليها أحكاما، من حيث الفعل أو الترك كإعفاء اللحية وتقصير التوب علما ان النبي (ص) أهديت له جبة رومية وأهداها بدوره لأحد الصحابة ليستفيد منها فلو كان التزيي بلباس "الإفرنج" محرما قطعا لما قبل النبي (ص) الهدية ولما أعطاها لصحابي ليستفيد منها. وأصحاب التخصص في علم الأصول يستنبطون من ذلك أحكاما، ومن وجهة نظري أن التأثير على مكونات المجتمع في ظل الظروف الراهنة والهيمنة لقوى الفساد المتنوع، لا ينحصر في اللباس الأفغاني وغيره بل يتجلى في طرح برامج تنموية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، تواكب تطلعات بناء دولة تسير في ركب الدول المتحضرة والمتقدمة، ولا يعني هذا أن الظاهر الإسلامي، يمثل نوعا من التخلف كما يصفه المنبهرون بالحضارة الغربية المتفلتون من قيود الشرع، فنحن الآن في مرحلة التواصل مع كل المكونات، وهذا كله منبثق من قناعة ترسخت بعد قراءة دامت أربع سنوات تقريبا وان لاعلاقة لي ب"التقية" لا من قريب ولا من بعيد لأنني لست لا من الخوارج ولا من الرافضة ومنهجي واضح وضوح الشمس على ضوء قوله تعالى " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني.."
سبق وقلت في إحدى كتاباتك بانكم تسعون لنقل المجتمع من الظلمات إلى النور. كيف ذلك ؟
صحيح، لا شك ولا ريب أن كل الفعاليات السياسية تتفق ومن خلال برامجها أن المجتمع المغربي تكدرت فيه مظاهر الفساد السياسي والاقتصادي والإجتماعي والفكري والعقدي وهذا هو المقصود بقولنا الخروج من الظلمات وأن المغرب ومند الإستقلال جربت فيه معظم النظريات الإصلاحية، المتمثلة في مناهج التغيير منها "العلمانية" وغيرها ولم يبق لنا سوى الالتفات إلى منهج العصمة المتمثل في دعوة أهل السنة والجماعة المتبني للإصلاح من داخل المجتمع وفق مبادئ سلمية توافقية، تحترم كل التوجهات شريطة أن يكون صمام الأمان هو الهوية المغربية، ولا نقبل بتدخل أي جهة أو نمط فكري لا يحترم مرجعيتنا الإسلامية كما هو مقرر لها دستوريا، وهذا لا يعني أننا نمارس الإقصاء بل نتبنى التوافق والتواصل على جميع المستويات وان تكون كل الجهود في صالح المملكة المغربية. ونرفض الخيانة تحت أي غطاء.
من أنتم؟
مجموعة من الشباب فيهم من ذاق لوعة "الإعتقال التعسفي" والمحاكمات "الصورية" واستفاد من المرحلة، وفيهم مجموعة من المتعاطفين في نفس التيار ممن اقتنعوا بالعمل داخل المجتمع بنفس سياسي، بعيدا عن التأثر بما يصدره لنا التيار السلفي المشرقي، لأننا نحترم خصوصية بلدنا وكما يقول المثل "أهل مكة أدرى بشعابها"، وهناك أيضا عدد كبير من المعتقلين ممن اقتنعوا بمشروع ترشيد الفكر السلفي الجهادي ويؤمنون بالعمل الاجتماعي والسياسي.
ولا تفوتني، الإشارة إلى أنه تم التعاطي مع هذا المشروع بنوع من السلبية والتوجس وتهميش مجموعة من المعتقلين من الحياة السياسية، الذين غيروا من وتيرة الفكر المتشنج والمنهج المرتطم، أو هم أبرياء منه أصلا.
لماذا؟
من وجهة نظري، أن الجهات الأمنية أو بعض الجهات الأمنية ابانت عن عدم الجدية في تعاملها مع مشروعنا، علما أنه منهج يستلزم منا جميعا تكثيف الجهود من أجل التخلص من لوثة التعصب الفكري والعقدي والخروج إلى رحابة التفاعل مع مكونات المجتمع المدني.
ومن واجبي، أرى ضرورة الدفاع عن كل من ظلم في هذا الملف وتم اتهامه بما لا يتبناه. ونحن على إستعداد لفتح حوار وطني تشاركي من أجل توضيح رؤانا على مستوى جميع الميادين والخروج بمشروع إصلاحي يستشرف تطلعات مغرب جديد.
تتحدث معي كما لو أنكم بمئات الآلاف؟
أقول لك إن هناك العديد من الشباب المتحمس عمليا لخدمة بلده بشكل سلمي وأن مشروعنا يمثل صوت الملايين المغاربة الذين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل يخدم مصالح الوطن الداخلية والخارجية ويحافظ على هيبته.
كيف يمكن ذلك في ظل تفكيك خليتين إرهابيتين في ظرف أسبوع؟
بالنسبة لي لا اعلم مستند الأجهزة الأمنية في تفكيك تلك الخلايا وان هذا يشكل نوعا من التوجس على مستوى طرح البرامج الإصلاحية. ومن جهتنا نرى أن هذه الاعتقالات لا تساعد في ترسيخ مبدأ التواصل مع المعتقلين من أجل حوار للخروج من هوة الفكر المتطرف.
إذا أنت تشكك في وجود خلايا إرهابية؟
طبعا أتفق أن هناك قناعات جهادية في المغرب لاترقى إلى مستوى "العمل الجهادي المسلح"، كما وقع في الجزائر ومصر وغيرها لأنه عمل مرفوض. ومن منطلق قناعة شرعية ودراسة علمية لواقع أمتنا المغربية نقول هذا، وليس إرضاء أو تلميعا لجهة معنية.
ولكن هناك من يقرأ الشرع بطريقة خاطئة؟
أتفق معك، بالنسبة لمن يتبنى مبدأ (المواجهة المسلحة او منهجية التفجير) نقول إن هذا المنطق إن كان فعلا ما تدعي الجهات الأمنية انه موجود، فقد صار بالنسبة لنا متجاوزا ولا يأتي بثمار ما نصبو إليه.
ونعتقد أن منهجية القاعدة لن تحقق شيئا في بلدنا لان له خصوصية ليست كخصوصية المشرق. علما أن مواقف كل المعتقلين إنما هي تنديد بممارسات سياسوية أدت بالمجتمع المغربي إلى ماهو عليه الآن ومن حقهم التنديد بهذه الممارسات طبعا بشكل تصحيحي وبناء.
تقصد بالخصوصية إمارة المؤمنين؟
بالنسبة لي وهذا رأيي الشخصي أن سبل الإصلاح أمام أوجه الفساد لا تنحصر فقط في الطعن بالملكية او الإمارة لان هذه الأخيرة من مهامها تقليد المناصب وأخذ العهد، وعلى أصحابها أداء المهمة بأكمل وجه. ونرى أن الخلل والفساد المستشري في البلاد سببه الرئيس هو البعد عن القيم والمبادئ الإسلامية والفهم الصحيح للمواطنة. فهناك مناهج نراها من أهم الأسباب التي ساعدت على نشر الفساد السياسي والإقتصادي وحتى العقدي، والخلل يكمن في ممارسة بعض الفعاليات المدنية والأحزاب السياسوية، فهذه الأخيرة هي التي تمثل إرادة الشعب "زعما" التي أتبث الحراك الأخير أن الشعب تجاوزها فهو يريد الإصلاح الحقيقي. ولا أتفق أن ترمى كل المشاكل العالقة بشخص الملك. علينا أن نفعل مفهوم المواطنة الحقيقية، لا شعارات حزبية مقيتة الهدف منها الإسترزاق بقضايا الشعب المغربي ومقدراته، لا استغلال "مراكز النفوذ" في البلاد لأهداف شخصية.
ونحن الآن مقبلون على مرحلة الإنتخابات التي تستوجب مصالحة وطنية بين الجميع، بشكل فعال بعيدا عن المزايدات والتراشق بمصطلحات منمقة. والعمل على طرح برامج حقيقية للنهوض بازماتنا، علما أننا نراهن على ما تقدمه كل الحركات الإسلامية من برامج إصلاح، واستنكر تلك المقاطعة من قبل جهات إقصائية لهذه البرامج.
ماذا تقصد؟
هناك إقصاء تجاه الحركة الإسلامية بكل تلاوينها وإختياراتها وفي مقدمتها السلفية المغربية من أجل الإصلاح
من هي السلفية المغربية من أجل الإصلاح هل هو حزب جديد قيد التشكل؟
أولا، لست الناطق الرسمي بإسم الحركة لكن أقول إنها حركة تضم فعاليات استوعبت فقه المرحلة السابقة (الإعتقال) وانتقلت إلى تطلعات مرحلة جديدة بمعايير جديدة وسترى النور في الوقت المناسب إنما هي إكراهات البداية.
هل ستشارك في الإنتخابات المقبلة؟
بالنسبة لي الانتخابات لم ترق بعد إلى مانريد من ورائها، فكلنا يعلم أنها تتم في كواليس بعيدة عن إرادة شعبنا ونأمل أن يشملها الإصلاح الحقيقي من اجل العمل الفعال والمواطنة الحقة.
إذا ستقاطع؟
بكل صراحة أتمنى ان نخرج إلى حيز العمل السياسي في عمقه وبعده الوطني بعيدا عن المتاجرة بإرادة الشعب ومتطلباته لان الشعب فقد الثقة في كل الاحزاب ولم تعد تنطلي عليه وعود السادة السايسويين ومرتزقة العمل السايسي.
بمافيهم العدالة والتنمية؟
(يضحك) كي لا نكون مجحفين بالنسبة للعدالة والتنمية حققت مكاسب سياسية وإرادتها للإصلاح ملموسة فقط عليها أن تخرج من إطار المعراضة الشكلية إلى المعارضة الحقيقية.
ونحن كمكون في المجتمع المغربي من حقنا كأصحاب توجه شرعي ان ندعم كل البرامج التي نشم منها رائحة المواطنة الحقيقية وخدمة الصالح العام، ولا نلتفت إلى تلك الحملات المسعورة التي تشن على المصلحين في بلدنا. إننا نعتقد انها تصدر عن ممسوخين فكريا ومنتكسين فطريا، يحاربون الله ورسوله وانى لهم ذلك فالإسلام قادم وكل المؤشرات تدل على ذلك لانه مشروع الله والله غالب على امره. إنما هي ساعة وساعة، والإسلام منتصر بكل الطرق السلمية والحضارية ونحن مستعدون لخوض معركة سياسية وحوارات هادفة شريطة ان يسمح لنا بإيصال صوتنا.
ولكن بعضكم آخذ على العدالة والتنمية صمتها عن معاناتكم لسنين في السجن و مصادقتها على قانون الإرهاب الذي تقولون انكم من بين ضحاياه. كما أن هناك من يتهم الأستاذ الرميد بإبتزاز أسر فقيرة للدفاع عن ذويها من المعتقلين السلفيين داخل السجن في حين يقول البعض أن من تصفهم بالممسوخين واليساريين كانوا قد دافعوا بقوة على السلفيين وطالبوا بمحاكمة عادلة. كيف تفسر ذلك؟
في واقع الحال لمنا وبشدة الحركة الإسلامية التي تملصت من مسؤولية الدفاع عن المظلومين في هذا الملف وأستغرب لتلك المواقف التي أبانت عن عدم الوعي الحقيقي بمسؤوليتها، تجاه القضية لحسابات سياسية ضيقة. وكنا نتمنى لو أن حزب العدالة والتنمية حل أجهزته بدل أن يصوت لصالح قانون "الاستكبار والطغيان العالمي" لإقبار إخوانه المسلمين والمواطنين الأبرياء. ونشكر كل من ساعدنا بكل ما أوتي من وسائل من أجل تحقيق العدالة والكرامة والإنسانية في هذه القضية، وأشير انه لاعداوة لنا شخصية لا مع يسار ولا مع يمين، إنما هي برامج تطرح وتعرض على المجتمع ويتم التصويت إما توافقا او معارضة. فخصومتنا مع كل إديولوجية، لاتحترم هويتنا ومرجعيتنا كأساس.
وفيما ذكرته من أن الأستاذ الرميد ابتز عوائل المعتقلين لم احضر هذا وان الرجل أبان عن صدق الموقف تجاه القضية، ولا يفوتني الإشارة أن الأستاذ حسن حلحول آزرني وبعض الإخوان ولم يأخذ مني درهما واحدا إيمانا منه ببراءتي، وأشكره جزيل الشكر.
ولو قلت لك إن الشهادة من رفيق دربك وأحد المعتقلين السلفيين السابقين؟
العهدة على الناقل، اتفق معك أنه تم ممارسة الإغتناء غير المشروع ممن كنا نأمل فيهم تحقيق العدالة في مجال القضاء، وقد استغلت العوائل استغلالا سيئا نشكوهم إلى الله.
كان لزاما عليهم ان يسعوا إلى تحقيق العدل في القضية والوقوف عند مجريات وملابسات الأحداث والمطالبة بتحقيق نزيه بعيدا عن الإستغلال من اجل إثبات الحقيقة التي طال الزمن او قصر ستظهر للعيان، فبوادرها فهمها القاصي والداني وان ما يحاك ضد التيار السلفي الذي يمثل القراءة الحقيقية للإسلام والقوة الشرعية العلمية، مآله إلى زوال.
"دابا حنا غاديين ظلام وصافي"؟
(يضحك) في إعتقادي، العالم الإسلامي والعربي عموما والمغربي خصوصا ضحية للهجمة الامبريالية، والتي خلفت لنا مناهج لاتتماشى وفق هويتنا العربية والإسلامية، حيث تبناها الذين أخذ الله بصيرتهم، روجوها وربوا عليها الأجيال في ظل صمت بعض المحسوبين على جانب التوعية الإسلامية، حيث أدت إلى ما نحاربه اليوم. ويعلم كل منصف ومن خلال القراءة للمحطات التاريخية أن الإسلام هو الحل ولايرفضه سوى كل خائن لوطنه ولأمته.
كيف، هو الحل؟
يقول الله تعالى" إن الدين عند الله الإسلام" ويقول "ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ويقول أيضا " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربي العالمين لاشريك له وبذلك أمرت"، وقاسمة الظهر قوله تعالى "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا"فوعد الله قادم. وشرط الله معروف، والتاريخ شاهد على أن الإسلام عندما طبق في زمن الصحابة وفي زمن عمر بن عبد العزيز حكاما ومحكومين تحققت مفاهيم العدالة والكرامة والحرية.
وعندما أقصي الإسلام وصار الداعون له مصدر شبهة وريبة، تقوت شوكة الإستبداد والقهر بإسم السلطة والتنظير للإنسانية، أصبح الناس وبدافع الضغط ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية، هروبا من قهر الأنظمة الجاثمة على نفوسها وإرادتها و يمارس في حقهم التعتيم، ولا عمري أين هي روح الديمقراطية إذا كنا نرفع شعار "صوت الشعب يريد".
تذكر معي فترة الخلفاء الراشدين، التي تقدم كفترة حكم ذهبية.. التاريخ يسجل أن عمر مات مقتولا وكذلك علي بن أبي طالب، بل إن عثمان قتل بوحشية فظيعة، وتمت إعادة نبش قبره وأخرجت جثته ليعاد تهشيم عظامه إربا إربا، والمجرمون في كل ذلك مسلمون لا يغفلون فريضة من الشرع. كيف تفسر الأمر؟
أولا، وقبل كل شئ ينبغي التفريق بين الإسلام كشرع منزل ومطهر وبين الممارسين له أي المسلمين. والتاريخ مليئ ببعض الممارسات في ظل الشريعة الإسلامية وبعض السلوكيات التي صدرت حتى من الصحابة رضوان الله عليهم وطبق في بعضهم حد الله كما هو الشأن في قصة ماعز والمرأة الغامدية. الإسلام لا يحابي أحدا، حيث قال النبي (ص) و"الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
فيما يخص ما ذكرت، إعلم أن التاريخ الإسلامي دست فيه أمور من قبل المكذوب والموضوع ينخله المتخصصون في علم الشريعة ويوضحون احكامه. كما هو الشأن في خلافة عثمان، حيث طاله النصيب من الظلم الذي سبق وان طال عمر، من قبل فئة فهمت الدين بنفسية متشنجة وإنتقائية، ورأت في نفسها نوعا من التقوى، حتى تطاولت على جناب الإمارة ونازعت عثمان المرضي من الله ورسوله فيما اختاره من سياسة حكيمة انبنت على نصوص واجتهادات سياسية لم يفهمها خوارج عصره ولا المتشدقون بالفكر السياسوي المعاصر، حيث بنوا عليها مناهج رغبوية معلومة عندنا.
ولكن ذلك درج عند أشهر أئمة الإسلام كالطبري وإبن تيمية؟
بالنسبة للطبري وإبن تيمية نقلوا ما وصلهم من وقائع وأحداث وليسوا مقدمين على الصحابي الجليل عثمان بن عفان، والمقصود بهذا النقل هو بيان حقيقة بعض الثورات المغلفة بإسم الدين أحيانا أو الدفاع عن الكرامة الإنسانية، لكن في أصلها ملوثة بفكر هدام كما وقع لإبن سبأ اليهودي، وكما يقع لبعض متبني الفكر الثوري من بني جلدتنا في زمن الإستبداد المعاصر دون مراعاة مقتضيات المرجعية والهوية.
وصراحة صدمت لمقال ورد قبل أسبوع في جريدة الأحداث المغربية وصف فيه صاحبه عثمان ب"المستبد"، حيث أن المحلل بين قوسين لم يبين مواطن الإستبداد في ولاية عثمان، بل إستند على المكذوب من الروايات بعيدا عن التأصيل الشرعي وليس هذا موطن الإطناب في ذلك...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.